الذكرى 36 لمجزرة صبرا وشاتيلا.. الجرح النازف

لا تزال مجزرة صبرا وشاتيلا جرحاً نازفاً في ذاكرة الفلسطينيين واللبنانيين والعرب حتى اليوم.

وبمناسبة الذكرى الـ36 للمجزرة التي حصلت في 16 أيلول/ سبتمبر عام 1982، قالت حركة حماس في بيان لها «تمرّ اليوم الذكرى الـ36 لمجزرة صبرا وشاتيلا، التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بأوامر السفَّاح آرييل شارون، بهدف تصفية القضية الفلسطينية، وردع الشعب الفلسطيني من خلال المجازر، ظنّاً منه أنه يمكنه إرهاب شعبنا، وكسر عزيمته، وإجباره على الاستسلام لإرادة المحتل الغاصب. لكن شارون بعد 23 عاماً أجبر على الاندحار عن غزة تحت ضربات المقاومة، بينما كان يقول مصير نتساريم مثل مصير تل أبيب، لكن إرادة المقاومة من أحفاد شهداء صبرا وشاتيلا شاءت غير ذلك بمشيئة الله، فأصبحت نتساريم أثراً بعد عين».

ورأت «حماس» أنَّ «مذبحة صبرا وشاتيلا ستبقى لعنة على جبين الصهاينة المجرمين، وعاراً يلاحق كل المتواطئين».

وأشارت إلى أن «جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، وسيبقى شعبنا متمسكاً بحقوقه ومستمراً في نضاله وجهاده يلاحق المجرمين الصهاينة في كل مكان حتى تأتي ساعة القصاص».

بدورها، أكدت حركة المجاهدين الفلسطينية في بيان لها الأحد أن «مسيرة الإرهاب الصهيونية مازالت متواصلة، وبالمقابل فإن مسيرة المقاومة وزمن الانتصارات بدآ بالتصاعد تباعاً».

عضو المكتب السياسي للحركة مؤمن عزيز قال إنه «لم يعد بقدرة العدو المجرم أن يهرب من جريمته دون حساب كالسابق، بل أصبح يفكر ويحسب ألف حساب لأي حماقة يرتكبها ضد شعبنا».

وأضاف عزيز «هذه الجريمة بحق شعبنا في مخيمات اللجوء هي وصمة عار تلاحق كل من سفك هذه الدماء البريئة وكل من سكت عن هذه الجرائم البشعة».

وأكد أن «مجزرة صبرا وشاتيلا ستبقى لعنة تطارد المجرمين الصهاينة وأذنابهم»، مشيراً إلى أن «هذه الدماء الممتدة من دير ياسين إلى شهداء مسيرات العودة اليوم ستكون مشعل الحرية وطريق الكرامة وانتزاع الحقوق».

عضو المكتب السياسي لحركة المجاهدين «دعا المجتمع الدولي الصامت على هذه المجازر لملاحقة مرتكبيها ومحاكمتهم أمام القضاء الدولي الذي يبدو عاجزاً أمام كل جرائم الاحتلال».

هذا وذبح أكثر من 3500 فلسطيني ولبناني بدم بارد في مخيمي اللاجئين الفلسطينيين المعروفين باسم صبرا وشاتيلا في لبنان على مدى ثلاثة أيام، حيث استمرت المجزرة التي نفّذها جنود الاحتلال الإسرائيلي بمعية مسلحين من ميليشيات الكتائب والقوات اللبنانية آنذاك بقيادة إيلي حبيقة، بالتعاون مع عناصر ما عرف بـ»جيش لبنان الجنوبي» بقيادة أنطوان لحد الذي أسسته وسلحته إسرائيل .

ووصفت «منظمة هيومن رايتس ووتش» ما جرى بـ «جريمة حرب»، إلا أن مرتكبيها لم يحاسبوا بالرغم من تحميل لجنة تحقيق إسرائيلية وزير الأمن الإسرائيلي أرييل شارون آنذاك المسؤولية المباشرة عنها وتوجيه اتهامات مباشرة وله ولمسؤولين آخرين، استقال بعدها شارون من منصبه تحت الضغط، إلا أنه عاد إلى السلطة لاحقاً كرئيس للحكومة الإسرائيلية ليرتكب مجدداً العديد من المجازر الأخرى بحق الفلسطينيين.

وفي السياق، أحيت مدينة صيدا في جنوب لبنان الذكرى الـ36 لانطلاقة «جبهة المقاومة الوطنية» في مهرجان أضيئت خلاله شعلة المقاومة والتحرير.

الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد أكد أن «خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لمواجهة العدوانية الصهيونية».

وشدد سعد على أن الشعب اللبناني بقواه الوطنية رفض واقع الاحتلال والاستسلام، وأطلق مقاومته التي حققت إنجازات عظيمة تجلت في تحرير معظم الأراضي اللبنانية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى