«الدول الضامنة» تبحث مع دي ميستورا تشكيل اللجنة الدستورية.. وموسكو تؤكد أن التحضير لعملية تحرير إدلب يجري بسرية

يبحث ممثلو روسيا وتركيا وإيران، مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، مسألة تشكيل اللجنة الدستورية السورية في جنيف.

ونقلت وكالة «تاس» أمس، عن ألكسندر لافرنتيف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي، قوله إن هذين اليومين سيشهدان سلسلة من المباحثات في صيغ مختلفة، مضيفاً أنه متفائل بشأن هذه المباحثات.

ومن المقرر أن يشارك في هذه المباحثات عن الجانب الروسي إلى جانب لافرنتيف، نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين.

وفي السياق نفسه، أكد دي ميستورا في تصريح الأسبوع المنقضي، أن هناك مباحثات مهمة من شأنها أن تعطي فرصة لاستئناف العملية السياسية في سورية، موضحاً أن تشكيل اللجنة الدستورية سيكون نقطة انطلاق لبلوغ الهدف.

ويعد هذا اللقاء الثاني من نوعه لممثلين عن الدول الضامنة للهدنة في سورية روسيا وتركيا وإيران مع المبعوث الأممي منذ يونيو الماضي.

على صعيد آخر، قال نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، إن التحضير للعملية العسكرية المحتملة من أجل تحرير إدلب من الإرهابيين يجري بعناية وسرية، مع مراعاة الجوانب الإنسانية.

وأوضح سيرومولوتوف في تصريح لوكالة «سبوتنيك» أنه «في ما يتعلق بمعايير عمليات مكافحة الإرهاب في إدلب، كقاعدة عامة، يجري تحضير هذه العمليات بعناية وسرية بمشاركة جميع الأطراف، لا الجيش ولا الدبلوماسيون يعلنون عن شيء يتعلق بهذه الأمور» .

وأكد أن الإرهابيين في سورية باتت لديهم القدرة على إنتاج أسلحة كيميائية، كما أنهم يتمتعون بدعم مادي وفني من الخارج.

وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي، أنه «خلال سنوات القتال في سورية، وفي العراق المجاور، وردت معلومات عن استيلاء المسلحين على وثائق علمية تقنية لإنتاج الأسلحة الكيميائية، وعلى منشآت كيميائية مع المعدّات، وعن إشراك الخبراء المدنيين والعسكريين الكيميائيين في تركيب المواد السامة».

وأشار سيرومولوتوف إلى أن الإرهابيين يتلقون «دعماً مادياً وتقنياً محدداً من الخارج».

وكان الكرملين أعلن أنه لا علم لموسكو عن اتفاق مع دمشق حول موعد العملية العسكرية في إدلب.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن «التنسيق موجود بين البلدين، ولكن لا توجد معلومات عن اتفاق على موعد العملية العسكرية».

وأفاد مصدر بأنّ الطائرات الحربية السورية أغارت على مواقع مسلحي جبهة النصرة والجماعات المتحالفة معها في بلدتي الزكاة والبويضة ومحيط كفر زيتا في ريف حماة الشمالي.

وبالتوازي مع القصف في حماه، استهدفت راجمات صواريخ الجيش السوري مواقع وتحركات مسلّحي النصرة في بلدات عدة في ريف إدلب الجنوبي.

في غضون ذلك، ذكر المرصد السوري المعارض أنّ القوات التركية تواصل تعزيز نقاطها في محافظات حلب وإدلب وحماة استعداداً لمعركة محتملة هناك.

إلى ذلك، عزّز الجيش السوري مواقعه العسكرية في ريف محافظة حلب الشمالي المتاخم لمناطق سيطرة الفصائل المسلحة وقوات الاحتلال التركي.

وأوضح مصدر عسكري في حلب لصحيفة «الوطن» السورية أن الجيش السوري استقدم خلال الأيام الأخيرة تعزيزات ضخمة إلى شمال حلب في جميع خطوط التماس التي تفصله عن مناطق هيمنة تنظيم «جبهة النصرة» في الجيب الممتد من جمعية الزهراء وصالات الليرمون الصناعية وبلدة كفر حمرة شمال غرب حلب إلى مزارع الملاح وبلدات حريتان وحيان وعندان وبيانون شمالا، بهدف التحضير لعملية عسكرية لتطهير المنطقة على غرار ما فعل في جبهتي غرب وجنوب غرب المدينة المتصلتين بريف إدلب.

وبيّن المصدر أن تعزيزات الجيش السوري تمركزت أيضاً قبالة الجماعات الإرهابية في منطقة عفرين لتشكيل قوة ردع كبيرة تحول دون سعي أي مكوناتها لتعديل خريطة السيطرة بأوامر من أنقرة في حال شنّ الجيش عمليته العسكرية نحو أرياف إدلب.

ويجري إرسال هذه «التعزيزات الضخمة» إلى شمال حلب بالتزامن مع استعدادات القوات الحكومية السورية لشن عملية واسعة ضد الجماعات الارهابية على رأسها «جبهة النصرة» في محافظة إدلب، المعقل الأخير للإرهابيين في سورية.

من جهة أخرى، هدّد النظام التركي الاتحاد الأوروبي مبتزاً بفتح الطريق من تركيا إليه أمام اللاجئين السوريين حال عدم تدخل دول أوروبا لوقف هجوم القوات الحكومية السورية على محافظة إدلب.

وقال رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، بولنت يلدريم، في كلمة ألقاها أمس: «إن مسألة إدلب لا تخصّ تركيا فحسب، بل دول الاتحاد الأوروبي أيضاً، ففي حال لم تتدخل لمنع استمرار القصف في إدلب، فإن تركيا مضطرة لفتح الطريق أمام اللاجئين للتوجه إلى أوروبا»، بحسب تعبيره.

وحذر يلدريم من مغبة استمرار الحملة العسكرية على إدلب، مبيناً أنها قد تؤدي إلى لجوء نحو مليون شخص إلى تركيا، معتبراً أن الغارات التي تستهدف المحافظة حالياً مخالفة للقوانين الدولية.

وفي السياق نفسه، أكد السيناتور الأميركي ريتشارد بلاك ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية في سورية محذراً من أن استمرار وجود الإرهابيين في محافظة إدلب يهدد أمن المنطقة والعالم بأكمله.

وقال عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الجمهوري لوكالة سبوتنيك أن القضاء على الإرهابيين في إدلب ضروري «ليس فقط من أجل مستقبل سورية بل من أجل مستقبل الحضارة البشرية بأكملها».

وفند بلاك اتهامات الغرب للحكومة السورية بشأن استخدام أسلحة كيميائية، مشيراً إلى أن صحافيين يتمتعون بالمصداقية مثل سيمور هيرش تحققوا من الهجمات المزعومة بالغازات السامة وكشفوا زيفها.

وأوضح بلاك أنه قام بدراسة جميع الهجمات المزعومة باستخدام أسلحة كيميائية على مدى السنوات السبع الماضية، وأن كل هذه الهجمات التي نفذها الإرهابيون تمّت بالتعاون مع النظام التركي أو وكالات الاستخبارات الأجنبية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى