مهنا: المقاومة قوة وقولها كان وسيبقى الكلمة الفصل

نظّم منتدى صور الثقافي حفل تكريم لرئيسه الأسبق المناضل القومي الراحل حسن مرتضى.

حضر الحفل ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنا، عضو المجلس الأعلى قاسم صالح، منفذ عام منفذية صور د. محمود أبو خليل، وعدد من المسؤولين الحزبيين. كما حضر رئيس اتحاد بلديات صور المهندس حسن دبوق، وممثلو الأحزاب والفصائل اللبنانية والفلسطينية والجمعيات وفاعليات ثقافية واجتماعية وحشد من القوميين والمواطنين.

قدم الخطباء عضو منتدى صور الثقافي د.عدنان المولى، واستهلّت الكلمات بكلمة رئيس اتحاد بلديات صور المهندس حسن دبوق الذي تطرّق لصفات الرفيق الراحل وما كان يتمتع به من حسن خلق ومعرفة وثقافة عالية، وأثنى على الجهود التي قام بها الراحل خلال مسيرته النضالية الزاخرة بالمواقف المشرفة والمدافعة عن حقوق المواطنين خاصة تلك المتعلقة بمدينة صور وأبنائها.

آمن بعقيدة مسؤوليتها تغيير مجرى التاريخ

ثم ألقى ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنا كلمة الحزب، أشار فيها إلى مدى التزام الرفيق الراحل بالفكر النهضوي وهو المبدع والأديب والمناضل، ومما جاء في كلمته:

«الرفيق حسن، ما شاركت في احتفال أو ندوة أو أمسية، أو واجب اجتماعي، إلا وكان سباقاً إليه، يأخذ مكانه بين الحضور في تواضع قلّ نظيره.

ما اعتلى منبراً، لتقديم أديب أو مفكر، أو مرجع، إلا وتصيبك الدهشة من سحر بيانه، وتسأل نفسك، هل أنت تستمع إلى مقدّم أو مفتتح لنشاط، أم أنت أمام محاضر لمّاح؟؟

حضوره مقدّماً، أبرز للعيان، وكشف بوضوح عن أديب وكاتب ومثقف سكب روحه نصاً إبداعياً، يختزن من المعاني والصور الجمالية، ما يأسرك، وترجو أن يكمل ولا يتوقف.

وما كتابه «ونبقى معاً» إلا شهادة على مبدع وأديب، على شاعر ومناضل.. مقاوم وملتزم، لم يلقِ قلماً أو سلاحاً معرفياً إلا وشهره وجاهر به، دفاعاً عن حق وقضية».

وأضاف مهنا: «الرفيق حسن، آمن بسعاده، بباعث النهضة السورية القومية الاجتماعية، والتزم في صفوف الحزب، رفيقاً ومسؤولاً طوال مسيرة حياته.. التزامه ليس تحزّباً، بل تجسيد لولاء وإيمان بعقيدة مُحيية، أداتها حزب، أخذ على عاتقه مسؤولية تغيير مجرى التاريخ، تيمناً كاملاً وثقة مطلقة، بما قاله زعيمه سعاده: «إنّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت مجرى التاريخ».

التزامه الحزبي، في سبيل وجود قومي أقوى ومجتمع أفضل، ودولة أساسها الإنسان وغايتها الإنسان، عزاً ورفاهية وتقدّماً.

لم يلتزم لمنفعة، لمصلحة، لنفوذ، لجاه، لـ «شوفة حال»، للتسلق، للتزلف، لمنصب… بل قناعة كلية بعقيدة ومفاهيم هي خلاص أمة، ونهوض شعب على طريق الوحدة القومية والنظام الجديد، نظام الحق والعدالة والمساواة والحرية، نظام الحرية والواجب والنظام والقوة.

الرفيق حسن، شراع فينيقي، صوري سوري، يشق عباب اليمّ، يبحر في الزمان لصنع حضارية إنسانية جديدة..»

وتابع: «حسن، حارس الإرث التاريخي والأثري والحضاري، في هذه المدينة العظيمة.. حارس القلعة والمدارج، حارس رمال الشاطئ، وحبات رمله الذهبية، يلاطفها الموج في عشق دهري لتبقى مرافئها شاهدة أبد الدهر على إبداع مجاذيف حرية تحكي روايات قدموس واليسار هانيبعل وزينون وغيرهم من الرواد الذين أناروا ليل العالم.

ونكرّم في تكريمه لأنه جسّد معاني الإنسان الجديد، في بلادنا، الإنسان الملتزم وليس المحايد، الإنسان الفاعل وليس الهامشي، الإنسان المتحرر وليس الإنسان المستعبَد، الإنسان النهضوي، وليس الظلامي، الإنسان المقاوم وليس الإنسان الخانع الراضي بالأمر الواقع والمفعول.

هو الإنسان المنحاز، للمتعبين، للفلاحين، للفقراء، للصيادين، للمثقفين، للطلاب، للعلم، للمعرفة، لأجيال ولدت ولأجيال لم تولد بعد لتحيا حياة حرة…

هو الإنسان، صاحب القضية في فلسطين، أو الشام، أو العراق، أو لبنان… ينتصر لفلسطين شعباً وثورة وقضية ولا يساوم، ينتصر للعراق ووحدته ومقاومته للاحتلال والغزو الأميركي، ومشاريعه التدميرية. ينتصر للشام في مواجهة أخطر غزوة جاهلية ظلامية، ترى في الحضارة والمدنية والتقدّم عدواً، يجب استئصاله وفتاوى الموت والفناء وغبّ الطلب لدى مرجعياتها المتخلفة والمنحطة.

ينتصر للبنان الذي قال عنه أمس الرئيس نبيه بري، إنه مازال في العناية الفائقة!! والسؤال متى خرج لبنان من غرفة العناية الفائقة؟ وكيف يخرج من غرفة العناية إلا بفكرٍ جديد، ثقافة جديدة، تحرّر نظامه من آفة الطائفية، والمذهبية، والمحاصصة والفساد، تحرّر نظامه من آفة الإنعزال والانغلاق، ومن التبعية.

ثمة فئات لم تدرك بعد أن النظام الطائفي والإقطاعي والرأسمالي فقد صلاحياته… ولم يعد نظاماً قابلاً للحياة.

ثمة فئات لم تدرك بعد أن قوة لبنان في ضعفه دُفِنت إلى الأبد، ولا سبيل لإحيائها تحت عناوين الحياد، والنأي بالنفس، لا تجاه فلسطين، ولا تجاه سورية، ولا تجاه أي مسألة أو قضية قومية..

ثمة فئات، ما زالت تحنّ إلى زمن حماية أجنبية، أو خلافة دينية، ولا تعي أن الحمايات ولتّ، والخلافة انقضت… ولا سبيل أمامنا إلا بناء الدولة القومية المدنية الحديثة، التي تحقق مصالح شعبنا، فالعلاقات بين الأمم لا تُبنى على عقلية الحمايات، بل على حسابات المصالح، والمصالح لا تتحقق إلا بأن نكون أقوياء، لأن القوة هي القول الفصل. فالمقاومة، قوة وقولها كان وسيبقى الكلمة الفصل».

وختم مهنا: «الرفيق حسن، بك النهضة، تفتخر، أنت من بُناتها، من كتّابها، ومجاهديها المبدعين والعصاميين، اعتصمت بها رسالة، وحملتها صليباً، ومشيت درب الآلام، كنت واحداً من النخبة المعاكسة، لتصحيح مسار التاريخ، ولمجد أمة، رغم الليل الطويل الذي يلّف فضاءها ستستعاد لتأخذ مكانها بين الأمم.

كتابك، «ونبقى معاً»، وصية، ونعاهد روحك أننا «سنبقى معه».

أصدقاء الراحل

أما كلمة الاصدقاء فألقاها الشاعر جورج غنيمة التي أورد فيها ملخصاً قيماً حول أفكار الشاعر الرفيق حسن مرتضى الأدبية وعطاءاته في هذا المجال.

منتدى صور

كما ألقى رئيس منتدى صور الثقافي الدكتور ناصر فران كلمة المنتدى وأورد خلالها مجموعة من الخواطر باللغة العامية لخّصت مسيرة الرفيق الراحل وتواضعه ورغبته الدائمة في الاستماع للآخر وتوسيع أفقه الأدبي.

العائلة

كلمة العائلة ألقاها نجل الرفيق المكرّم فادي مرتضى الذي شكر الحضور على تلبية الدعوة لتكريم والده داعياً الى العمل في سبيل المواطنين وحقوقهم، كما كان المكرّم طيلة حياته.

واختتم الحفل بتقديم درعين تكريميين للعائلة من بلدية صور والمنتدى. كما تمّ توزيع كتاب الرفيق حسن مرتضى خلال حفل التكريم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى