دمشق تودع الروائي الكبير حنا مينه إلى مثواه الأخير

حشد من الشخصيات الرسمية الأدبية والفنية، سورياً وعربياً، ألقى نظرة الوداع على جثمان الراحل الروائي الكبير حنا مينه في المشفى الفرنسي في دمشق صباح أمس، قبل أن ينطلق موكب جثمانه إلى مسقط رأسه في مدينة اللاذقية لأداء صلاة الجنازة وليوارى في الثرى.

واصطف الحضور وفي مقدّمتهم نائب رئيس الجمهورية الدكتورة نجاح العطار ووزيرا الإعلام عماد سارة والثقافة محمد الأحمد حول نعش الراحل وأدى الأب إلياس زحلاوي الصلاة لروحه.

وقال وزير الثقافة في تصريح صحافي «حلّ حنا مينه بعد أن خلدته عشرات الأعمال العظيمة لمسنا عبرها أدبه الصادق والملتحم بالواقع وشغفه بالبحر الذي ظهر في معظم نتاجه الأدبي مصوراً البحارة وهم على متن سفنهم يصارعون الأمواج العاتية في دلالات عميقة».

وأشار إلى نضال الراحل الوطني ومشاركته في مقاومة الاحتلال الفرنسي منذ صباه.

وأضاف الأحمد «كان الراحل يقول إن مهنة الكتابة ليست سواراً من ذهب، بل هي أقصر الطرق إلى التعاسة، فجعلنا كلما أعدنا قراءة أعماله نكتشف فيها أبعاداً ومضامين أدبية جديدة ليظل خالداً بما تركه من فكر إنساني عظيم وبعوالمه المستنبطة من واقع يحمل رائحة فريدة».

رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور نضال الصالح قال: «رحيل الروائي مينه خسارة لا تعوّض للثقافة الوطنية السورية فهو قامة عالية وباسقة، لأنه لم يكن مثقفاً ومبدعاً سورياً، فقط بل وعالمياً فترجم إبداعه إلى لغات عدة».

نجل الراحل الفنان سعد مينه قال: «لم يكن حنا مينه لأسرته فحسب، بل إن عائلته كبيرة ومتشعّبة داخل الوطن وخارجه لتتسع دائرة العزاء فيه وتحتضن الجميع وظهر ذلك في حزن الناس الشديد على رحيله والذي كان مفاجئاً حتى لنا رغم معرفتنا الأكيدة بشعبيته الكبيرة».

الفنان أسعد فضة اعتبر أن رحيل مينه سيشكل فراغاً كبيراً على الساحتين الأدبية والفنية، ولكنه بما ترك من تراث سيمتدّ ذكره عبر الزمان واصفاً إياه بالمصباح الذي يشتعل لينير الكون لأن زيته مستمدّ من ضمير الناس ويعيش في وجدانهم.

أما الأب الياس زحلاوي فقال: «حنا مينه مثل الكثير من المبدعين ستكتشف الأجيال القادمة حجم قامته الحقيقية، لأنه انطلق من بيئة فقيرة معدمة فطوّر نفسه وحملها بكل أعماله». معرباً عن أمله في أن تفعل كلمات مينه ورواياته فعلها في هذا المجتمع الذي يعاني.. حتى يستطيع إعادة بناء كيانه وروحه وتجذّره في أرض خلقت منها الحضارة وأريد لها أن تزول.. فغيّرت مجرى العالم.

وأقيمت صلاة الجنازة على جثمان الراحل في كنيسة مار ميخائيل وجبرائيل في مدينة اللاذقية عند الساعة الخامسة من عصر أمس قبل أن يُوارى الثرى في المقبرة القديمة بالفاروس.

ومينه الذي غيّبه الموت أول من أمس، عن عمر ناهز الرابعة والتسعين إثر صراع مع المرض يُعتبر من كبار الروائيين العرب.. له نحو أربعين رواية واستحقّ العديد من الجوائز الأدبية منها وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة عام 2002 واقتبس عدد من رواياته في مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى