نصرالله: أميركا و«إسرائيل» العدو الحقيقي في المنطقة.. وسندرس إيجاد حل للاعتداءات على سورية

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن أميركا و»إسرائيل» هما العدو الحقيقي في المنطقة، كاشفاً عن أن الولايات المتحدة تدفع باتجاه توطين الفلسطينيين في لبنان. وأكد أن مصير لبنان يُصنّع في ميادين المنطقة. وشدّد على أن هدف الضربات «الإسرائيلية» على الأراضي السورية، هو سورية أما حجج العدو فهي كاذبة، مشيراً إلى «أن استمرار هذا الوضع لا يُطاق ويجب أن نجد له حلاً».

كلام السيد نصرالله جاء خلال مجلس عاشورائي في باحة عاشوراء بالضاحية الجنوبية، وحضره حشد سياسي وشعبي.

استهلّ السيد نصرالله كلمته التي ألقاها عبر الشاشة، بتوجيه الشكر إلى «الجيش اللبناني والقوى الأمنية قيادة وضباطاً وجنوداً، وكل مَن ساهم في تأمين هذا الجو الأمني»، منوّهاً بـ «التنسيق بين حزب الله وأمل لإحياء هذه المناسبة».

وتقدّم بالاعتذار من الذين أزعجهم بعض الإجراءات الأمنية ، وقال لم يكن لهذه الإجراءات أي خلفيات، إلا تأمين الأمن من أي تهديد .

أميركا رعت حروب المنطقة

وتحدّث عن «ليلة العاشر من محرم»، ثم انتقل إلى الوضع السياسي، قائلاً «أنا أريد أن أخاطب اللبنانيين ممن نختلف معهم وممن نتفق معهم، عندما نقول أميركا حليف وصديق للبنان ولشعوب المنطقة، أي أنّها معك وتقف إلى جانبك ولا تطعنك في ظهرك ولا تجرّك إلى الهاوية، فهل أميركا صديق للشعب الفلسطيني وهي التي تحاربه وتحول دون أن يحصل هذا الشعب على دولة بالحدّ الأدنى؟ هل من مصلحة الشعب الفلسطيني أن يعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لفلسطين؟ هل هو صديق الذي جاء بالجماعات التفكيرية وقام بدعمها؟»، مشيراً إلى «أن أخطر مرحلة مرت على المنطقة هي مرحلة الجماعات التكفيرية المدعومة من الولايات المتحدة ، التي جاءت بداعش وكل حلفاء أميركا دعموا داعش، بهدف إسقاط الوضع القائم في العراق ولإيجاد الحجة لعودة قواتها إلى العراق».

وقال السيد نصر الله «أميركا دعمت الحروب في المنطقة ورعتها كما حصل في العراق وسورية واليمن، فمَن الذي بدأ الحرب في اليمن؟ السعودية هي مَن بدأت الحرب في اليمن برعاية ودعم وتأييد ومساعدة أميركية حتى هذه اللحظة». ولفت إلى أن جامعة الدول العربية لديها بند ثابت يدين تدخل إيران في الشؤون الداخلية، سائلاً «هل يجرؤ أحد أن يدين التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية للدول العربية؟».

وأضاف «قبل أسابيع كان هناك تدخل أميركي سافر في الشؤون السياسية العراقية، واستطاع العراقيون بفضل مرجعيتهم الدينية العظيمة، أن يتجاوزوا المؤامرة الأميركية السعودية. فهذه هي أميركا وسياستها، تلاحق وتفرض عقوبات أين وجدت المقاومة، وتضعها على لوائح الإرهاب، هذه أدلتنا لنقول إن أميركا عدو، والولايات المتحدة تضع باب الرضى عن أي حكم في إسرائيل»، وسأل «من الذي يدفع إلى التوطين؟، أميركا هي التي تدفع خدمة لـ»إسرائيل»، فيما لبنان كله يُجمع على رفض التوطين وكذلك اللاجئون الفلسطينيون. فالمشكلة الحقيقية في المنطقة والعدو الحقيقي هو أميركا و»إسرائيل»، ومن لديه منطق آخر فليتفضّل».

وأشار إلى «أن من القضايا الأساسية التي هي موضع نقاش في لبنان، هي أن لبنان يجب ألاّ يتدخّل في ما يجري في المنطقة. وهذه الفكرة نجد لها تعابير مثل النأي بالنفس والحياد الإيجابي»، سائلاً «هل الطريقة التي تعالج بها الإدارة الأميركية القضية الفلسطينية ليس لها تأثير على لبنان؟ التأثير الأول هو التوطين، هل يمكن أن يقول اللبناني أن لا علاقة لي بهذه المسألة؟». وطرح سؤالاً تمنى الإجابة عليه من قبل أصدقاء أميركا «لو سيطر داعش والقاعدة على سورية ما هو مصير لبنان والأردن والعراق ودول الخليج؟ يجب أن نقنع داعش بأن ما يجري هو شأن سوري، ولا يكفي أن نقول نحن أنه شأن سوري، فنحن نختلف في لبنان ونخترع النأي بالنفس».

وقال «نحن مع أن تنأى الدولة اللبنانية بنفسها لأن هناك خلافاً عمودياً حول قضايا المنطقة، أما القوى السياسية فمن الذي ينأى بنفسه؟ نحن بارزون لأن لدينا عسكراً ونختلف عن غيرنا فقط بالإمكانات، أما هم فيتدخلون حتى اليوم في ما يحصل في سورية»، ودعا إلى «عدم النأي بالنفس لأن ما يجري في المنطقة يرسم مصير المنطقة ولبنان، هذه هي مقاربتنا. وهي ليست موضوعاً للخجل بالنسبة لنا».

وفي موضوع إدلب، أكد السيد نصرالله «أن ما تم التوصل إليه أمر جيد ومعقول ومرهون بالنتائج، حيث يجب أن نرى الإجراءات، ونحن دائماً، منذ 7 سنوات، كنا نقول إنه حيث هناك إمكانية مصالحة أو تسوية، فلتكن مصالحة أو تسوية، وما جرى بالنسبة إلى شرق الفرات، حيث تسيطر «قوات سورية الديمقراطية»، فالأمر مرهون بالقرار الأميركي، والأميركي كل يوم له قرار». وجدّد الدعوة إلى الأكراد بعدم الرهان على الأميركيين، موضحاً أن مصلحتهم هي بالدولة السورية.

خطر «داعش» قارب الانتهاء

وأعلن أن «خطر داعش العسكري قارب الانتهاء في سورية والعراق»، محيّداً «لبنان في هذا المجال، وذلك بفضل الوعي الأمني»، واصفاً ذلك بـ «التراجع الكبير لداعش في لبنان». وكشف أن أميركا تعمل على نقل داعش بالطوافات إلى افغانستان ومصر والجزائر وليبيا واليمن .

وشدّد على أنه بناء على تسوية ادلب، نستطيع أن نفترض جميعاً أن سورية تذهب إلى هدوء كبير، أما نحن فباقون هناك حتى بعد التسوية في إدلب ووجودنا مرتبط بالحاجة وبموافقة القيادة السورية .

ورأى أن العدوان الإسرائيلي متواصل على سورية وبحجج متنوّعة ، كاشفاً عن أن الإسرائيلي يقول إن في اللاذقية هذا المصنع كان بصدد تسليم سلاح إلى حزب الله. وهذا كذب. والعديد من الاعتداءات الإسرائيلية تعمل على منع سورية من امتلاك قدرات صاروخية وليس صحيحاً أن القصف في سورية هدفه منع نقل أسلحة إلى حزب الله في لبنان. فهي تستخدم إيران وحزب الله شمّاعة والهدف الحقيقي من الضربات الإسرائيلية هو سورية، ومحور المقاومة معني جدياً بأن يدرس أن استمرار هذا الوضع لا يُطاق ويجب أن نجد له حلاً .

ولفت السيد نصر الله إلى أن هناك مسؤولية لبنانية في موضوع النازحين، وقال بعد التجربة التي خاضها حزب الله وسبقه اليها الأمن العام اللبناني، كل يوم يثبت أن هناك جهات دولية تشجع السوريين على عدم العودة إلى سورية وهناك جهات محلية أيضاً تشجعهم على ذلك .

لمعالجة أي مسألة لبنانية بالحوار

واكّد أن «بالرغم من حديث الجميع عن خطورة الوضعين الاقتصادي والمالي وتراكم الملفات من الصحة والنفايات والكهرباء التي تحتاج إلى حكومة فعلية يستمر التعطيل والجمود، فيما الكل يتحدث عن أهمية الحكومة»، مجدداً الدعوة «إلى الهدوء وضبط الأعصاب ومعالجة أي مسألة بالتواصل والحوار والحكمة»، كما جدّد تأكيد التزام حزب الله بكل ما ورد في برنامجه الانتخابي لا سيما على مستوى مكافحة الفساد، معلناً تأييد التشريع ولا سيما في الملفات الملحة.

محورنا سينتصر

وقال «على مستوى حزب الله، نقول دائماً إن محورنا ينتصر، البعض يعترف بهذا الانتصار، والبعض الآخر مهما كان واضحاً هذا الانتصار لن يعترف به ولن يسلم بهذا النصر»، مؤكّداً أننا «في حزب الله نعيش مرحلة ضغوط وسنعيش هذه المرحلة مستقبلاً. فالتهديدات دائمة بالحرب، وإن كان هذا أقرب إلى التهديد النفسي من التهديد الفعلي، والتهديد الأمني دائم ويتمّ تحملينا الكثير من المسؤوليات التي لا علاقة لنا بها، وفي الموضوع النفسي يجب أن نواجه وعلينا أن تكون ثقتنا بأنفسنا ومسيرتنا ومقاومتنا».

ودعا المسؤولين «بكل شفافية، خصوصاً في هذه المرحلة إلى الانتباه لكل كلمة وكل تصرّف، فهناك جو في البلد، بل في كل منطقة يريد أن يأخذ مجتمعنا إلى التشدّد والتفتت، نحن في مرحلة حساسة يجب ألاّ نغرق فيها في المشاكل وعلينا التركيز على الانتصارات. نحن المقاومة الإسلامية في لبنان من صناع الانتصارات في المنطقة، لكن هناك من لا يعرف النعمة ولا يشكر النعمة، وكل هذه الحرب النفسية هدفها المس بمعنوياتنا ومسيرتنا وروحنا». ولفت «إلى أن في بعض الأحيان تكون الخبرية إشاعة وكذباً فيقوم البعض من جماعتنا بالترويج لها من دون التحقق من صحتها».

وختم قائلاً «إنهم يريدون المسّ بهذه الروحية وهذه المسؤولية. وأنا أقول لهم إنكم في هذه الحرب ستفشلون».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى