نصرالله: حزب الله أقوى من «إسرائيل» نصر سورية قريباً لا تقلقوا على إيران لا أفق لصفقة القرن السعودية تفقد حلفاءها الرهانات الخارجية سترفع مطالبنا الحكومية العلاقة مع أمل شرط للتنمية

كتب المحرّر السياسي

بينما أعلن الأردن أن الترتيبات السورية الأردنية لفتح معبر نصيب الحدودي شارفت على النهاية، كشف مصدر عسكري روسي لوكالة سبوتنيك أن معركة إدلب باتت وشيكة، وقال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو أن مساعي تفادي معركة إدلب لا تزال مستمرة، بينما أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف من أنقرة أن التحضيرات لقمة رباعية روسية تركية ألمانية فرنسية حول سورية متواصلة، لأن التسوية السياسية وإعادة الإعمار يجب أن تنطلقا وأن عودة النازحين قد حانت.

في قلب هذه المواقف كان الكلام الذي قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى النصر الذي حققته المقاومة في حرب تموز 2006 وتوّج في الرابع عشر من آب، إعلاناً لقرب انتصار تاريخي واستراتيجي لمحور المقاومة في المنطقة، ففي لبنان انزلقت «إسرائيل» من العجز إلى عجز أكبر وفي فلسطين من الارتباك إلى ارتباك أكبر، وصفقة القرن الموعودة الموهومة لا تجد شريكاً فلسطينياً فتتعثر، والسعودية في مأزق حرب اليمن وصموده الأسطوري، ومحور أميركي يفقد حلفاءه من أوروبا إلى تركيا، ومحور السعودية يفشل في سورية والعراق وها هو يخسر ماليزيا وباكستان، وإيران التي يراهنون على سقوطها تحت ضغط العقوبات أقوى من كل رهان وستخرج أقوى، وقد مرّ عليها ما هو أصعب وأقسى، داعياً لعدم القلق على مستقبل إيران وثباتها ومصادر قوتها. وعن سورية بشّر السيد نصرالله بإعلان النصر النهائي خلال أيام أو أسابيع او شهور قليلة، وعن دعوات «إسرائيل» وأميركا لانسحاب إيران وحزب الله من سورية قال السيد نصرالله، واهمون في استنتاجاتهم، فالمهزوم ليس مَن يفرض الشروط.

للإسرائيليين قال السيد نصرالله، حزب الله أقوى من جيشكم، وحروبكم التي تهدّدون بها لن تجرأوا على شنها، والمقاومة التي هزمتكم في 2006 هي اليوم أقوى بالعديد والسلاح والعزم والإرادة والخبرة واليقين بالنصر.

رسالة خاصة وجّهها السيد نصرالله لليمن حول معاني الصمود والتغييرات التي ترتبت عليه في توازنات المنطقة، وخصّ شهداء بلدة ضحيان في صعدة التي شهدت مجزرة سعودية سقط فيها عشرات الأطفال شهداء وجرحى، برسالة قال إنها من الضاحية إلى ضحيان حول الوحشية نفسها والشهادة نفسها والعدو نفسه والوعد بالنصر نفسه.

في الشأن اللبناني، وجه السيد نصرالله للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري رسالة واضحة حول العلاقة اللبنانية السورية داعياً لعدم التسرع بإلزام نفسه بمواقف عدائية ترفض العلاقة بسورية، لأن هذا مناقض لضرورات المصلحة اللبنانية في ظل ما تشهده المنطقة ويشهده العالم من تسابق على الانفتاح على الدولة السورية. وقال السيد نصرالله، لا داعي للتسرع بإطلاق مواقف ستصبح عبئاً على أصحابها، وعن تشكيل الحكومة الجديدة دعا نصرالله إلى مواصلة الحوار بين الأطراف المعنية لتسريع عملية التشكيل، منبهاً إلى خطورة أن يكون البعض يربط تأخير التشكيل برهانات على تطورات ضد محور المقاومة، لأن كل ما سيجري سيصب لصالح محور المقاومة، وإن صحّ وجود هذه الرهانات سيكون لنا مطالب مختلفة في تشكيل الحكومة، بالقياس لمطالبنا المتواضعة التي ارتضيناها لتسهيل ولادة الحكومة.

في الشأن الداخلي أيضاً توقف السيد نصرالله أمام التزام حزب الله في خوض معركة مكافحة الفساد، رابطاً ساعة البدء بإعلان تشكيل الحكومة وبدء العملين الحكومي والتشريعي، لافتاً إلى أن حزب الله سيخوض هذا الالتزام وفقاً لمنهجه وتكتيكاته لا وفقاً لما يريده البعض من رؤية الحزب عنواناً لصدامات مجانية وعبثية تذهب بالاستقرار والأمان ولا تحقق تنمية ولا تكافح فساداً. ومن هذا الملف تناول العلاقة بين حركة أمل وحزب الله والتباينات التي شهدتها المواقف حول ملف الكهرباء والتوترات التي حملتها وسائل التواصل الاجتماعي، حاسماً موقف حزب الله برفض الانجرار لأي تصادم يريده أعداء لبنان والمقاومة، ولن يخدم بشيء السعي للتنمية، محدداً شرط التنمية في البقاع والجنوب والضاحية بتعاون أمل وحزب الله والحوار بينهما وصولاً للتفاهم، كما كان الحال في النصر الذي تحقق في حرب تموز 2006 التي قاد التفاوض فيها نيابة عن أمل وحزب الله والمقاومة رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى السنوية الثانية عشرة لانتصار تموز 2006.

وقال نصرالله خلال المناسبة: «إنّنا سنحتفل قريباً في الهرمل بعيد التحرير الثاني على الإرهاب».

وأضاف: «أهداف حرب 2006 كانت لتحقيق أهداف جورج بوش وقد أسقطنا الخطة الأميركية بالصمود وعززنا قوة المقاومة».

وتابع نصرالله: «إسرائيل اليوم تُعيد بناء نفسها بسبب هزيمة عام 2006 وتختبئ وراء الجدار الذي تقيمه، وتجمع المعلومات عن المقاومة في لبنان وسورية».

وأردف السيد نصرالله أنّ «نقلاً عن تقرير ضابط إسرائيلي، أنّ حزب الله هو الجيش الأقوى في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيلي».

وأكّد أنّ «المقاومة في لبنان مع ما تمتلكه من سلاح وعديد وقدرات وخبرات وإمكانات هي أقوى من أي زمان مضى، وحزب الله أقوى من الجيش الإسرائيلي».

وأشار نصرالله إلى أنّ «إسرائيل شريك كامل في المشروع الأميركي – السعودي في سورية. وكانت آمالهم بسقوط النظام والجيش السوري والمعارك التي خاضها الجيش في سورية زادته قوّة وخبرة. ورهان إسرائيل سقط في سورية ولن تستطيع وضع شروطها».

وكشف أنّ «يريدون تسوية الحدود البريّة والبحريّة مع لبنان لمصالحهم ويمارسون ضغطاً على الحكومة اللبنانيّة».

وقال: «إنّ إسرائيل تقف اليوم حائرة أمام صمود غزة التي كرّست معادلة القصف بالقصف وصفقة القرن الخاصة بترامب تواجه مشاكل حقيقيّة بالسقوط، ولا يوجد أي قائد أو شخص مؤيّد لهذه الصفقة في فلسطين».

واعتبر أنّ «أميركا تواجه أزمات ومشاكل مع حلفائها وتراجع المحور الإقليمي الذي تديره السعوديّة سبب إضافي في فشل مشروع ترامب في المنطقة، وأنا أقول من الضاحية إلى ضحيان في اليمن اعلموا يقيناً أن من قتلكم وسفك دماءكم هو من قتل أطفالنا في لبنان وكما انتصرنا في لبنان ستنتصرون في اليمن».

ورأى السيد نصرالله أنّ «السعوديّة تتدخل وتقاتل في سورية والعراق واليمن ولبنان عبر احتجازها لرئيس حكومة لبنان. وهي لا تسمح بتدخل أي أحد في شؤونها، وحليف السعوديّة في ماليزيا سقط في الانتخابات وهو خلف القضبان. والأمر نفسه تكرّر في باكستان».

وأعلن عن أنّ «مملكة الخير السعوديّة التي بعثت داعش إلى قتل الناس وتهديد العالم يتراجع دورها في المنطقة».

وأوضح السيّد نصرالله أنّ «خيار الحروب على المقاومة فشل، ففرضوا العقوبات على إيران التي وقفت مع لبنان وفلسطين وسورية واليمن. وإيران ستصمد أمام العقوبات لأنّها القوّة الأولى في المنطقة ونظام الجمهوريّة الإسلاميّة صلب لأنّ الشعب الإيراني يحميه».

وفي الشأن المحلي، أكّد نصرالله «أنّنا حريصون على أمن لبنان ولنذهب إلى الحوار للوصول إلى نتيجة. وإذا تأكدنا من رهان البعض على متغيرات إقليمية سيكون لنا موقف آخر في تشكيل الحكومة».

وذكّر أنّ «في موضوع مكافحة الفساد نؤكّد عملنا لتخفيف وإلغاء الفساد والهدر المالي ولدينا رؤية واضحة لهذا الملف. ونحن لا نستهدف أحداً ولا يستعجل علينا أحد ولا يفرض علينا الآخر رؤيته في مكافحة الفساد».

وتابع السيد نصرالله: «الذهاب إلى صراع سياسي داخلي لا يعمل إنماء، وإنّما التعاون والتكامل من يعملان الإنماء والخدمات. ونحن لن نأخذ الوطن إلى الهاوية ونقدم أفكاراً واقتراحات بموضوعية».

وأعرب عن أنّ «الباخرة التي أتت على الزهراني أحدثت خلافًا، لكن الكلام المسيء والمهين لا يقدم شيئًا للبنان سوى الخراب، وانا مع انتقاد حزب الله لكن هناك سوق مفتوح على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام يستبيحون كرامة الإنسان».

وشّدد السيّد نصرالله على أنّ «حركة أمل وحزب الله اتخذا قراراً تاريخياً بالوقوف والصمود سوياً».

كرامي: أول انتصار استراتيجي

وأكد رئيس «تيار الكرامة» النائب فيصل عمر كرامي في بيان، في ذكرى انتصار المقاومة على «إسرائيل»، أن «لبنان حقق في الرابع عشر من آب عام 2006، اول انتصار استراتيجي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بعد دحره جيش الاحتلال عام 2000، وأنهى اسطورة الجيش الذي لا يهزم بعد ثلاثة وثلاثين يوماً من العدوان الإسرائيلي الذي قتل ودمر وشرّد ثم انهزم أمام بسالة المقاومين وصمود ووحدة اللبنانيين وبوساطة من المجتمع الدولي الذي عمل جاهداً لحفظ ماء وجه هذا العدو، ولكن دون جدوى».

وأضاف: «لقد تحقق في تموز وآب عام 2006 توازن الردع الجدي الذي أقلق الكيان الصهيوني وحماته. اليوم نعيش الذكرى الثانية عشرة لهذا الانتصار، ولكننا فعليا ندرك، أن العدوان الذي بدأ في 12 تموز عام 2006 لم ينته في 14 آب 2006، وإنما هو متواصل عبر السعي المحموم لإيجاد البدائل التي من شأنها أن تحقق الهدف الذي لم يكن خافياً على أحد وهو تركيب شرق أوسط جديد وتصفية القضية الفلسطينية».

الحريري: لا حكومة انفتاح على سورية…

على صعيد تأليف الحكومة، لا جديد يُذكر في ظل مراوحة العقدتين القواتية والجنبلاطية من دون التوصل الى مخارج نهائية، بحسب معلومات «البناء». وكل ما في الأمر هو تنازل رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر عن الثلث المعطل أي عن وزير واحد وتنازل القوات عن وزير، لكنها تتمسك بأحد الحلول الثلاثة: حقيبة سيادية أو نائب رئيس مجلس الوزراء او 4 وزارات خدمية، الأمر الذي يرفضه التيار الوطني الحر الذي أكدت مصادره لـ»البناء» أن «نيابة رئاسة الحكومة محسومة لرئيس الجمهورية والحقيبة السيادية غير متاحة في ظل نيل التيار واحدة والرئيس ميشال عون الثانية أما 4 حقائب خدمية فصعب أيضاً، إذ إن وزراء الدولة يجب أن تتوزع على الجميع»، ولفتت الى أن «الرئيس ميشال عون لم يتلقّ حتى الساعة أي صيغة نهائية من الرئيس المكلف سعد الحريري»، مستبعدة تأليف الحكومة في وقت قريب. ونفت المصادر أن تكون قيادة التيار تلقت اقترحاً رسمياً من الرئيس نبيه بري بحل العقدة الدرزية من خلال توزير نجل النائب أنور الخليل»، مشيرة الى أنه في حال طرح اقتراح كهذا وغيره ستُناقش خلال اجتماع تكتل لبنان القوي الأسبوعي ويُتخذ الموقف المناسب».

وقد تلاشى احتمال تأليف الحكومة قبل عيد الأضحى، كما توقع البعض في ظل ذهاب بعض المعنيين بالتأليف في إجازات خاصة خارج البلاد وانشغال البعض الآخر بعيد السيدة العذراء. وقد أوحى كلام الرئيس الحريري أمس، بأن لا صيغة جاهزة لديه لعرضها على رئيس الجمهورية، وأن العقد على حالها. وقد جدّد تأييده لمطالب حليفيه القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي. أما اللافت فهو إصرار الحريري على أن العقد داخلية وليست خارجية لدفع التهمة عن السعودية بقوله: «لا دخل للوضع الإقليمي بتعثر ولادة الحكومة. وهذا في الواقع «فشل لبناني» بحت والعلاقة مع السعودية مميزة وممتازة».

لكن الحريري ناقض نفسه، حينما أعلن رفضه عودة العلاقات اللبنانية السورية. وهنا بيت القصيد والسبب الذي يعرقل تأليف الحكومة، أي «الفيتو السعودي» على حكومة تضع على جدول أولوياتها عودة العلاقة مع سورية الى طبيعتها. فالحريري تجاوز مرحلة العداء مع سورية منذ زيارته الى سورية حيث بات ليلته في منزل الرئيس بشار الأسد ما يعني أن رفض الحريري الانفتاح على سورية غير مرتبط بالعلاقة الشخصية مع الرئيس السوري، بل متعلق بأمر سعودي للحريري ترؤس حكومة انفتاح على سورية إلا إذا نال فيها ثلاثي القوات والاشتراكي وتيار المستقبل من دون رئيس الحكومة الثلث المعطل لإسقاط أي قرار حكومي بعودة العلاقات السياسية مع دمشق، وقال الحريري: «لست موافقاً على عودة العلاقات اللبنانية السورية. وهذا الأمر لا نقاش فيه واذا كان الآخرون يصرّون على عودة العلاقات مع سورية من باب فتح معبر نصيب «ساعتها لن تتشكل الحكومة». في المقابل أشارت مصادر نيابية لـ «البناء» الى أن «العقدة ليست في الداخل، بل في الخارج وإلا لماذا لم يتمكن الحريري على تأليف حكومة حتى الآن؟ ولماذا لم يقدم تشكيلة اولية متكاملة لرئيس الجمهورية منذ تكليفه الى الآن؟ وإذا كان عاجزاً عن ذلك لماذا لم يعلن اعتكافه؟ وإلا متى سيبقى رهينة شروط القوات والاشتراكي؟».

وأبدى مصدر وزاري مقرّب من رئيس الجمهورية استغرابه حيال كلام الحريري حول العلاقة اللبنانية السورية، ولفت لـ»البناء» الى أن «موقفه يخالف موقف رئيس الجمهورية وموقف الأكثرية النيابية الجديدة، حيث أكد الرئيس عون في أكثر من مناسبة ضرورة عودة العلاقات الى طبيعتها مع سورية»، موضحة أن «العلاقات بين لبنان وسورية قائمة على مستويات معينة. وهناك موفد رئاسي هو اللواء عباس إبراهيم مكلف بحل مسألة النازحين، لكن العلاقة تحتاج الى تفعيل على مستوى حكومتين وعودة العلاقات السياسية لمصلحة البلدين ولمصلحة لبنان أولاً»، محذّرة من أن «رفض رئيس الحكومة المكلف ذلك يرتب تداعيات اقتصادية سلبية على الاقتصاد اللبناني لأن الانفتاح على سورية يشكل فرصة ذهبية للبنان لمعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية».

أما مصادر التيار الوطني الحر فعلقت على كلام الرئيس المكلف بالقول: «هذا رأيه وليس رأينا»، مستغربة ربط تأليف الحكومة بالوضع الخارجي وبموضوع العلاقة مع سورية ما يعني بأن الحريري أضاف عقدة جديدة الى العقد الأساسية المعروفة».

ورد النائب السابق وئام وهاب على الحريري قائلا: «تستطيع أن تتحكم يا دولة الرئيس بالعلاقة بين آل الحريري وأي طرف، أما العلاقة بين لبنان وسورية ليست ملكاً لك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى