مطالبات بالتحقيقِ بمجزرة التحالف السعودي في صعدة وإدانات دولية وحقوقية

فيما دعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل في غارة نفذها التحالف السعودي، أول أمس، على محافظة صعدة اليمنية، أعلنت وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ اليمنية «أنّ الحصيلة غير النهائية لضحايا المجزرة هي 130 بين شهيد وجريح»، مشيرةً إلى أنه لا يمكن حصر عدد ضحايا المجزرة بسبب ارتفاع عدد المفقودين، جاء ذلك بالتزامن مع إعلان عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور كريس ميرفي «أنّ حملة القصف السعودية الإماراتية الأميركية تنحدر نحو التهوّر».

وزير الصحة اليمني

في هذا الصّدد، أعلن وزير الصحة في حكومة الإنقاذ اليمنية «أنّ الحصيلة غير النهائية لضحايا المجزرة هي 130 بين شهيد وجريح»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن حصر عدد ضحايا المجزرة بسبب ارتفاع عدد المفقودين».

وذكر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزارة حقوق الإنسان اليمنية من مكان مجزرة صعدة، أنه «هناك أعداد كبيرة من الجرحى في حالة حرجة جداً»، داعياً «الشعوب العربية إلى الضغط على حكوماتهم لإدانة العدوان السعودي».

يأتي ذلك بعد دعوة كلّ من السويد وبوليفيا وهولندا وبيرو وبولندا إلى عقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن اليوم بشأن صعدة.

غوتيريش

كما دعا الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «إجراء تحقيق مستقل في استشهاد 29 طفلاً في غارة استهدفت حافلة في صعدة».

في هذا الشأن، قال المتحدّث باسم الأمم المتحدة فرحان حق «إنّ غوتيريش دعا جميع الأطراف إلى تجنّب استهداف المدنيين».

الحوثي يرحّب بدعوة غوتيريش

فيما رحّبت حركة «أنصار الله» الحوثية بـ «دعوة الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل في غارة نفذها التحالف العربي أول أمس، على محافظة صعدة اليمنية، وأودت بأرواح عشرات الأطفال»، حسب مصادر طبية، أعرب رئيس اللجنة الثورية العليا لـ«أنصار الله»، محمد علي الحوثي، في تغريدة نشرها أمس، عن «ترحيب الجماعة بدعوة الأمين العام للمنظمة الأممية أنطونيو غوتيريش إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل في الحادث»، مؤكداً «استعداد الجماعة للتعاون في هذا المجال».

كما شكر الحوثي السويد وبوليفيا وهولندا والبيرو وبولندا على «التفاعل الإنساني» بدعوتها إلى «جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي اليوم بخصوص حادثة صعدة، وتمنى لها النجاح في الخروج من الجلسة بنتائج يلمسها المواطن اليمني».

الصليب الأحمر

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أكدت أنّ «عدد ضحايا الغارة التي استهدفت أمس حافلة في مدينة ضحيان وصل إلى 50 قتيلاً، فضلاً عن 77 جريحاً، معظمهم أطفال».

اليونيسيف

هذا ووصفت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، هنرييتا فور، في بيان لها جريمة أمس، بأنها «هجوم مروّع يعكس وصول الحرب الوحشية في اليمن إلى نقطة بالغة السوء»، متسائلة: «هل ستكون الجريمة أيضاً نقطة تحوّل.. اللحظة التي يجب أن تدفع أخيراً الأطراف المتحاربة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى القيام بالأمر الصحيح بالنسبة للأطفال وإنهاء هذا النزاع؟».

كذلك، قالت المتحدثة الإقليمية باسم اليونيسيف جولييت توما إنه «وصلنا إلى أسفل الهاوية أمس، بالنسبة إلى مقتل الأطفال في اليمن. وهذا كابوس مستمر».

وأضافت «أنّ الحرب على الأطفال في اليمن يجب أن تتوقف»، مشيرة إلى أنه «لم يعد هناك أعذار لقتل الأطفال هناك وعلى أطراف النزاع التأكد من عدم استهداف الأطفال».

وأيضاً لفتت إلى أن «هناك حرباً دائرة ضد الأطفال ليس فقط في اليمن بل في فلسطين وسورية وليبيا».

التحالف السعودي

من جانبه، شدّد التحالف على أنّ «غارة أمس كانت عملاً عسكرياً مشروعاً واستهدفت مسلحين مسؤولين عن إطلاق صواريخ على منطقة جازان السعودية الليلة السابقة»، متهماً الحوثيين بـ «استخدام الأطفال دروعاً بشرية».

يأتي ذلك بعد استشهاد 51 مدنياً وإصابة 77 آخرين بجروح غالبيتهم أطفال، أول أمس، في غارة للتحالف السعودي على حافلة تقلّ عشرات الأطفال في مدينة ضحيان في محافظة صعدة، في وقتٍ اعتبر فيه التحالف أن «الهجوم مشروع لأنه استهدف قاذفات صواريخ»، في حين أعلن الصليب الأحمر الدولي «سقوط عشرات من الضحايا والجرحى جرّاء القصف».

المكتب السياسي لأنصار الله

وتعليقاً على المجزرة أعلن المكتب السياسيّ لحركة أنصار الله في بيان له أنّ «الشعب اليمنيّ لن يسكت عن هذه الجرائم، وأنّها لن تمرّ من دون ردّ قاسٍ. وهذا حقّ طبيعيّ ومشروع للشعب اليمنيّ».

المكتب دان بأشدّ العبارات «جريمة طائرات العدوان الأميركيّ السّعوديّ ضدّ الأطفال والمتسوّقين في مدينة ضحيان بمحافظة صعدة»، مضيفاً أنّ «استهداف العدوان حافلة تكتظّ بالأطفال يعبّر عن حقيقة نيّات القتلة المجرمين».

الخارجية الأميركية

وفي ردود الفعل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت «إنّ بلادها ليست لديها تفاصيل كاملة عن الهجوم الذي استهدف حافلة في صعدة»، داعية إلى «إجراء تحقيق شامل في الهجوم».

وأضافت «ليس لدينا التفاصيل الكاملة لما يحدث على الأرض.. لقد رأينا التقارير ونحن قلقون بشأنها.. هناك هجوم أسفر عن مقتل مدنيين. ولهذا ندعو التحالف السعودي الى إجراء تحقيق.. كما ندعو جميع الأطراف إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي».

السيناتور ميرفي

وتعليقاً على ما يجري، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور كريس ميرفي «إن حملة القصف السعودية الإماراتية الأميركية تنحدر نحو التهوّر وتحصد أرواح مدنيين وتعزّز مواقع الإرهابيين».

ميرفي قال «إن إدارة ترامب تبرّر الموقف الأميركيّ بأنه تنبغي المشاركة في القصف الجويّ للتحالف السعوديّ من أجل تقليص الضحايا المدنيين، لكن ما يجري هو العكس تماماً».

وأكد أنّ «بيانات الأمم المتحدة تشير إلى أن ثلث الغارات الجوية تستهدف مدنيين». وشدّد على «ضرورة إنهاء هذا الأمر».

منظمة «أنقذوا الأطفال»

بدورها، منظّمة «أنقذوا الأطفال» أكدت أنّ «الهجوم استهدف حافلة الطلاب وهم في طريق العودة إلى المدرسة من نزهة ودعت إلى تحقيق فوري وشامل ومستقل، فيما تساءل المدير الإقليميّ لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «هل يحتاج العالم إلى المزيد من أرواح الأطفال الأبرياء لوقف الحرب الوحشية عليهم في اليمن؟».

أوكسفام البريطانية

إلى ذلك، قالت منظمة أوكسفام البريطانية «إنه طفح الكيل من الهجمات على المدنيين، بما في ذلك الأطفال».

وأعلنت المنظمة «إدانتها للغارة الجوية التي استهدفت حافلة في اليمن وأدّت إلى استشهاد عشرات الأشخاص».

ودعت أوكسفام إلى «وقف إطلاق النار فوراً واحترام القوانين الدولية لحقوق الإنسان من أجل حماية المدنيين».

المكتب السياسي الجنوبي

أما نائب رئيس المكتب السياسي للحراك الثوري الجنوبي مدرم أبو سراج دان المجزرة في صعدة، وقال إنّ «حكومة هادي شريكة في مجزرة صعدة من خلال صمتها وتخاذلها».

سراج أشار إلى أنه «على مستوى الشارع في الجنوب هناك رفض وامتعاض مما يجري من مجازر بحق أبناء اليمن».

وتابع «أنّ الحراك الثوري دان مجزرة صعدة ونتوقع مجازر أخرى بعدما أفلس التحالف في حربه على اليمن»، على حد تعبيره.

في سياق متصل، استشهدت طفلة يمنية وجرح آخرون باستهداف طائرات التحالف السعوديِّ منزلهم أمس، في مديرية صرواح غرب مأرب.

دمشق

ودانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية قصف التحالف السعوديّ حافلة تقل أطفالاً في صعدة باليمن.

الخارجية السورية قالت في بيان «إن هذه الجريمة تأتي في سياق الجرائم المتكرّرة التي يرتكبها النظام السعوديّ ضد أبناء الشعب اليمني وتكشف عن الطبيعة الوحشية والدموية لهذا النظام»، بحسب وصفها.

طهران

وفي طهران، طالب المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي أول امس الخميس، المنظمات الدولية «بمنع استمرار ارتكاب الجرائم من قبل الدول المهاجمة في اليمن».

حزب الله

وفي السياق، دان «حزب الله في لبنان بشدة مجزرة التحالف السعوديّ ضد المدنيين في صعدة ووصفها بالجريمة الوحشية».

ورأى الحزب في بيان «أن هذه المجازر تكشف حجم فشل العدوان السعوديّ الأميركيّ على اليمن، وأن ما جرى هو من أسوأ أشكال الإرهاب والعنف».

وجاء في البيان «أن التحالف السعوديّ يريد التغطية على هزائمه وإخفاقاته في اليمن».

الجبهة الشعبية

بدورها، رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «أن المجزرة بحق أطفال اليمن وفلسطين وصمة عار في جبين النظام الرسمي العربي».

وأكدت الجبهة في بيان «أن الردّ على جريمة اغتيال أطفال اليمن وفلسطين يتطلّب ردّاً عملياً من قوى المقاومة».

وأشارت الجبهة إلى أن «رؤوس الأطفال في اليمن وفلسطين سواء على أيدي تحالف آل سعود أو بقذائف الحقد الصهيوني والتي كان آخرها جريمة اغتيال الأطفال اليمنيين وهم في حافلتهم المدرسية في مدينة صعده، هي الجريمة ذاتها التي أودت بحياة أم وطفلتها وجنينها الذي مزّقته قذائف السلام الصهيوني إلى أشلاء في غزة».

ودانت الجبهة الجريمة محمّلة «النظام الرسمي العربي المسؤولية عن هذه الجريمة المتواصلة التي تحصد ومازالت رؤوس أطفالنا من اليمن إلى فلسطين وغيرها من جرائم إرهابية ارتكبت في سوريا وليبيا».

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رأت بأن «محاولات تركيع الشعب اليمني المقاوم وتطويع شعبنا وإرهابه في سياق تمرير مشاريع تصفية القضية الفلسطينية لن تكسر إرادتنا وهي وصمة عار في جبين الأنظمة العربية الرسمية المتحالفة مع قوى العدوان، وأن الرد الواجب يتطلب موقفاً عملياً من قوى وأحرار المقاومة أينما كانت.. ردّاً يخرج من إطار بيانات الشجب والتنديد إلى خطوات تجعل قوى العدوان تُعيد حساباتها وتشكل رافعة لحراك شعبي فاعل».

الأمم المتحدة: «الحوثيون» رفضوا منح تأشيرة لرئيس مكتب حقوق الإنسان في اليمن

قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة، أمس، «إن جماعة الحوثي التي تسيطر على معظم أراضي اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء، منعت رئيس مكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية من العودة إلى اليمن، دون تقديم تفسير لذلك».

يقود العبيد العبيد، وهو مواطن كندي، فريقاً مؤلفاً من 17 موظفاً في صنعاء، و13 مراقباً في 11 محافظة في اليمن، منذ تشرين الأول 2016. وانتهت مدة تأشيرة دخوله في حزيران، ولم تجدد.

وقالت ليز ثروسيل، المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، للصحافيين في جنيف «السلطات التي تدير الأمور في صنعاء رفضت، في حزيران تجديد تأشيرة دخول رئيس مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومنذ ذلك الحين لم يتمكن من العودة للبلاد».

وتابعت قائلة «لم يعلنوا سبباً لقرارهم، ولم يردوا، حتى الآن، على طلباتنا بإعادة النظر في الأمر. هذا الأمر زاد من مخاوفنا على سلامة موظفينا ومراقبينا على الأرض في صنعاء ومحافظات أخرى في أنحاء اليمن، وندعو الحوثيين للتراجع عن هذا القرار».

ووجّه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مراراً «انتقادات للحوثيين بسبب القصف والقنص العشوائي وتجنيد الأطفال»، لكنه ألقى بالمسؤولية أيضاً على «الحكومة اليمنية والتحالف بقيادة السعودية»، واتهم كل الأطراف بـ «انتهاك القانون الدولي وارتكاب جرائم حرب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى