دمشق تدين السياسات الدنيئة للنظام السعودي في دعم التحالف والإرهاب.. وموسكو ستحضر قمة إسطنبول الرباعية حول سورية في أيلول

أكدت دمشق أن إعلان السلطات السعودية تقديم مئة مليون دولار لـ «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة من خارج الشرعية الدولية يأتي في إطار انصياعها التام للإدارة الأميركية على حساب مقدرات شعب نجد والحجاز الأولى بهذه الأموال.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ سانا أمس: أعلنت السلطات السعودية المتآمرة على مصالح أمتنا عن تقديمها مبلغ مئة مليون دولار أميركي للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية من خارج الشرعية الدولية، وفي تحد صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالأزمة في سورية.

وأضاف المصدر: يأتي هذا القرار السعودي المعيب في إطار انصياع السلطات السعودية التام للإدارة الأميركية على حساب مقدرات شعب نجد والحجاز الأولى بهذه الأموال والذي يُعاني أصلاً من فاقة الفقر والتراجع الاقتصادي المريع في مستوى حياته.

وتابع المصدر: لقد قتل «التحالف الأميركي» الآلاف من أطفال سورية ونسائها وهاجم عشرات المرات مواقع الجيش السوري لمنعه من مقاتلة تنظيم «داعش» الإرهابي في شرق سورية وفي أماكن أخرى على امتداد الساحة السورية، كما دمّر هذا التحالف الكثير من البنى التحتية السورية التي كلفت الشعب السوري مئات البلايين من الدولارات في دعم أميركي مباشر للتنظيمات الإرهابية مؤكدا أن هذا التحالف المجرم لا يستحقّ هذا الدعم من أي بلد في العالم لأن هدفه الاساسي هو تفتيت منطقتنا وفرض الهيمنة الصهيونية على دولها جميعاً.

وشدّد المصدر على أن دعم آل سعود لـ «التحالف الدولي» والإرهاب ولكل من ساهم في قتل الشعب السوري وتدمير بناه التحتية أمر غير مقبول أخلاقياً، كما أنه يأتي لمنع الجيش السوري من تحقيق مزيد من الانتصارات على الإرهاب في شمال سورية وفي محاولة مكشوفة لإطالة أمد الأزمة في سورية ودعم القوى التي تهدد وحدة أرض وشعب سورية.

وختم المصدر تصريحه بالقول: إن سورية تدين هذه السياسات الدنيئة لسلطات النظام السعودي وتطالب نظام آل سعود بوقف هذه السياسات المشينة والخطيرة. وتكرّر سورية دعوتها للدول الأعضاء في التحالف الأميركي إلى الانسحاب منه دون تأخير، لأنه لا يخدم سوى الإرهابيين والقتلة ويهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم.

يذكر أن الولايات المتحدة رحّبت بمساهمة السعودية بمبلغ مئة مليون دولار للتحالف الدولي من أجل التصدي لمخططات تنظيم داعش.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت تراجعها عن تخصيص 230 مليون دولار لتمويل برامج إعادة الاستقرار في سورية، مؤكدة أنها ستحوّلها «لدعم أولويات أخرى للسياسة الخارجية».

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت إن «هذا القرار لا يعني تراجع الولايات المتحدة عن التمسك بأهدافها الاستراتيجية في سورية»، مشيرة إلى أن الشركاء في التحالف الدولي تعهّدوا بتقديم ما مجموعه 300 مليون دولار لإعادة الإعمار في المناطق المحرّرة من تنظيم «داعش» شمال شرق سورية.

وأشارت ناورت إلى أن السعودية خصصت 100 مليون دولار، كما تعهّدت الإمارات العربية المتحدة بتقديم 50 مليون دولار لتمويل برامج الإعمار.

إلى ذلك، نقلت وكالة «نوفوستي» عن مصدر روسي مطلع استعداد موسكو لحضور قمة رباعية تحضّر لها أنقرة، ستجمع قادة روسيا وألمانيا وفرنسا وتركيا لبحث الأزمة السورية وقضية اللاجئين.

وقال المصدر، إنه لم يتم تنسيق هذا اللقاء والاتفاق عليه مع جميع الأطراف بعد، فيما أعربت موسكو من جهتها عن استعدادها للقمة.

وأشار المصدر، إلى أنه من المرجّح أن يكون الموضوع الرئيسي للقمة هو التعاون على المسار السوري، بما يشمل الجوانب الإنسانية وقضية اللاجئين السوريين.

وفي يوليو الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قمّة قادة تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا ستنعقد في 7 سبتمبر في إسطنبول. وأضاف أن جدول أعمال القمة، سيبحث الأزمة السورية وبعض المشاكل الإقليمية الأخرى.

كما رجح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن تساهم القمة في ظهور أفكار جديدة لتسوية الأزمة السورية.

على صعيد آخر، أعلنت ريم إسماعيل المتحدثة باسم المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أن الأخير يعتزم عقد اجتماع حول سورية يضم ممثلين عن الأطراف المعنية في منتصف سبتمبر المقبل.

وقالت إسماعيل: «من المقرر عقد الاجتماع في منتصف سبتمبر تقريباً، ولكن لا يمكنني تأكيد أي تاريخ محدد للاجتماع»، كما لم يتم التطرق إلى المواضيع التي ستتم مناقشتها في الاجتماع.

وفي منتصف يوليو الماضي في جنيف، عقد الاجتماع الأول لممثلي البلدان الضامنة، لمناقشة سبل تنفيذ آلية لجنة تعديل الدستور السوري.

وفي نهاية يوليو وبعد اجتماع أستانة 10، صرّح دي ميستورا بأنه يعتزم عقد اجتماع جديد منتصف سبتمبر حول تشكيل اللجنة الدستورية.

ميدانياً، حرّر الجيش السوري المنطقة الجنوبية الغربية من تلول الصفا بعد التقاء القوات المنطلقة من تل العلم بالقوات الموجودة في قبر الشيخ حسين بين ريفي السويداء الشمالي الشرقي ودمشق الجنوبي الشرقي.

وتقدّمت القوات بعد التقائها من الجنوب باتجاه الشمال مسافة 12 كيلومتراً، كما سيطر الجيش السوري وحلفاؤه على منطقة أم مردخ شمال غرب تلول الصفا وضيق الخناق على تنظيم داعش شرق بادية السويداء.

وذكرت وكالة «سانا» السورية أن «وحدات من الجيش خاضت اشتباكات قوية مع مجموعات إرهابية من تنظيم داعش في منطقة تلول الصفا حاولت فك الطوق عنها على اتجاه المحور الشمالي الغربي للفرار باتجاه منطقتي قبر الشيخ حسين وأم مردخ» .

وأشارت إلى «أنّ الاشتباكات التي استخدمت فيها وحدات الجيش الوسائط النارية المناسبة لطبيعة المنطقة الوعرة أدت إلى مقتل أكثر من 10 إرهابيين وإصابة آخرين وتدمير سيارة مزودة برشاش ثقيل وعتاد وأسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم».

وكان الجيش السوري واصل تقدمه في عمق بادية السويداء الشرقية، فحرر تل علم من تنظيم داعش. كما حرر سد الزلف والقلعة القديمة وتلول القنطرة وسوح النعامة وأرض الكراع.

وحدات الجيش السوري واصلت تقدمها مدعومة بالقوات الرديفة باتجاه تلول الصفا والهبيرية وبئر الشيخ حسين. كما خاضت اشتباكات عنيفة مع عناصر داعش على محاور تقدمها في ريف السويداء الشرقي موسعة من نطاق سيطرتها بعد تحرير خربة الأمباشي والشهرية ورسوم مروش وزريبية ووادي الرمليان ووادي شجرة وزملة ناصر والنهيان ومنطقة قبر الشيخ حسين بعد معارك عنيفة أدت إلى سقوط العديد من القتلى بين صفوف داعش.

وفي السياق الميداني، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن أطرافاً متطورة تكنولوجياً زوّدت الإرهابيين بتكنولوجيا تصميم وتجميع طائرات مسيرة تحمل عبوات ناسفة استخدمها الإرهابيون لمهاجمة القاعدة الروسية في حميميم باللاذقية.

وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف في مؤتمر صحافي عقده في القاعدة أمس، إلى أن خبراء عسكريين روسيين خلصوا بعد تحليلهم لتركيبة الطائرات محلية الصنع المسيرة التي اعترضتها أو دمرتها الدفاعات الجوية عند اقترابها من قاعدة حميميم إلى أن «تجميعها لا يمكن دون امتلاك المعرفة اللازمة والتكنولوجيا العسكرية المتطورة. فهي مزودة بالأنظمة الحديثة للملاحة والإدارة وإلقاء المتفجرات».

ولفت كوناشينكوف إلى أن «تجميع تلك الطائرات يتم بناء على تعليمات فنية دقيقة وضعها متخصصون واستخدامها يتم أيضاً وفقاً لتوجيهات استناداً إلى قواعد الديناميكا الهوائية وأنظمة التحكم الآلي وغيرها». وهذا يدلّ على أن «طرفاً ما يملك تكنولوجيا تطوير أجهزة كهذه زوّد التنظيمات الإرهابية الدولية بها».

ولفت كوناشينكوف إلى زيادة عدد محاولات المسلحين لمهاجمة القاعدة الروسية في حميميم باستخدام طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات خلال الشهر الماضي حيث دمّرت الدفاعات الجوية الموجودة في القاعدة 45 منها وجميعها أطلق من الأراضي التي تنتشر فيها المجموعات الإرهابية في إدلب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى