نصرالله في الاحتفال بانتصار تمّوز: حزب الله اليوم أقوى من الجيش «الإسرائيلي» وسنخرج قريباً من الحرب على محور المقاومة منتصرين

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن الحزب اليوم أقوى من الجيش «الإسرائيلي»، مشيراً إلى أنه «كما خرجنا من حرب تموز منتصرين سنخرج قريباً من هذه الحرب على محور المقاومة منتصرين»، وأكد أن «العقوبات على إيران لن تمسّ قوتنا وعزيمتنا أبداً لأن لدينا من الإمكانات والبنى التحتية والقوة البشرية ما يمكننا على تجاوز هذه العقوبات».

وفي الشأن اللبناني أمل السيد نصرالله أن يؤدي الحوار إلى تشكيل الحكومة، وقال «نحن منذ البداية كنا متواضعين في مطالبنا وما زلنا، ولكن إذا ثبت ان البعض يراهن على متغيرات إقليمية فإن من حقنا إعادة النظر في مطالبنا».

كلام السيد نصرالله جاء خلال احتفال أقامه حزب الله في الذكرى السنوية الثانية عشرة لانتصار تموز 2006، في حي الجاموس بالضاحية الجنوبية لبيروت تحت عنوان «بكم ننتصر»، حضره النائب حكمت ديب ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري وعدد من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والدبلوماسية والعسكرية والروحية وممثلون عن الأحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية وروحيون وحشد شعبي.

وأطل السيد نصرالله عبر شاشة كبيرة، مباركاً للحضور هذا النصر «الذي غيّر الكثير من المعادلات، شاكرا الله وكل الذين صنعوا هذا الانتصار من المقاومة والجيش والقوى الأمنية والشهداء والأسرى وعائلاتهم، والرؤساء الحاليين والسابقين والأحزاب والهيئات ووسائل الاعلام وكل الناس الطيبين في لبنان وعلى امتداد العالم، وكذلك الذين وقفوا معنا في تلك الحرب في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية السورية».

وقال «إثنا عشر عاماً مضت ونحن مصرّون على هذا الاحتفال، وسنحتفل بعد أيام في الهرمل بالانتصار على الإرهاب والجماعات التكفيرية»، وقال «ما كان يجري منذ 7 سنوات كان حرب تموز كبرى تريد تحقيق نفس المشروع والآمال، وكما خرجنا من حرب تموز منتصرين سنخرج قريباً من هذه الحرب على محور المقاومة منتصرين لنحتفل بالانتصار الجديد قريباً جداً».

وأوضح أن «الاحتفال في هذه المناسبة هو لترسيخ هذا الانتصار في الوجدان والوعي، وفتح الآفاق والأمل ضد الدعوات إلى الاستسلام، ولأخذ العبر وتعزيز عناصر القوة».

وقال «إذا عدنا الى العام 2006 الكل يتذكر أن أهداف الحرب هي تحقيق المشروع الأميركي الذي كان يقوده جورج بوش وادارته بعد احتلال العراق وافغانستان والوصول الى الحدود مع سورية، حرب تموز كانت الاساس في هذا المشروع وعند فشلها فشل المشروع وذهبوا الى خطة جديدة».

الصمود أسقط المشروع الأميركي

وأضاف «يمكننا أن نقول كان هناك خطة للمشروع الأميركي أي الشرق الأوسط الجديد لتكريس زعامة اسرائيل وبعد فشلهم انتقلوا الى الخطة الجديدة المتمثلة بما واجهناه وما نواجهه اليوم»، ولفت الى أنه «في حرب تموز كان الهدف القضاء وسحق المقاومة إما عسكرياً أو بفرض الاستسلام عليها، وقد طلبوا منّا تسليم السلاح لوقف الحرب والقبول بقوات متعددة الجنسيات تابعة للإدارة الاميركية كتلك التي احتلت العراق في 2003، والقبول بها على الحدود مع فلسطين وسورية وفي مطار وميناء بيروت وتسليم الأسيرين»، وأكد أنه «لو سقط لبنان كان المشروع سيتابع الطريق للقضاء على سورية والمقاومة الفلسطينية»، مشيراً إلى أن «الصمود في لبنان أسقط المشروع وأجّل تحقيق أحلام أميركا وإسرائيل في المنطقة لسنوات وأوجد تحولات مهمة جداً في المنطقة».

ورأى السيد نصر الله أنه «منذ 2006، إسرائيل مردوعة مع لبنان بسبب معادلات المقاومة وهي تعيد بناء نفسها على ضوء الهزيمة وتداعياتها»، وتابع «إسرائيل تعتبر أن في لبنان قوة تشكل لها قلقاً وتهديداً مركزياً تعمل عليه وهي تختبئ خلف الجدران وتعبّر عن مخاوفها على الجبهة الداخلية».

وأضاف «إسرائيل تعمل حساب الكهرباء والنفط والغاز والمستعمرات لأنها تعرف أن في مقابلها عدواً قوياً وجدياً»، لافتاً إلى أنه «لأول مرة في الكيان الصهيوني يكون هناك مخططات للدفاع في حال الدخول إلى الجليل.، وأوضح ان «المقاومة اليوم في لبنان مع ما تمتلك من سلاح وعتاد وإمكانات وقدرة وخبرات وتجارب ومن إيمان وشجاعة هي أقوى من أي زمان مضى منذ انطلاقتها»، مؤكداً أن «حزب الله اليوم أقوى من الجيش الاسرائيلي».

معركة نتنياهو

وذكّر السيد نصر الله بأن «كل المسؤولين الصهاينة كانوا يقولون إن مصلحة اسرائيل ذهاب النظام السوري»، وقال «إسرائيل شريك كامل في الحرب على سورية وهي أمنت كل الدعم اللازم للجماعات المسلحة في الجنوب السوري»، وأوضح أنهم «أرادوا إسقاط سورية لو سقطت المقاومة في العام 2006 وفي السنوات الماضية كان الهدف إسقاط سورية بطريقة أخرى». وأشار الى ان «اليوم معركة الشحادة التي يخوضها نتنياهو الآن في سورية هي لإخراج إيران وحزب الله من هناك».

عوامل فشل صفقة

في ملف صفقة القرن، قال السيد نصر الله «البعض حاول ان يفرض على الحكومات والمسؤولين أن صفقة القرن هي قدر، ولا يمكن لكم إلاّ القبول بها ولا مفر منه. واليوم على ضوء التطورات التي حصلت هناك من يقول ان صفقة القرن قد فشلت وانتهت. وانا اقول ان الامر يحتاج الى مزيد من الوقت والتفكير، ولكن هذه الصفقة بالتأكيد تواجه مشاكل حقيقية وهناك احتمالات كبيرة ان تسقط هذه الصفقة أكثر من اي وقت مضى وذلك بسبب الاجماع الفلسطيني على رفض هذه الصفقة ولا يوجد اي مسؤول او قائد فلسطيني يقبلها».

ولفت إلى أن «صمود محور المقاومة من إيران وانتصار العراق وسورية وصمود اليمن والواقع القائم في لبنان، كل ذلك له تأثيراته، ولكن الواقع مختلف عن رهانات اصحاب الصفقة»، وتابع «من أهم العوامل التي تدفع صفقة القرن الى الفشل هو تراجع المحور الإقليمي الذي تقوده السعودية في المنطقة»، ومؤكداً أن «هذا المحور فشل في سورية والعراق وفي دفع العالم على محاصرة إيران وفشل المحور في حربه على اليمن»، وقال «اليوم اسمحوا لي أن اقول من الضاحية الجنوبية إلى ضحيان في اليمن: اعلموا ان الذي قتل اطفالكم هو الذي قتل اطفالاً في لبنان بالسلاح نفسه وللهدف نفسه. وكما انتصرت دماء أطفالنا في لبنان ستنتصر دماء اطفالكم في اليمن، لأن خلفها حقاً وقادة لن يتسامحوا مع المجرمين السفاحين القتلة وهذا الإجرام الفظيع دليل على فشله العسكري الكبير».

مشاكل السعودية

واشار السيد نصر الله إلى ان «السعودية تعاني مشاكل كبيرة في الخليج والعالم مع قطر وغيرها في مجلس التعاون واليوم مع كندا»، لافتاً إلى ان «السعودية تتدخل في الكثير من الساحات من سورية والعراق واليمن ولبنان وتحجز رئيس حكومته بينما ترفض الانتقاد السياسي، بالاضافة الى الأزمات مع التركي وحتى في العالم الاسلامي تعاني السعودية وصولاً الى ماليزيا»، وشدّد على أن «المحور السعودي يتراجع إقليمياً ودولياً وصورة السعودية اليوم كيف اصبحت على الرغم من إنفاق الأموال الطائلة للقول إنها مملكة الخير، بينما هي أرسلت الجماعات الإرهابية الى مختلف الدول»، متسائلاً «كيف هي صورة السعودية بعد الحرب على اليمن والأزمة الإنسانية هناك من التجويع والكوليرا؟».

في الشأن «الإسرائيلي»، قال السيد نصر الله إن «ما جرى خلال السنوات الماضية كان الهدف تثبيت اسرائيل في المنطقة واليوم اقول لكم كل ذلك فشل او على طريق الفشل إن شاء الله»، وتابع «أميركا وإسرائيل ومحورهما يعرفون ان هذه الحروب لن تؤدي الى نتيجة وأنهم سيُهزمون في اي حرب مقبلة»، لافتاً إلى أن «التحالف الذي يفشل في اليمن يعرف انه فشل في العراق وسورية ولبنان وانه لن ينجح في أي مكان»، واضاف «لا أحد يهددنا بالحروب ومع ذلك من يريد أن يفتعل الحرب نقول له لا نخاف من الحرب وجاهزون لها وسننتصر فيها وهذا أمر محسوم».

إيران لن تسقط

وقال السيد نصر الله «يبدو أنهم سيذهبون الى العقوبات، وإيران هي قاعدة محور المقاومة. فهي حاربت المشروع التكفيري والإسرائيلي في العراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن، لذلك يريدون استهداف إيران بالعقوبات لأنهم لا يستطيعون فرض الحرب عليها. ويعتقدون ان العقوبات قد تجدي نفعاً بإضعاف إيران من الداخل ومن ثم اضعاف المحور من الداخل ومن ثم وضع اسماء لمسؤولين إيرانيين وسوريين ومن حزب الله على لوائح الإرهاب». وتابع «الأمر الثاني هو الدفع نحو الاضطرابات الداخلية وفي هذا الإطار يأتي التحريض على حزب الله بالملفات الداخلية»، واضاف «الرهان لدى محورهم هو بالعقوبات وانا اليوم اقول إن إيران هذه التي يفرض عليها ترامب العقوبات الاقتصادية، من يتوهم أن إيران ستسقط فهو مخطئ».

وأكد السيد نصر الله ان «إيران ستحتفل بمضي 40 سنة على انتصار ثورتها الإسلامية، على الرغم من كل المؤامرات، الجمهورية الاسلامية في إيران في منطقتنا هي أقوى من أي زمن مضى، بل هي الأولى ولن يستطيعوا ان يمسوا نظامها بسوء ويحميه شعبه»، وقال «هؤلاء لا يعرفون الشعب الإيراني ولا المسؤولين هناك ولا القائد السيد علي الخامنئي»، مؤكداً أن «العقوبات على إيران لن تمسّ قوتنا وعزيمتنا أبداً لأنه لدينا من الإمكانات والبنى التحتية والقوة البشرية ما يمكننا على تجاوز هذه العقوبات».

وقال «يا جمهور المقاومة كنا أقوياء وأصبحنا أقوى، وأميركا هذه التي فشلت وفشلت في مشاريعها وخططها هي أعجز من ان تشن حروباً كتلك التي شنتها في الماضي وكذلك إسرائيل، واليوم نحن مع الانتصار في العراق وسورية والصمود الأسطوري في اليمن والثبات في إيران. نحن اليوم أقوى من اي زمن مضى وقادرون على صناعة الانتصارات».

سنتعاون مع حلفائنا لمكافحة الفساد

وفي الملف اللبناني، أمل السيد نصر الله أن يؤدي الحوار الى تشكيل الحكومة، مؤكداً على تجنب الشارع والحرص على الأمن والأمان في لبنان، وقال «إذا كان هناك أي أحد يراهن على متغيرات إقليمية تؤثر على تشكيل الحكومة فهو مشتبه، نحن منذ البداية كنا متواضعين في مطالبنا وما زلنا ولكن إذا ثبت ان البعض يراهن على متغيرات اقليمية فإنه من حقنا ان نعيد النظر في مطالبنا»، وأضاف «أنصح القيادات السياسية بأن لا يلزموا أنفسهن بلاءات أو بمواقف، انصحهم ان ينتظروا بعض التطورات لأن لبنان ليس جزيرة معزولة».

وأكد السيد نصر الله أن «الكلام في ملف مكافحة الفساد لم يكن كلاماً انتخابياً وإنما ساعة الانطلاق هي ساعة تشكيل الحكومة، والمفصل يبدأ عند تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ القرارات. ونحن ما زلنا عند التزاماتنا»، وتابع «لدينا هدف هو تخفيف أو وقف الفساد ووقف الهدر المالي ولدينا منهج ولدينا رؤية ونحن لا نسعى للانتقام من أحد ولا فتح مشكل مع أحد. ولدينا استراتيجيات وتكتيكات واضحة وقد لا نعلن عنها واتفقنا مع حلفائنا اننا سنتعاون لمكافحة الفساد، ولذلك لا يجب عدم المسارعة لمحاسبتنا ولا يمكن لأحد أن يفرض رؤيته علينا».

واشار السيد نصر الله الى انه «بخصوص الملفات الخدمية والحياتية، من يتصوّر ان الذهاب الى صراع داخلي يحل مشاكل فهو مشتبه لأن ذلك لا يحقق إنماء بل يخرب البلد»، واوضح «إذا اردنا إنماء فعلينا التعاون واسلوب البعض يأخذ البلد الى الهاوية وهذا أمر مرفوض شرعياً وقانونياً». وقال «هذا الامر لا يتضارب مع الانتقاد، ولكن يمكن أن يتم ذلك بموضوعية من دون التخاطب والاساءة التي حصلت بسبب باخرة الكهرباء أخيراً»، مؤكداً أنه «مع الانتقاد وحتى مع حزب الله، لكن يجب التنبه إلى ان هناك سوقاً مفتوحاً خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي للإهانة والشتيمة. والله اعلم اي جيش الكتروني داخل على الخط والبعض يركض خلفهم، تغريدة واحدة على مواقع التواصل الاجتماعي تجيش البلد، لذلك نطالب بالهدوء والتروي والوعي».

ولفت السيد نصر الله الى ان «حزب الله وحركة أمل اتفقا على عدم السماح لأحد بالدخول لتخريب العلاقة القائمة بينهما». وخاطب اهالي الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع قائلاً «من يريد انماء يجب عليه الحفاظ على العلاقة الإيجابية بين حزب الله وحركة أمل. وأي أمر آخر لا نريد الذهاب اليه وانا أعني ذلك وبقوة»، وشدد على ان «حزب الله وحركة أمل اتخذا القرار بالبقاء سوياً والتلاحم الوجودي بين الحزب والحركة. وعلى هذا الامر قام الانتصار الكبير في تموز 2006 ومَن يستطيع إنكار الدور الكبير للأخ الرئيس نبيه بري؟».

وأوضح أن «الطريق للإنماء هو بالتعاون والابتعاد عن التشاتم والإساءة. وهذه البيئة التي كانت عنصراً في تحقيق انتصار 2006 ستكون عنصراً أساسياً في حسم أي معركة آتية»، وختم «عهدنا لكل القادة والشهداء على رأسهم الامام السيد موسى الصدر والسيد عباس الموسوي والشيخ راغب والحاج عماد مغنية أن نبقى على العهد والوفاء ولن يكون معكم وبعدكم إلا زمن الانتصار».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى