رندة بري: لتبني استراتيجية تربوية جديدة تراعي أهميتها وكيفية استخدامها

مصطفى الحمود

رعت عقيلة رئيس مجلس النواب رئيسة «ملتقى الفينيق للشباب العربي» رندى عاصي بري، حفل افتتاح الورشة التربوية التدريبية لأساتذة المعلوماتية في المدارس الرسمية والمعاهد المهنية، والتي نظمها المكتب التربوي لحركة «أمل»- إقليم الجنوب في مقر «ملتقى الفينيق» في أنصار، بالتعاون مع مؤسسة «icdl lebanon» والملتقى، في حضور المسؤول التربوي المركزي في حركة «أمل» حسن لقيس، رئيسي المنطقتين التربويتين في محافظتي الجنوب والنبطية باسم عباس وأكرم أبو شقرا، رئيسي اتحادي بلديات الشقيف وساحل الزهراني محمد جميل جابر وعلي مطر، عبير ذبيان عن «icdl lebanon»، وفد من قيادة اقليم الجنوب في الحركة ورئيس المجلس التنفيذي في الملتقى والأعضاء، وفاعليات.

بداية، ألقت ذبيان كلمة نوهت فيها بالتعاون بين «icdl lebanon» والمكتب التربوي في حركة «أمل»، شارحة «أهمية الشهادات التدريبية التي تمنحها المؤسسة وما توفره الدورات من مهارات فنية وتقنية للأساتذة ولمستخدمي المعلوماتية».

كما ألقى المسؤول التربوي لحركة «أمل» في إقليم الجنوب كلمة شرح فيها أهداف الدورة.

ثم تحدثت بري، فاستهلت كلمتها بالتنويه بالمكتب التربوي في حركة «أمل» وبـ»ملتقى الفينيق» ومؤسسة «icdl lebanon» «لتنظيمهم هذه الورشة التربوية وإبرامهم بروتوكول تعاون في مجالات تدريب أساتذة المعلوماتية في المدارس الرسمية والمعاهد المهنية حول السبل الآيلة لترشيد استخدام المعلوماتية».

وتطرقت إلى «أهمية المعلوماتية والمخاطر الناجمة عن سوء استخدامها»، فقالت: «بالعودة إلى رحاب هذه الورشة التدريبية التي يتوجه فيها المكتب التربوي لحركة أمل وملتقى الفينيق ومؤسسسة ICDL LEBANON إلى أساتذة المعلوماتية في المدارس والمعاهد المهنية الرسميه بهدف تطوير مهاراتهم وكيفية تعاملهم مع تطبيقات الحاسوب، وهي من خلال العنوان الذي تحمله والاشخاص الذين تستهدفهم، تمثل تحديا آخر يقارب فيه المنظمون واحدا من أخطر العناوين التي باتت تداهم كل مفاصل حياة الإنسان اليومية بأدق تفاصيلها وجزئياتها من بوابة المعلوماتية».

أضافت: «اسمحوا لي في هذا الاطار وبعجالة أن أستعيد بعضا من الكلمة التي ألقيتها العام الفائت في هذا المكان خلال افتتاح المؤتمر الذي نظمه المكتب التربوي لحركة أمل تحت عنوان «التربية في ظل العصر الرقمي»، حينها استشهدت بكتاب للباحثة الأميركية سوزان غيرنفيلد الذي يحمل عنوان «تغير العقل وكيف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على أدمغتنا»، واليوم أجدّد وأنصح بقراءة هذا الكتاب الذي يسلط الضوء على التقنيات الرقمية والمعلوماتية وانعكاسها على أنماط تفكير الإنسان وسلوكياته وتغيير هويته الثقافية بما يجعل من العلاقات الإنسانية علاقات افتراضية. يومها قلت: إنّ الجميع مدعو إلى معالجة تأثير الثورة المعلوماتية على الهوية الثقافية والإنسانية من خلال العمل على تبني إستراتيجية وفلسفة جديدة في التربية عبر تضمين مفاهيم المواطنة الرقمية في كتب التربية الوطنية والمدنية، لأنّ المواطنة الرقمية تعبر عن مجموعة القيم المتبعة في الاستخدام الأمثل والإيجابي للأدوات التكنولوجية التي يحتاجها المواطنون، طلابا كانوا أو أفراداً أو جماعات، بغض النظر عن فئاتهم العمرية ومستوياتهم الثقافية، وذلك من أجل حماية أوطاننا وحفظ هويتنا الوطنية والشخصية والثقافية من سوء استخدام هذه الأدوات».

وتابعت: «أستطيع القول اليوم بكل صراحة، إنه بعد سنة على ما ذكرته وما حذرت منه وما دعوت إليه في تلك الكلمة ومعظمكم يوافقني الرأي، بأن الكثير من التطورات التقنية قد دخلت إلى فن صناعة المعلوماتية وهذا أمر جيد، لكن أيضاً بالمقابل وللأسف حصل تطور في فن إساءة استخدام هذه الثقافة، وهذا ما يجب التوقف عنده في ورشتكم التدريبية هذه، والتي من خلالها نجدّد باسمكم المطالبة بضرورة الإسراع بتبني استراتيجية جديدة في السياسة التربوية تراعي الفهم الحقيقي لثورة المعلوماتية وأهميتها في المناهج التربوية وكيفية استخدامها».

وختمت: «اليوم وأمامكم كأساتذة مسؤولين عن خلق جيل معني باستخدام أدوات وتقنيات المعلوماتية، ولأنكم معنيون بترشيد استخدام تكنولوجيا المعلوماتية وإبقائها نعمة في خدمة الإنسانية ومنع تحويلها إلى نقمة، ولأنكم الربان الحقيقي المسؤول عن قيادة سفينة التعليم والمعرفة التي باتت المعلوماتية بكل أدواتها تمثل حجر الزاوية فيها، ومعنيون بايصال هذه السفينة بكل ركابها إلى شاطئ المعرفة بأمان، آخذين بالاعتبار أننا وإياكم وكل اللبنانيين نبحر في قارب واحد تتقاذفه أمواج متلاطمة من الفوضى التربوية والمعلوماتية واللامسؤولية، ولكي لا نكون حيال هذا الواقع كمن يزرع الريح فيحصد العاصفة، ولأن الوطن والإنسان وإرثهما الحضاري والانساني والكرامة الانسانية والأفراد والجماعات مهددون نتيجة هذه اللامبالاة في مقاربة موضوع المعلوماتية، أنتم اليوم وأكثر من أي وقت مضى، وفي كل المساحات التربوية والإرشادية التي تتحركون فيها، معنيون من خلال هذه الورشة، وما سبقها من مؤتمر ناقش تحديات التربية في العصر الرقمي، وما سيتبع هذه الورشة من أنشطة، انتم ونحن معنيون بترجمة التعريف».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى