إقصاء الكفاءات أهم خيوط الفساد وفاعلها أخطر الدواعش!

يُعتبر إيجاد أصحاب الكفاءات لإحداث الإصلاح الإداري المطلوب اليوم في سورية وعلى جميع المستويات وبكافة الاتجاهات أمراً صعباً كما يدّعي معظم الباحثين عنها أو خبراءها أو حتى مدربيها..

فكيف سيكون إيجادها والوصول إليها مُتاحاً أمام متخذي القرارات في مؤسسات الدولة لوضع الشخص المناسب بالمكان المناسب ومتابعة عملية الإصلاح إذا كان المبدأ السائد الذي يعتمده مُقصي الكفاءات هو: حتى أستمر في الوصول والحصول على ما أُريد وكيفما أريد سأعطي صورة ذهنية بأنني سأساهم بالبحث عن الكفاءات بينما في واقعي سأُغيّب وأُخفي وأُقصي كل ذي كفاءة إلى أبعد من البعيد!»

فهل نعتقد أمام هذا الواقع وهذه العقليات السائدة وممارساتها بأن المُراد حقاً إتاحة المجال للكفاءات للظهور والإشارة إليها والتعريف بها ليتم تقديرها على الأقل وليس فقط لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب؟

أم المطلوب إحباطها وقتل آمالها بتغييبها وتيئيسها وطمس معالم وجودها لما يعتقده مُقصي الكفاءات بأن إظهار أصحاب الكفاءات يمثل خطورة حقيقية عليهم؟

تُرى وكمثال: لماذا عندما يُطلب ترشيح الكفاءات لمواقع إدارية أو لمناصب معينة يكون غالباً الجواب الحاضر لدى مُقصي الكفاءات بأنه لا يوجد لدينا كفاءات، وفيما لو تمّ الترشيح غالباً يُستبعد الكفؤ ويتم اختيار وترشيح الهزيل فكرياً ومعرفياً وحتى أخلاقياً؟

تُرى هل تُدرك الجهة التي طلبت الترشيح بأن طلبها سيناله التسويف وقد يبات ضميراً مستتراً إلى أن يُنسى ويتم حفظه في الأدراج والمُراد من ذلك أشياء قد لا نستوعبها نحن فنختصرها كما يختصرها العامة بأن الْمُرَاد هو استمرارية الفساد وخراب البلاد والتفشيل!!؟؟

ويراودني!

تُرى.. لماذا لا توجد آلية يطُلب من خلالها اليوم ومن كل شخص مهما كان موقعه الوظيفي، ومهما كانت المسؤوليات الملقاة على عاتقه اختيار وترشيح شخص بديل عنه ليتولى مهامه الوظيفية على أن يتحمل نتيجة سلوكيات واختيارات ونتاج عمل هذا الشخص المُختار من قبله أي سيختار من سيكون بديلاً عنه ودونما معرفته لمصيره هو وموقعه الوظيفي المقبل مع تحمله مسؤولية اختياره للشخص الذي تم ترشيحه من قبله ؟؟!!..

وعلى اعتبار بأننا سلمنّا بالادعاء المتفشي من قبل مُقصي الكفاءات بوجود مرض متفشٍ ألا وهو عدم وجود الكفاءات بحسب تقييمهم فالسؤال الذي يطرح نفسه هل حاول هؤلاء المدّعين أصحاب الكفاءات الوحيدين وكذلك أي شخص قائم على رأس عمله حالياً مع اختلاف منصبه أو موقعه الوظيفي، بمحاولة اكتشاف ذلك الكنز الدفين صاحب الكفاءة أو على الأقل قد أهّل ولو شخصاً واحداً ليكون كبديلٍ عنه ويمتلك الجرأة الكافية لترشيحه كبديل؟

قليلون جداً ولكن ليسوا نادرين أولئك الأشخاص الذين اجتمعت بهم في حياتي، والذين كان همهم الوحيد بناء الوطن، فعملوا على تأهيل البديل عنهم بكل ضمير.. إنما أعتقد بأن إقصاء الكفاءات المُمارس حالياً في أروقة معظم مؤسسات الدولة ما هو إلا أجندة.. إنما.. أجندة مَن ولصالح مَن؟ هو سؤال لا أعلم في الحقيقة لمن أقوم بتوجيهه؟؟

ريم شيخ حمدان

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى