كباس: نعلّم أشبالنا وزهراتنا وطلابنا أنّ الوطنَ ليس أرضاً وحسب بل كرامةٌ تُشبِع وعزٌّ يُحيي

اختتمت عمدة التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي مخيم أشبال منفذية صافيتا دورة زمن الانتصارات الذي نظمته نظارة التربية والشباب في المنفذية، وذلك بحفل تخريج، حضره منفذ عام صافيتا اسكندر كباس، أمين شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في مشتى الحلو، وعدد المسؤولين وأهالي المشتركين.

بدأ حفل التخرّج بالنشيد الرسمي للحزب، تلاه عرض للفصائل التي حملت أسماء المدن السورية، وتوالت بعدها فقرات العرض ما بين شعر وغناء ودبكة ورقص وعروض الرياضة والتدريب.

كلمة المشتركين

ألقى الشبل أدونيس عماد بيطار كلمة المشتركين أشار فيها إلى التجربة التي عاشها مع باقي الأشبال في المخيم والفائدة التي نالوها من خلال مشاركتهم في هذا النشاط التربوي.

كلمة هيئة المخيم

من جهته ألقى كلمة هيئة المخيم الآمر جون الياس الذي توجّه الى الأشبال طالباً منهم الجدّ والاجتهاد في الحياة، مؤكداً أنه لا يوجد شيء مستحيل عندما يمتلك الإنسان الإرادة والتصميم.

كلمة المركز

وألقى منفذ عام صافيتا اسكندر كباس كلمة مركز الحزب وجاء فيها: النبتُ الصالح ينمو بالعناية أمّا الشوكُ فينمو بالإهمال، وها نحن نلتقي اليوم لتخريج دفعة جديدة من الأشبال والزهرات الذين يتتلمذون على قيم الحق والخير والجمال، وحبِّ الأرض والإنسان.

أضاف: «أشباُلنا وزهراتُنا هم النموذجُ المُرتجى لمجتمع يحيا بالأخاء وقيم الخير والحق القومي ويفنى بالطائفية والانقسام، إنّ لهذا المخيم، كما لمخيماتنا الأخرى العديدة، رمزيةً كبيرة، لأنّ هؤلاء الأشبالَ والزهراتِ والشبابَ يعبّرون عن روح الأمّة وإرادتها المتينة وعقلها الذي لا ينهزم.

وتابع كباس: «إنّهم يعبّرون عن الشّوق إلى الحياة الجديدة وعن الرغبة بالصّراع من أجل التقدّم، هؤلاء هم الفرحُ الحقيقي والأملُ الذي يقودنا في طريق الحياة والخروج من الألم والحرب والدمار إلى السلام والحرية في بلد كان وسيبقى مهدَ البطولةِ والحضارة والتاريخ.

وأشار كباس الى أن عدوّنا يسعى من خلال حربه على الشام إلى استغلالِ قواهُ كلِّها، الإقليميّة منها والدوليّة لإنجاح مشروعه الخطير في السيطرة على مقدراتِنا وتفتيت بُنيَتِنا الإجتماعيّة وتحويلنا إلى دويلاتٍ متناحرة، وكلّ ذلك على حساب سرقة خيراتنا وقيام دولة عنصريّة غاشمة دخلت إلينا من بوابة الاستعمار المجرم، الذي فرضَ علينا خارطةً سياسيّة ضيّقةَ المعالمِ والطموحات.

لقد واجهت الشام على امتداد السنوات الثماني الماضية واحدة من أعتى الهجمات التي مرّت على دولة في التاريخ الحديث، وصمدت كشموخ قاسيون عزيزةً أبيّة، بفضل الإيمان الذي في نفوسِ أبنائها الأبطال… إيمانُهم بأنّ الشدّةَ تكشف معدنَ الرجال فكان في الشامِ أسودٌ ولبوات وأشبال ثبتوا وأثبتوا للعالم أنَّ الدماء التي تجري في عروقهم هي وديعةُ الأمّة متى طلبتها وجدتها.

لقد صمدت الشام وانتصرت على الهمجيّة والإرهاب والسياسات الدولية الجائرة والصهيونية الأميركية، انتصرت بفضل حكمة وشجاعة وصمود الرئيس بشار الأسد في إدارة معركةٍ من أخطرِ المعاركِ التي مرت على أمتنا، وانتصرت بفضل أبطال جيشها الميامين الذين حملوا بنادقهم وتوجّهوا إلى ميادين العزّ دفاعاً عن أرضهم. انتصرت بفضل رجال المقاومة الذين لم يبخلوا ببذل الغالي والرّخيص..

انتصرت الشام، بفضل نسورها الشوامخ، نسور الزوبعة الذين اعتبروا أنفسهم منذ بداية الحرب معنيين بالمواجهة، فكانوا جنباً إلى جنب إلى جانب جيشنا البطل ومدّوا يدَ العون، وعلى كلّ المستويات، أمّا في الميادين فجسّدوا أسمى معاني البطولةِ والإنتماء والإلتزام والإيمان بمقولة سعاده: إنّ الحياة وقفة عزّ فقط!

فإلى شهداء جيشنا وشهداء شعبنا الأبيّ، إلى شهداء حزبنا ومقاومتنا الأبرار الذين ارتقوا على مذبح قيامة الوطن، كلُّ التقدير والإجلال والإحترام.

لقد كان هؤلاء الشهداء المثال الحيّ على أنّ الشدّة تكشف معدن الرجال، فكانوا في الشدّة أبطالاً فوق العادة.

لقد انتصرت الشام على حقد العالم الأعمى وعلى وحوش الإرهاب والتطرف وعلى صانعيهم، وها هي اليوم رغم كلّ الألم، ورغم الخسارات الكبيرة التي لا تعوّض، تستعدّ لاستعادة عافيتها ولكي تلفظ آخرَ فلول المعتدين إلى مزابل التاريخ.

إنّ انتصار الشام هو انتصارٌ للأمّة كلّها، لأنّ سقوط الشام كان يعني سقوط الأمة كلّها من العراق إلى فلسطين.

وقال: يجب أن نعي جميعاً أنّ الإرادة والعزيمة والإصرار، لم تأتِ من الغيب، بل من تربيةٍ وثقافة يتوجّب علينا أن نعمل دائماً على ترسيخ جذورها في نفوس أبنائنا، فنعلّمهم أنّ الأوطان لا تبنى إلّا بالتضحيات، وأنّ الحقّ لا يكون حقاً في معترك الأمم إلّا بقدر ما يكون مدعوماً بقوة نفسية ومادية… علينا أن نعلّمهم أنّ الوطن ليس أرضاً فحسب، بل كرامة تُشبِع وعزٌّ يُحيي. وهذا ما نعلّمه لأشبالنا وزهراتنا وطلابنا في الحزب السوري القومي الإجتماعي. نعلّمهم أن يحملوا الوطنَ في قلوبهم أيقونةَ عزّ مقدّسة وأن يكونوا أسوداً في الميادين متى دقَّ ناقوسُ الخطر.

وختم بالقول: «نعم، النبتُ الصّالحُ ينمو بالعناية… والحياةُ لا تكون إلّا بالعزّ.. سنبقى طلابَ حقٍّ وخيرٍ وجمال… بالعزِّ نحدِّثُ، وإلى العزِّ نسير».

وأخيرا وُزعت الشهادات على المشاركين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى