الأسد وظريف: ضغوط الغرب لن تثنينا عن الدفاع عن مبادئنا.. وموسكو حول إدلب.. للصبر حدود.. وتحذّر من استفزاز الكيميائي

قال الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، إن الضغوط التي تمارسها دول غربية على دمشق وطهران «لن تثني البلدين عن مواصلة الدفاع عن مبادئهما».

ظريف التقى الأسد خلال زيارته لسورية، حيث أكد الطرفان أن «لجوء الغرب لممارسة الضغوط على سورية وإيران يعبر عن فشله في تحقيق المخططات التي رسمها للمنطقة».

وتناول اللقاء الأوضاع بسورية إضافة للقضايا المطروحة على جدول أعمال القمة الثلاثية المقبلة بإيران.

ظريف أكد أنه «يجب الحفاظ على كل الأراضي السورية ويجب أن تبدأ جميع الطوائف والجماعات جولة إعادة الإعمار على نحو جماعي وأن يعود النازحون إلى عائلاتهم».

وأوضح وزير الخارجية الإيراني أنه «يجب طرد الإرهابيين في الأجزاء المتبقية من إدلب ويجب وضع المنطقة تحت سيطرة الشعب السوري».

ووصل ظريف إلى العاصمة السورية دمشق صباح أمس في زيارة يلتقي خلالها الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس مجلس الوزراء عماد خميس، ووزير الخارجية وليد المعلم.

زيارة ظريف دمشق أتت بدعوة من الرئيس الأسد والمعلم.

ونقلت صحيفة الوطن السورية عن مصادر دبلوماسية ربطها بين الزيارة والتحضيرات الجارية من قبل الجيش السوري وحلفائه لتحرير محافظة إدلب من المسلحين، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تأتي قبيل أيام قليلة من القمة الثلاثية التي ستُعقد في إيران في 7 أيلول/سبتمبر بين روسيا وإيران وتركيا والتي يمكن أن يتم خلالها التوصل إلى تفاهمات حول معركة إدلب المقبلة.

وتأتي زيارة ظريف إلى دمشق بعد أيام من زيارته العاصمة التركية أنقرة، ورجحت مصادر صحيفة الوطن السورية أن ظريف سيضع القيادة السورية في صورة مباحثاته في أنقرة.

كما تأتي هذه الزيارة بعد أيام قليلة من زيارة قام بها وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي إلى سورية والتي استمرت أياماً عدة.

وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استحالة الصبر على الوضع القائم في إدلب شمال سورية «إلى ما لا نهاية»، مشدداً على ضرورة الفصل بين جماعات المعارضة المعتدلة والإرهابيين.

وفي كلمة ألقاها أمس، في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، قال لافروف: «نشهد انتهاكات مستمرة لنظام وقف النار في إدلب.. على مدى أكثر من شهرين، تقصف مواقع للجيش السوري من هذه المنطقة، بل ويحاولون مهاجمة مواقع الجيش من هناك».

وأضاف أنه فضلاً عن ذلك «يطلقون من هناك أعداداً كبيرة من الطائرات من دون طيار في محاولة لضرب قاعدتنا العسكرية في حميميم»، مشيراً إلى أنه تمّ إسقاط أكثر من 50 طائرة في هذه الحوادث.

وتابع: «لا يمكن الصبر على هذا الوضع إلى ما لا نهاية، ونبذل حالياً جهوداً حثيثة مع شركائنا الأتراك والحكومة السورية والإيرانيين، أطراف عملية أستانا، من أجل الفصل «على الأرض» بين المعارضين المسلحين العاديين وبين الإرهابيين، وذلك بطريقة لا تعرّض المدنيين للخطر.

وأشار لافروف إلى أن هذه المهمة يتولّى تنفيذها العسكريون بشكل أساسي.

وشدد الوزير الروسي على أنه «لا مكان للإرهابيين في سورية، وللحكومة السورية كامل الحق في السعي لتصفيتهم على أراضيها»، وأضاف: «من الصعب نفي ذلك».

وتزامناً مع كلمة لافروف، صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي زار موسكو الأسبوع الماضي، بأن القمة الروسية التركية الإيرانية التي ستعقد يوم الجمعة المقبل في طهران ستركز على مسألة تحرير إدلب.

من جهتها، قالت ممثلية روسيا الدائمة لدى هذه المنظمة الدولية، في تغريدة على تويتر، إن روسيا ستناقش مع أعضاء المنظمة الآخرين، الوضع في محافظة إدلب السورية.

وجاء في التغريدة: «عقد السفير شولغين، أمس، لقاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مع الوفود الوطنية، لمناقشة الوضع المقلق في إدلب وليبلغ هذه الوفود، بالتحضير الجاري لعملية مفبركة جديدة لاستخدام السلاح الكيميائي في سورية».

وفي السياق ذاته، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أن القمة الثلاثية المزمعة الجمعة بين إيران وتركيا وروسيا حول سورية، تهدف إلى إعادة الهدوء إلى سورية والقضاء على الإرهاب فيها.

ونقل عن قاسمي قوله أمس: «من حق الحكومة السورية مواجهة الجماعات الإرهابية في محافظة إدلب، وإيران ستقدم الدعم الاستشاري للجيش السوري هناك في حال طلبت الحكومة السورية ذلك». وأضاف: «إدلب هي آخر معاقل المتمردين المعارضين والحكومة السورية مصممة على إنهاء هذه الكارثة».

وأشار قاسمي إلى أن قمة الدول الثلاث لا شك في أنها لن تقتصر على قضية واحدة، وستناقش إلى جانب القضية السورية، قضايا إقليمية ودولية وأخرى ذات اهتمام مشترك بين البلدان الثلاثة.

والقمة التي ستعقد في طهران، ستكون الثالثة التي تجمع الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، والتركي رجب طيب أردوغان، بعد قمتهم الأولى في سوتشي الروسية، والثانية في أنقرة، وفي مرحلة مهمة تشهدها الأزمة السورية.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان قال، إن الرئيس السوري بشار الأسد قد فاز في الحرب.

وفي تصريح مع راديو فرنسا، أشار لودريان إلى أن الأسد لن يفز بالسلام من دون حل سياسي يدعمه وسطاء دوليون، بحسب تعبيره.

ووصف لو دريان الوضع في إدلب بالمزعج، مؤكّداً أنّ المعركة فيها ستختلف عن باقي المعارك وسيكون هناك عدد كبير من الضحايا، لافتاً إلى أن بلاده تعمل مع روسيا وتركيا للبحث عن مخرج.

وأضاف بأنه وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة يوجد في إدلب حوالي 10 آلاف إرهابي، في منطقة يسكنها حوالي 3 ملايين شخص منهم حوالي 700 ألف لاجئ.

وتحدث لودريان عن إصلاح الدستور السوري والعمل على إعداد انتخابات في سورية، مشدداً على ضرورة تجنب المأساة الإنسانية في إدلب، والتي – بحسب لو دريان – سوف تشوه سمعة كل من روسيا و تركيا.

وكانت معلومات خاصة كشفت أن عناصر الخوذ البيضاء يقومون بالتحضير لمسرحية الكيميائي في ريف إدلب، وتحدثت المعلومات عن مشاهدة أهالي ريف إدلب نشاطاً ملحوظاً لهذه العناصر في سجن جسر الشغور الذي يحوي على مستودعات لمواد سامة والتجهيز لمسرحية الكيماوي هناك.

على صعيد آخر، أكد السيناتور الأميركي ريتشارد بلاك أن الجيش السوري وحلفاءه تمكّنوا من دحر الإرهاب عن معظم أراضي سورية ولم يتبقّ سوى أولئك الإرهابيين في إدلب الذين يتخذون من المدنيين دروعاً بشرية لهم.

وعقب جولة له اليوم في عدد من المناطق التي حررها الجيش السوري من أيدي الإرهابيين في حلب لفت بلاك في تصريح للصحافيين إلى أن الجيش السوري يسعى إلى حماية المدنيين عبر فتح معابر آمنة لإخراجهم من المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تخوض حرباً على الإرهاب منذ 17 عاماً ونتائج تلك الحرب لم تظهر شيئاً حتى الآن.

وأشار بلاك إلى أن الإرهابيين عملوا على تدمير كل الأوابد الحضارية في سورية والتي حافظ عليها السوريون خلال آلاف من سنوات العيش المشترك لكل طوائفهم وأديانهم وأعراقهم وهؤلاء وقفوا معاً ودافعوا ببسالة ضد الحرب التي فرضت عليهم وضد الإرهابيين الذين تسببوا بدمار الكنائس والجوامع والمدارس وقتل المدنيين وافتتحوا أسواقاً للنخاسة وبيع النساء، مبيناً أن الجيش السوري يخوض اليوم حرب الحضارة ضد الهمجية وأن سورية ستنهض بجهود أبنائها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى