حزب الله: اعتماد معيار الانتخابات النيابية هو الحلّ الأفضل لكسب الوقت وتأليف الحكومة

دعا حزب الله إلى إنجاز تشكيل الحكومة في أسرع وقت، لأنه حاجة حقيقية للبلد ورأى أن «الحلّ الأفضل لكسب الوقت هو اعتماد معيار واحد أساس. وهو نتائج الانتخابات النيابية». وشدّد على أن الوقائع في سورية تغيّرت وتبدّلت وسوف تتغيّر وتتبدّل الى غير ما يشتهي البعض. ودعا حزب الله هؤلاء الى الانتظار وعدم الاستعجال بإطلاق المواقف السياسية النهائية والحازمة. واعتبر أننا نواجه أكبر هجمة على الكيان اللبناني لإسقاط الرئيس القوي»، مؤكدا أن «الرئيس العماد ميشال عون لن يسقط بالرغم من كل محاولات الداخل».

وفي السياق، دعا نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى إنجاز تشكيل الحكومة في أسرع وقت، لأنها حاجة حقيقية للبلد، لافتاً إلى الاستقرار الأمني الذي يعيشه لبنان «وهو جوٌّ نموذجي لننطلق في معالجة شؤوننا وتشكيل حكومتنا».

وأضاف الشيخ قاسم خلال حفل تخريج الطلاب الثانويين في مدارس المصطفى «ندعو إلى أن تشكل الحكومة التي تستوعب الجميع بالطريقة المناسبة، حتى ولو كان هناك خلافات سياسية فلا مشكلة في ذلك، تستطيع الحكومة أن تجمع، والخلافات يمكن أن تناقش، وفي النهاية أصل تشكيل الحكومة مطلوب، لأنها هي التي تنقذ البلد من المزيد من التدهور، وهي التي تعالج الأزمات الخطرة اجتماعيًا واقتصاديًا».

ورأى الشيخ قاسم أن «الحلّ الأفضل لكسب الوقت هو اعتماد معيار واحد أساس وهو نتائج الانتخابات النيابية، فكما كان التمثيل النسبي معبِّراً في الانتخابات النيابية عن القرار الشعبي، فكذلك الاختيار النسبي في الحكومة لممثلي الشعب، بحسب نسبتهم في المجلس النيابي سيؤدي أيضاً إلى حكومة متوازنة تمثل الحالة الشعبية بشكل دقيق».

ودعا الشيخ قاسم إلى «نقاش هادئ حول علاقة لبنان بسورية بعيداً عن المحاور الإقليمية والدولية وعلى قاعدة مصلحة لبنان الأكيدة».

ورأى وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن أن «تشكيل الحكومة يتعرّض لمصاعب سببها الأساسي الابتعاد عن المعايير الثابتة التي تستند إلى نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة وحجم الكتل التي أفرزتها الانتخابات»، معتبراً أن «عدم الثبات على هذه المعايير يؤدي الى اعتراضات متنوّعة وبالتالي التأخير في تشكيلها».

وقال خلال احتفال تكريمي لتلامذة بلدة بريتال الناجحين في الشهادات الرسمية: «المصلحة الأكيدة لكل اللبنانيين هي الإسراع في تشكيل الحكومة، والعلاقة بين لبنان وسورية في الدستور يجب أن تكون علاقة مميزة كما في السياسة والقانون والوقائع. لبنان وسورية دولتان جارتان تتبادلان التمثيل الدبلوماسي ولديهما مصالح وحدود مشتركة وملفات اقتصادية متنوّعة».

وسأل: «ما المانع اذا كان هناك سفير لبناني في دمشق وسفير سوري في بيروت وتوجّه الوزراء بزيارة رسمية وبدعوة رسمية للبحث في ملفات مشتركة تهم كل اللبنانيين؟ المانع هو الموقف السياسي الذي يبدو أنه تأخر لأن البعض نسي ان الوقائع في سورية تغيّرت وتبدلت وسوف تتغير وتتبدل الى غير ما يشتهون، لذلك لا تستعجلوا باطلاق المواقف السياسية النهائية والحازمة بل انتظروا. وإن كنتم لا تستطيعون اليوم فأن تكونوا على اتصال فيمكن أن تغيروا مواقفكم في الايام المقبلة وهو لمصلحة لبنان وكل اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم».

وختم: «أهم ما يؤرق السياسيين الذين لديهم حس مسؤولية في لبنان هو مشكلة البطالة المستشرية في صفوف الشباب ومتخرجي الجامعات، واتفقنا مع حلفائنا في حركة أمل على أن يصبح التوظيف بالكفاءة، لذا يجب ان تكون الكفاءة هي المعيار. فالأزمة الاقتصادية وسبل معالجتها هي القضية الأولى في لبنان ونحن مطالبون بوضع رؤية اقتصادية، ومن أهم الحلول لتلك الأزمة محاربة الفساد والإصلاح السياسي والإداري، والاهتمام بقطاع النفط والغاز الذي يدخل لبنان في عالم الدول النفطية، وقد أقرّ بالأمس قانون الشفافية في قطاع النفط».

ورأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أن موضوع تشكيل الحكومة يقبع في حالة من المراوحة، لافتاً الى أنه «ليس من المفروض أن نحيط تشكيل الحكومة بمزيد من التعقيدات الميثاقية والدستورية والنقاشات المعقدة. فالمسألة أقل تعقيداً من ذلك وأكثر سهولة من ذلك. ربما نحتاج لأن نعكس نسبية المجلس النيابي على نسبية تشكيل الحكومة وأن نعتمد هذا الأمر كقاعدة أساسية. وشدّد لـ»البناء» على أن البلد يحتاج الى تشكيل حكومة في أسرع وقت، ربما الجميع بدأ بالصراخ الآن بصوت مرتفع بأن الوضع الاقتصادي ليس جيداً، ولن يبقى تحت السيطرة الى أمد طويل. وتابع قائلاً: «ارحموا هذا البلد وتواضعوا وتنازلوا وتفاهموا من أجل تشكيل هذه الحكومة بأسرع وقت ممكن».

وشدّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين جشي على «أننا أصبحنا اليوم في لبنان في وضع حرج لا يحتمل أي تأخير في تشكيل الحكومة على غرار تشكيل الحكومات السابقة التي أخذ البعض منها حوالى الـ8 أشهر والبعض الآخر 10 أشهر، لا سيما أن الوضع الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي اليوم مختلف عن تلك الفترة، وهو يزداد سوءاً يوماً بعد يوم».

ولفت جشي خلال رعايته حفل تكريم الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة جويا إلى أن أعداء المقاومة يحاولون اليوم من خلال المؤامرات والصفقات الضغط على شعوب المنطقة بعد عجزهم عن مواجهتها عسكرياً، وهذا ما عبروا عنه بكل صراحة، وقالوا إنهم لا يستطيعون أن يواجهوا عسكرياً جمهورية إيران الإسلامية ولا حتى لبنان وحزب الله، وبالتالي لجأوا إلى ممارسة عقوبات اقتصادية على شعوب المنطقة، بهدف إخضاعها وتركيعها وإرهاقها، حتى يكون همهم وشغلهم الشاغل هو معيشتهم، ولا يلتفتوا بعدها إلى القضايا الكبرى والقضية الأساس، ألا وهي قضية المواجهة مع العدو الإسرائيلي»، لافتا إلى أن «وزارة الخزانة الأميركية أنشأت غرفة عمليات لهذه الغاية، حيث يعمل فيها اليوم حوالى 4000 موظف يديرون هذه الحرب الاقتصادية، بعدما كان يعمل فيها حوالى 500 موظف في فترة تولّي أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأميركية».

وتوقف النائب إيهاب حمادة عند السياسة النقدية وضرورة حماية الليرة وقال: «نحن الآن نعيش في قلب الأتون والحفرة على المستوى الاقتصادي، وإن كان هناك نوع من التأمل في هذه الفترة، لكن هناك مَن يتحدّث عن مشكلة حول القدرة النقدية في لبنان، فالأزمة الاقتصادية التي نعيش فيها أمر محسوم، لكن هل سيستطيع المصرف المركزي ومن خلفه كل الإدارة المالية في لبنان، تثبيت هذا المستوى لليرة وتثبيت الاستقرار النقدي في قابل الأيام، ونحن في كل يوم وفي كل لحظة ترتفع الفوائد، ونحن في لبنان نقترض لندفع فائدة الدين، فما هو آخر المطاف، دين بدين واقتراض باقتراض».

وطالب خلال رعايته افتتاح مستشفى البقاع الغربي التابعة للهيئة الصحية الإسلامية في بلدة سحمر بأن «تكون هناك رؤية واضحة للدولة في المجال الاقتصادي والزراعي وكل الميادين لتنتج وطناً»، وعاهد بـ «العمل بالمرصاد لكل إهمال ولكل حرمان وإن قطار الإنماء سينطلق وحيث إن خدمة الناس لها شأن عظيم وهي الباب الأوسع إلى الله وتساوي عمل المقاومة».

وأكد مسؤول منطقة جبل لبنان والشمال في «حزب الله» الشيخ حسين زعيتر، أن «الثنائي الوطني يقف خلف نائب جبيل وكسروان مصطفى الحسيني».

ولفت زعيتر خلال رعايته حفل تخرّج طلاب الشهادات الرسمية الذي أقامته بلدية عين الغويبة، إلى أن «مسألة الانتخابات في جبيل أصبحت من الماضي لأننا نواجه أكبر هجمة على الكيان اللبناني لإسقاط الرئيس القوي»، مؤكداً أن «الرئيس العماد ميشال عون لن يسقط بالرغم من كل محاولات الداخل والخارج».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى