«أمل»: الجهة الصالحة لتفسير الدستور هي المجلس النيابي

اعتبرت حركة أمل أن تأخير تشكيل الحكومة يضاعف الأزمات التي تجاوزت كل الحدود، مشيرةً إلى أن الجهة الأساس الصالحة لتفسير الدستور هي المجلس النيابي.

وفي هذا الإطار، رأى رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل النائب محمد نصرالله، خلال رعايته حفل تخريج للطلاب الناجحين في بلدة قليا، أن »لبنان يعاني من أزمة العجز في تشكيل الحكومة بسبب عدم التعاون الإيجابي من قبل الأفرقاء كافة»، داعياً السياسيين إلى »التحرر من قيد العلاقات الخارجية، وأن يكون المرجع لتشكيل الحكومة مصلحة الوطن والمواطن».

وأشار إلى »أن لبنان قُدم له في العام 1943 استقلال نظامه السياسي مفخّخاً بالطائفية والمذهبية. وهذه الفخاخ تفجرت في وجه اللبنانيين فميزت بينهم الأفراد والجماعات والطوائف والمذاهب والمناطق، وجعلتهم في حال صراعات غير طبيعيية كان من شأنها أن تسيء إلى البلد والمواطن».

وشدّد على التعاون بين المؤسسات الحزبية الفاعلة من أجل تصحيح السلوك الوطني العام بدءاً من تشكيل الحكومة. وقال »الحقيقة المرة، هي أننا نشعر بأن هناك أفراداً وجماعات وأحزاباً وقوى ليست جدية في معالجة أزمات الوطن»، مؤكداً »أن الحل هو في أن يجتمع أكبر قدر من ممثلي القوى الوطنية الحقيقية ويعززوا قواهم تعزيزاً إيجابياً وصحيحاً من أجل رص الصفوف في مواجهة مَن لا يريد أن يأخذ الوطن إلى بر الأمان».

بدوره، قال المسؤول الإعلامي المركزي في حركة أمل طلال حاطوم، خلال احتفال في بعلبك، »كنا نتمنى ونسعى أن تشكل حكومة وحدة وطنية جامعة تضم كل الأطياف السياسية وكل ألوان قوس قزح في لبنان تأسيساً على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة من أجل أن تنطلق عجلة المؤسسات فتعيد تشغيل محركات هذا الوطن ومؤسساته بالاتجاه الصحيح، لكننا نتفاجأ بأننا لا نزال في مرحلة المراوحة وإعادة كل العناوين. وكل الحوارات إلى مربعها الأول، ونتفاجأ أكثر بكل ما يصدر من مواقف لم نعُد نتأكد من أنها من أجل تشكيل حكومة أم من أجل تعطيل التشكيل.

وأضاف «أحياناً نجد أن الكلام يدور حول صلاحيات وتفاسير للدستور ولا ندري إن كان دستور هذا الوطن الذي ارتضيناه منذ الطائف على أساس أنه الحد الأقصى الممكن الذي يجمع اللبنانيين على كلمة اتفاق. لا ندري إن كان إلهاً من تمر يأكله البعض حينما يجوع، ولا ندري ان كان كل الجهابذة يفسرون الدستور غبّ الطلب كل حسب ما يرتئيه، علماً ان الجهة الأساس الصالحة لتفسير الدستور هي المجلس النيابي».

وقال «انتبهوا أيها السادة، هذا الوطن لم يعد يحتمل مزيداً من التأخر في تشكيل حكومة أمامها العديد من المهام والملفات التي تستوجب السرعة في معالجتها حتى لا نضيّع الفرص كما تضيعون الوقت».

وتابع «العدو الصهيوني يتفق مع شركات اجنبية لسحب النفط من بحرنا ولا أحد يهتم الا الرئيس نبيه بري الذي يستمر في التنبيه وقرع ناقوس الخطر أن انتبهوا الى ثرواتكم وارضكم ووطنكم، ويصرّ البعض على ان يتلهى بجنس الملائكة، ونحن ندخل في جدل بيزنطي لا يؤدي إلى اي نتيجة فعلية على أرض الواقع. ألا ترون أيها الساسة المختلفون اننا في التحالف الوطني بين حركة أمل وحزب الله وقفنا إلى جانب السعي السريع لتشكيل الحكومة ولم نفاصل او نجادل لا في حصة ولا في وزارة ولا في عدد، بل قلنا إننا حجر اساس في تشكيل الحكومة الوطنية الجامعة وسنقبل بما يتم من أجل هذا الأمر ونحن على استعداد كما كنا كتلة التنمية والتحرير وكتلة الوفاء للمقاومة سنكون في سعينا من أجل تقريب وجهات النظر وحل الاختلافات والتباينات ووقف المماحكات السياسية التي نسمعها».

ورأى «أن البعض لا يسأل عن الوطن ولا عن المواطن، ألا ترى يا هذا البعض أن المواطن اللبناني يعاني من الفقر والحرمان وفقدان العدالة الاجتماعية ومن انعدام المساواة بين المناطق وبين المحافظات، ألا ترونه يفرح اذا نقص التقنين نصف ساعة في الكهرباء لأنه تعود على العتمة، ألا ترونه يفرح حينما يسمع ان هناك زيادة في الرواتب ولو على الوعد يا كمون، ألا ترونه يفرح بأبسط الأمور التي هي من البديهيات في المجتمعات المتقدمة والمتحضرة، إلى أين سيذهب هذا الوطن، والمتخرجون اليوم على الأبواب، المدارس ستبدأ، اين تأمين المقعد الدراسي، اين مراقبة الأقساط والكتب والمواد الغذائية وغيرها».

واعتبر مسؤول حركة أمل في البقاع مصطفى الفوعاني أن «تأخير تشكيل الحكومة يضاعف الأزمات التي تجاوزت كل الحدود، وهذا ينذر بمخاطر كثيرة على مستوى الاستقرار الاجتماعي».

وقال «في ظل ارتفاع وتيرة الأزمة المعيشية والماء والكهرباء وازدياد نسبة البطالة، المطلوب تشكيل حكومة وحدة وطنية معبّرة عن نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، والتواضع في المطالبة عند البعض بسقف عدد الوزراء، ونحن في حركة أمل وكذلك الاخوة في حزب الله أعطينا مثالاً في واقعية المطالب، وقدمنا كل التسهيلات من أجل تشكيل الحكومة لأن المواطن لم يعد يحتمل».

واستغرب «تجاهل المخاطر المحدقة والإصرار على التعطيل، حتى بات الأمر في مرحلة معقدة فيها الحديث عن أزمة الحكم والنظام على حد سواء»، داعياً إلى «معالجة الوضع المتفاقم في لبنان لأن الناس التي أعطت وضحت تستحق كل عناية ورعاية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى