سورية وبيلاروسيا.. و25 عاماً على الصداقة بلغة الثقافة

رانيا مشوّح

لغة الحياة وثقافة الرقي، الإبداع الذي لا يقف عند حدود ولا ترده حروب، الفن لغة العالم الموحّدة وثقافته الأنيقة، الباقة التي تحتوي وردة من كل بستان والرقص وردتها العابقة المتربّعة على خشبات الخيال.

هو ما اختارته سورية وبيلاروسيا ليكلل عقود الصداقة والتفاهم والاحترام، بهذه الروح رعت وزارة الثقافة وسفارة جمهورية بيلاروس في الجمهورية العربية السورية حفلاً راقصاً للفرقة الوطنية البيلاروسية للرقص بمناسبة الذكرى الـ 25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في دار الأسد للثقافة والفنون على مسرح الأوبرا.

حضر الحفل السفير البيلاروسي في الجمهورية العربية السورية الكسندر بونوماريف وممثل عن السيد رئيس مجلس الشعب حضر المهندس حسين مخلوف وزير الإدارة المحلية وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية في سورية وبيلاروسية.

وصرّح السفير بونوماريف قائلاً: نشكر الجانب السوري الذي قدم لنا المساعدة كثيراً، نحن اليوم نقوم بإيصال فكرة الصداقة بين سورية وبيلاروسية وإيصال هذه الروح المليئة بالفن والمحبة للشعب السوري، ودائماً نسعى لإيصال هذا الفكر عن طريق هذا الفن. كما تحدث بونوماريف عن تاريخ الفرقة وقيمتها الفنية: هذه الفرقة عمرها 60 عاماً ولدت في القرى واكتسبت الثقافات منها. هي وجه وزارة الثقافة وتعتبر فرقة على مستوى عالمي في بيلاروسية وتشارك بحفلات ومعارض كالمعرض الذي ستشارك به في سورية. ثيابها من ثقافة هذه البلدان وهي تحمل روحنا التي حملناها إلى هنا. مثلت ثقافة روسية وأوكرانيا والبلدان القريبة منها، سنحاول أن نشارك في سورية أكثر من مرة في العام، لأن السوريين أحبوا هذا الفن وعبروا لنا عن هذا. وبدوره حدثنا عن الحفل الأستاذ جوني ضاحي مدير المكتب الصحافي في وزارة الثقافة السورية: استضفنا هذه الفرقة بمناسبة مرور 25 عاماً على العلاقات السورية البيلاروسية، قدّمت اليوم حفلاً في دار الأوبرا ومشاركة في حفل افتتاح معرض دمشق الدولي بحفل قصير وبعدها سيكون لهم حفل كامل في المعرض نفسه ومن ثم ستنطلق إلى محافظتي حمص وطرطوس.

وتابع ضاحي: هذه الفرقة هي فرقة الرقص الفولكلوري البيلاروسي وتضم مجموعة من الشباب والشابات المختصين بهذا الفن، قدموا حفلاً فنياً لم يكن شاملاً فقط على الفلكلور، بل ضم أغاني حديثة، أرادوا مشاركة السوريين فرحة الانتصار وجاءوا ليشاركونا بها وقد اندهشوا من الأمان الموجود في سورية عكس ما يسمعونه من أخبار تنقل لهم عبر وسائل الإعلام. كما تحدث الاستاذ حيان سليمان معاون وزير الكهرباء: العلاقات بين البلدين علاقات متينة وقديمة منذ أن كانت بيلاروسية جزءاً من الاتحاد السوفياتي وهناك علاقات اقتصادية ومجلس سوري بيلاروسي مشترك، حجم الأعمال يرتقي يوماً بعد يوم في مجالات عدة، منها مجال السيارات والشاحنات، هناك مساهمة كبيرة من عشرات الشركات البيلاروسية في معرض دمشق الدولي، نحن نأمل أن تتطوّر العلاقات الثنائية. وبيلاروسية دولة عظيمة وقفت مع سورية في أزمتها التي ترافقت مع حصار وعقوبات اقتصادية. وآفاق تطور هذه العلاقة آفاق كبيرة جداً وسنشهد تطوراً كبيراً خلال هذا العام والعام المقبل، يضاف إلى رصيد سورية على الساحة العالمية وفي أحقيتها في مواجهة الإرهاب. وسمعت من مسؤولين بيلاروس عديدين عن امتنانهم من وقوف سورية مع بلادهم في معاناتهم والصعوبات التي عاشوها، وأعتقد أن مشاركة بيلاروس في معرض دمشق الدولي في دورته الستين هي تظاهرة اقتصادية عظيمة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى