يازجي: بعلبك الهرمل منطقة المقاومة وسياج لبنان والمطلوب خطة إنمائية

أكد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق وتوابعهما للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي خلال جولته البقاعية «أننا لا نريد إلا السلام وأن من حقنا أن نعيش وحقوقنا مصانة». ولفت إلى أنّ بعلبك الهرمل هي منطقة المقاومة والثبات والصمود وسياج الوطن وقلب لبنان.

وزار يازجي أمس، بلدة أبلح وكان في استقباله كاهن الرعية الأب دانيال الدبس وأبناء من البلدة على اختلاف كنائسهم ورئيس ومجلس بلديتها، وتلا المطران انطونيوس الصوري كلمة ترحيبية بالبطريرك.

واستعرض الأب الدبس في كلمته شجون وهموم أبناء البلدة والمنطقة «الناتجة من عدم توفر فرص عمل وتفشي البطالة وسوء الأوضاع المعيشية والوظيفية»، آملًا من يازجي «ان يسعى الى حلحلة أمورهم والتخفيف من همومهم». وردّ يازجي فقال «الكلّ يعمل من أجل السلام ولا نريد اليوم إلا السلام لأننا دعاة سلام ومحبة. ومن حقنا أن نعيش وحقوقنا مصونة. وهذا ما سنعمل على تحقيقه».

بعد ذلك، سلك موكب البطريرك الطريق المؤدية الى بلدة نيحا حيث تفقد كنيسة النبي إيليا وأعد له أبناء البلدة استقبالاً شعبياً وكان في استقباله والوفد المرافق كاهن الرعية الأب استيفانوس أبو فيصل وفاعليات البلدة ومؤمنون. بعد الاستقبال، دخل يازجي الى الكنيسة وأقام صلاة الشكر على نية البلدة خصوصاً على نية عودة مطراني حلب» المخطوفين، مع التشديد على «أهمية عيش المحبة والصلاة والابتعاد عن التزمت والخلافات الضيقة».

ثم توجّه البطريرك يازجي إلى كنيسة نياح السيدة في بيت شاما حيث كان في استقباله والوفد المرافق كاهن الرعية الأب دانيال الدبس ورئيس ومجلس بلديتها وفاعليات البلدة ومؤمنون على وقع نثر الأرز وإنشاد التراتيل وعزف فرق الكشافة واللافتات المرحبة.

ثم انتقل إلى كنيسة القديس نيقولاوس في تربل، حيث أعدّ له أبناء البلدة استقبالاً شعبياً، وكان في استقباله كاهن الرعية الأب استيفانوس أبو فيصل وفاعليات البلدة ومؤمنون. بعد الاستقبال، أقام صلاة الشكر على نية البلدة واستكمال بناء الكنيسة.

وألقى بازجي كلمة مشجعاً الرعية على «كلّ الجهود التي قامت وتقوم بها من أجل بناء الكنيسة واستكمالها»، محيياً صمود «هذا الشعب المؤمن الثابت بأرضه كأرز لبنان الراسخ».

ومن تربل، سلك الموكب الطريق المؤدية الى رياق، حيث استقبله أهلها بالتهليل والصلوات وقرع الأجراس. وكان في استقباله والوفد المرافق كاهن الرعية الأب جورج عازار، أعضاء المجلس البلدي وفاعليات البلدة ومؤمنون. فأقام صلاة الشكر على نيّة البلدة وأهلها.

وألقى الأب عازار كلمة رحّب بها بقدوم البطريرك يوحنا إذ «حلت البركة على رياق عندما وطأت أقدامه أرضها». وردّ يازجي مؤكداً أنّ «العائلة الواحدة لا تتحقق إلا بالمحبة».

وزار يازجي منطقة بعلبك يرافقه راعي أبرشية زحلة وتوابعها المتروبوليت انطونيوس الصوري، حيث أعدّ له استقبال رسمي وشعبي وديني عند مدخل مدينة بعلبك، وكان في مقدّمة مستقبليه محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى واللقاء التشاوري القاضي الشيخ مهدي اليحفوفي، راعي أبرشية بعلبك والبقاع الشمالي للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، مفتي بعلبك والبقاع الشيخ خليل شقير، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح ممثلاً بالشيخ مشهور صلح، الأب انطوان حدشيتي، رئيس اتحاد بلديات بعلبك نصري عثمان، رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس ممثلاً بعضو المجلس البلدي محمد عواضة، رئيس نقابة المؤسسات والمحال التجارية في البقاع محمد كنعان، رئيس رابطة مخاتير بعلبك علي عثمان، وفاعليات اجتماعية.

المحطة الأولى في كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأورثوذكس في بعلبك، وبعد صلاة الشكر وتقديمه الكأس المقدّسة لكنيسة الرعية، انتقل إلى كنيسة القديستين بربارة وتقلا للروم الملكيين الكاثوليك في بعلبك، واستقبل الوفود في قاعة نادي الشبيبة الخيرية.

ورحّب المطران رحال بالبطريرك يازجي، وقال «أيدينا ممدودة وقلوبنا مفتوحة للجميع، ونحن نعيش في المنطقة أخوة، وبعلبك هي قلب لبنان ونحن سياج الوطن».

وتحدّث خضر فقال «حضوركم يعطي الدفع المعنوي لجميع الشرائح الموجودة في هذه المنطقة، ونحن نتمسك بوجود كلّ شريحة من هذه الشرائح التي يتكوّن منها مجتمع بعلبك الهرمل، لأنه في حال فقدان أيّ شريحة منها نكون قد فقدنا أنفسنا ولا تعود المنطقة التي نعرفها».

وألقى عواضة كلمة رئيس بلدية بعلبك رحّب فيها بالبطريرك يازجي.

من جهته دعا صلح الجميع إلى «الوقوف إلى جانب المظلومين وأن نقف ضدّ الفساد والمفسدين وضدّ الهدر والسرقات»، مطالبا بإيجاد خطة إنمائية أمنية لبعلبك الهرمل.

وألقى اليحفوفي كلمة اعتبر فيها أنّ «بعلبك الهرمل تجسّد الوحدة الوطنية والعيش المشترك والتعايش، وهذا ما نعيشه واقعاً».

من جهته، أكد الشيخ بكر الرفاعي أننا في هذا الشرق الذي كان مهبط الديانات السماوية نعيش حالة سلام ووئام وما هذا اللقاء إلا تعبير عن ذلك». وردّ البطريرك يازجي قائلاً «بعلبك هي في قلب لبنان وفي قلوب سائر اللبنانيين وقلوبنا جميعاً، وقلعة بعلبك المجاورة تشهد على عمق التاريخ وعظمة المدينة. وهذه القلعة بأعمدتها الستّ وكأني أرى بها تلك الركائز التي نعيش بموجبها في عيش مشترك في هذه المنطقة في لبنان وسورية وفلسطين والعراق وفي سائر المنطقة».

وقال «بعلبك الهرمل هي منطقة المقاومة والثبات والصمود، ولا ننسى دم اولئك الأبطال على مذبح الوطن من أجل الحفاظ على لبنان، فلذلك أنتم سياج الوطن وقلب لبنان، ومن عنده الصمود والمقاومة هو الذي عنده المبادئ والقيم والأخلاق والأدب، والحفاظ والثبات على البلد والعائلة والعيش المشترك مع بعضنا البعض، وليس المصالح».

وتابع «كما نذكر الإمام السيد موسى الصدر نذكر المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المغيّبين، ونقول مهما قست الظروف والأيام نحن لا نخاف نحن أصحاب عزيمة ومبدأ وأصول والله فوق الجميع. وفي هذه اللحظات أصلي معكم من أجل عودة مطرانَيْ حلب ونناشد المجتمع الدولي الذي يتعاطى مع هذه القضية بصمت مطبق، ونسأل أين هي شرعة حقوق الإنسان عندما يكون عندنا مخطوفون؟».

وختم مؤكداً أنّ «هذه المنطقة تحتاج إلى خطة إنمائية ونأمل ان نكون يداً واحدة لكي تنمو هذه المنطقة وكي يكون فيها فرص عمل ليبقى الناس في أرضهم وقراهم».

وبعد تبادل الهدايا التذكارية، انتقل البطريرك يازجي إلى بلدة دير الأحمر، حيث أعدّ له استقبال عند مدخلها، واستقبله راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، النائب انطوان حبشي، رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر جان الفخري ورؤساء بلديات قرى المنطقة وفاعلياتها.

وزار يازجي كنيسة البلدة، واستقبل المهنئين في صالة مطرانية دير الأحمر، حيث رحب به رئيس البلدية لطيف القزح.

وتحدّث النائب حبشي، ثم المطران حنا رحمة الذي قال «لقد اعتادت هذه المنطقة أن تكون فخورة بغناها الطائفي والمذهبي والثقافي التعددي، وزيارتكم اليوم ترجمة طبيعية للوحدة التي إليها نسعى ونتوق، أن قدومكم الينا يملأنا فرحاً عظيماً، لأنكم تحملون الينا السلام…»

وألقى يازجي كلمة جاء فيها «كانت رغبتنا أن نكون معكم في هذه الأبرشية لمدة ثمانية أيام، وخصصنا على رأس البرنامج يوماً لبعلبك ومحطة أساسية لدير الأحمر، رغم أننا كروم أرثوذكس لا يوجد عندنا كنيسة هنا، ولكن المطران الصوري قال سنزور مطرانيتنا المارونية وكنيستنا المارونية في دير الأحمر ونشعر أننا في بيتنا».

أضاف «أحيي غبطة البطريرك الراعي ونحن معه على تواصل ولقاء دائم ومنذ حوالى الشهر كنا معاً في الديمان، وقد زارنا في دمشق، وزيارته إلى دمشق منذ ثلاث سنوات كانت زيارة تاريخية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى