صبّاغ لـ«البناء»: أدعو الصناعيين في الخارج إلى العودة وتأهيل مصانعهم وتشغيلها

دمشق ـ إنعام خرّوبي

نشاطات اقتصادية متواصلة، معارض في الداخل والخارج واجتماعات مكثفة مع الجهات المعنية من أجل دعم الصناعة، كلها عوامل تسطّر حكاية صمود صناعيّي مدينة حلب التي قاومت الحرب الكونية الحاقدة على سورية وصناعتها، وتحدّت الحصار وتفكيك المصانع وسرقتها وتدمير المدن الصناعية ما أدّى إلى توقف عجلة الإنتاج في الشهباء، وها هي الصناعة الحلبية تستعيد ألقها وعراقتها بإصرار صناعييها على إنقاذ جنى العمر وإعادة إحياء مدينتهم وقطاعاتها الإنتاجية ولو فوق الركام.

وقد استكمل صناعيّو حلب استعداداتهم للمشاركة في الدورة الستين لمعرض دمشق الدولي، آملين أن يساهم المعرض في تأمين التواصل مع التجار وتسليط الضوء على الصناعات الحلبية المختلفة ذات الجودة العالية، لتستعيد حلب مكانتها كمركز ثقل وعاصمة اقتصادية لسورية بدعم الدولة ومواكبتها.

ويقول عضو غرفة صناعة حلب محمد صبّاغ في حديث لـ»البناء» إنّ صناعيي حلب يشاركون في معرض دمشق الدولي هذا العام بالصناعات الأربع: النسيجية والهندسية الكيميائية والغذائية، معرباً عن أسفه لأنّ مستوى المشاركة في هذه الدورة أقلّ من الدورة الماضية بسبب الظروف التي تمرّ بها الصناعة الحلبية، وأبرزها عدم وجود أسواق تصريف داخلية وخارجية، بالإضافة إلى وجود بضائع مهرّبة في الأسواق، وارتفاع تكاليف حوامل الطاقة وارتفاع فوائد القروض البنكية ما ينعكس سلباً على المنتج المحلي وبالتالي على عودة عجلة الإنتاج في مدينة حلب.

ويتطرّق صبّاغ إلى اللقاءات المتعدّدة التي جمعت صناعيّي حلب والمعنيّين في الحكومة، ويضيف: «من خلال التواصل مع الجهات المعنية بالملف الاقتصادي وجدنا ترحيباً من قبل الحكومة بمطالبنا ولكن يوجد بعض الشركاء يتمّ التفاوض معهم لكي نصل إلى حلّ يرضي جميع الأطراف في المجال الاقتصادي والصناعي. حلّ يقضي بدعم المنتج الوطني وحمايته كي لا نتحوّل من منتجين إلى مستهلكين، ولكي نكون شركاء حقيقيين في إعادة إعمار وطننا سورية، والحكومة مشكورة تدعم إعادة عمل المنشآت في حلب».

ويشدّد صباغ على أنّ هدف صناعيّي حلب من المشاركة في المعرض هو «أن نقول للعالم أجمع أنّ صناعيّي حلب قادرون على الإنتاج والمنافسة في جميع الأسواق وعلى تصدير منتجات عالية الجودة رغم جميع الظروف التي مرّت بها الصناعة، ونأمل من خلال المعرض التواصل مع التجار والوفود والملحقيات التجارية للسفارات العربية والأجنبية الموجودة في دمشق وتسليط الضوء على عودة المنتج الحلبي وتأمين عقود تصدير لمنتجاتنا. كما نأمل أن تعود حلب إلى سابق عهدها وألقها رائدة في جميع أنواع الصناعات».

ولأنّ سورية لا يكتمل بناؤها إلا بمشاركة أبنائها جميعاً، المقيمين والمغتربين، يدعو صبّاغ الصناعيين في الخارج إلى «العودة إلى منشآتهم وتأهيلها وتشغيلها لأنّ صناعة حلب عبارة عن حلقات يكمل بعضها بعضاً».

ويتحدث صبّاغ عن أهمية التكامل بين القطاعات كافة، حكومية وخاصة، من أجل مواكبة متطلبات المرحلة، خصوصاً على الصعيد الصناعي، ويقول في هذا السياق: «نحن كصناعيين نتكامل مع الحكومة ونشكل دعامة للاقتصاد الوطني، ولكي نقوم بدورنا في تحفيز الاقتصاد والمحافظة على الليرة السورية، نأمل من الحكومة دعم الصناعيين وإصدار قرارات ومراسيم تمكننا من لعب هذا الدور، بدءاً من تخفيض كلفة حوامل الطاقة، ومنع استيراد المنتجات التي تغرق الأسواق وتؤدّي إلى كساد منتجاتنا والتشجيع على زراعة القطن وتطوير المؤسّسات الحكومية، وتسهيل حركة الصناعيين بين الدول الصديقة التي كنا نصدّر إليها قبل الأزمة، وتأمين قروض بدون فوائد لمدة متوسطة حوالي ثلاث سنوات وإقرار إعفاءات من بعض الرسوم والضرائب لمدة تراها الحكومة مناسبة لتشجيع الصناعة والصناعيين، وبالتالي فإنّ اتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم الصناعة الوطنية يحفّز عودة المنشآت الصناعية إلى العمل ويؤدّي إلى تحريك عجلة الإنتاج بالاعتماد على الأسواق الداخلية قبل الخارجية».

ويختم صباّغ حديثه لـ»البناء» بالدعوة إلى «تفعيل دور المكاتب الاقتصادية في السفارات وتوقيع اتفاقيات مع الدول الصديقة تقضي بخفض الرسوم على الصادرات السورية إلى تلك الدول وتخفيف أعباء النقل».

يذكر أنّ «غرفة صناعة حلب» شاركت في الدورة التاسعة والخمسين من معرض دمشق الدولي العام الماضي برعاية «اتحاد غرف الصناعة»، وسجل صناعيّو حلب حضوراً مميّزاً حيث بلغت مشاركة القطاع النسيجي في المعرض مساحة 2348 م2، إلى جانب القطاع الغذائي بمساحة 300 م2، والقطاع الهندسي 438 م2، والقطاع الكيميائي 306 م2، وقطاع الأدوية 133 من2، وقطاع سيدات الأعمال 158 م2.

وبحسب أرقام غرفة صناعة حلب، سجل هذا العام دخول 2203 منشآت صناعية وحرفية في محافظة حلب مرحلة الإنتاج ليصل عدد المنشآت العاملة 11916 منشأة بعد تأهيل البنية التحتية في محيطها وتقديم الخدمات والتسهيلات اللازمة لها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى