نصرالله في ختام مسيرة حاشدة بالضاحية الجنوبية: إذا فرضت «إسرائيل» حرباً على لبنان فستواجه مصيراً لا تتوقعه

أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «أن المقاومة باتت تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانات التسليحية، ما إذا فرضت إسرائيل حرباً على لبنان، فستواجه مصيراً وواقعاً لم تتوقعه في يوم من الأيام»، مؤكداً «أننا بحق في موقع القوة وفي موقع الانتصار وفي موقع الردع».

وفي الشأن اللبناني الداخلي دعا السيد نصرالله إلى «الهدوء والحوار والتواصل وتشكيل الحكومة وتحمّل المسؤوليات في مواجهة الملفات».

كلام السيد نصرالله جاء في ختام مسيرة حاشدة بالضاحية الجنوبية لبيروت، أول من أمس لمناسبة العاشر من محرّم.

الالتزام بقضية فسلطين

وجدّد السيد نصرالله في كلمته التي ألقاها عبر الشاشة، «التزامنا الإيماني والعقائدي والجهادي بقضية فلسطين والقدس ووقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني ، للحصول على حقوقه المشروعة في مواجهة صفقة القرن»، وحيّا مسيرات العودة في غزة والالتزام لدى الفلسطينيين برفض الاستسلام والخضوع.

مجزرة يومية في اليمن

كما أكد الوقوف «الى جانب الشعب اليمني المعذب، المقاوم والمجاهد والذي يعيش منذ قرابة 4 سنوات، كل يوم، كربلاء متواصلة»، وقال «كربلاء العصر تجري في اليمن، لأنك في معركة اليمن عند هذا الشعب المظلوم ستجد حصار كربلاء وعطش كربلاء وتخلي الأمة عن كربلاء. المشهد الآخر من كربلاء مشهد الصلابة والشهامة والشجاعة والصبر والثبات». ورأى أن «من أوجب الواجبات على الشعوب العربية والإسلامية وعلى كل عربي ومسلم وعلى كل إنسان شريف وحر أن يخرج عن صمته ازاء المجزرة اليومية التي تنفذها قوى العدوان الأميركي السعودي على الشعب اليمني، يجب أن يتحرّك كل الإعلام وهذه مسؤولية إنسانية وأخلاقية ودينية. هذا السكوت والصمت يشجّع المجرمين على مواصلة مجازرهم وتوحشهم بحق الأطفال والنساء والبشر والحجر في اليمن المظلوم».

كذاك جدّد الوقوف «إلى جانب شعب البحرين المسالم الذي تحمّل بصبره وسلميته، كل الطعن والظلم والخناجر من السلطة ودول الجوار، حيث يقبع الآلاف من علمائه وشبابه في السجون»، مشيراً إلى أن هذا الشعب يواجه «مظلومية كبيرة وسنبقى إلى جانبه في خياراته وسعيه الى الحرية والكرامة والسيادة وبقاء البحرين لشعب البحرين، وهي التي يتمّ تغيير هويتها من خلال تجنيس مَن لا ينتمي إلى حاضرها وتاريخها».

الوقوف مع إيران واجب

وشدّد على أن «من واجبنا أن نقف إلى جانب إيران ، التي ستدخل الى استحقاق بدء تنفيذ العقوبات الأميركية، مؤكداً «أن الإدارة الأميركية تعمل على مدى الساعة لتحاصر إيران وتمنع دول العالم من شراء النفط الإيراني. وكلنا يعرف أن إيران تعاقَب من قبل أميركا لسبب واضح جداً، هو أنها أولاً، تلتزم وتحرص ومتمسكة بدينها وبإسلامها وبجمهوريتها واستقلالها وسيادتها وحريتها، لأن إيران قائداً وحكومة وبرلماناً وشعباً، ترفض أن تصبح عبداً عند السيد الأميركي وترفض أن يصادر أحد قرارها أو ينهب ثروتها وأموالها كما يحصل مع دول أخرى».

أضاف «إيران تريد أن تكون دولة مستقلة وسيدة وحرة، وتريد المساعدة في إسقاط مشاريع الاحتلال فتُعاقب». وتابع «يجب أن نستحضر فضلها ووقوفها الى جانب الفلسطينيين واللبنانيين»، لافتاً إلى ان «إيران كانت أول من لبّى نداء الشعب العراقي عندما جاء «داعش»، إيران وقفت الى جانب سورية عندما شُنت الحرب الكونية عليها، إيران ملتزمة بقضايا المظلومين والمستضعفين، علينا أن نقف الى جانبها سياسياً وشعبياً ومعنوياً في مواجهة الحصار والعقوبات والضغط».

وبما خص الملف اللبناني، دعا السيد نصرالله الى «الهدوء والحوار والتواصل و تشكيل الحكومة وتحمل المسؤوليات في مواجهة الملفات».

للحذر من «إسرائيل»

وفي الموضوع الإسرائيلي، قال «يجب أن نبقى دائماً في دائرة الحذر. الإسرائيليون قلقون وغاضبون لأن مشروعهم في المنطقة سقط، الإسرائيليون علقوا آمالاً كبيرة على ما كان يجري في سورية وعلى ما كان يجري في العراق، علقوا آمالاً كبيرة في السابق على ما كان يجري في لبنان، ولكن كل هذه الأوهام ذهبت أدراج الرياح».

وأضاف «الإسرائيليون يعرفون أن محور المقاومة عائد أقوى من أي زمن مضى، الإسرائيليون يعرفون أن هناك دولاً جديدة أصبحت جزءاً من محور المقاومة، وأن شعوباً كانت خارج دائرة الصراع مع العدو الإسرائيلي أصبحت اليوم داخل دائرة الصراع وبقوة وبفعالية وبانسجام».

وأكد «أن الإسرائيلي يتهيّب أي معركة في المنطقة وأي معركة خصوصاً مع لبنان، وهو يعلم أن أي معركة أو حرب قد يشنّها قد تكون لها تداعيات كبيرة جداً في المنطقة، هو يدرك جيداً أنه باتت نقاط ضعفه مكشوفة ويعرف جيداً أيضاً نقاط القوة التي نمتلكها».

وتابع «قبل أيام قليلة قال وزير الحرب الإسرائيلي بمناسبة حرب 73، يجب أن نفهم أن في الشرق الأوسط حصل تغييران استراتيجيان حقيقيان:

الأول، أعداؤنا، يعني نحن وحلفاؤنا، أعداؤنا امتلكوا صواريخ دقيقة. طبعاً هذه الصواريخ هو ما زال ليس لديه حل لها، وهذا سيؤخر الحرب ويؤجل الحرب بحسب المنطق.

والأمر الثاني، هو أن الجبهة الداخلية في الكيان، تحوّلت إلى الجبهة الأساس في الحرب المقبلة، فإذا ما حارب الجنود في حرب 73 على الجبهة وهنا في تل أبيب جلس الناس مع القهوة والصحيفة، يعني في حرب 73 كان القتال على الجبهة، على الحدود، أما الناس في تل أبيب فجالسون يرتشفون القهوة ويقرأون الصحف. يقول لهم الآن كل شيء تغير، هذه الآن جميلة جداً، الآن كل شيء تغيّر، نعم، الآن كل شيء تغير، هذا ما يجب أن ندركه نحن أيضاً كما يدركه العدو، العدو يعرف أن هناك متغيرات كبرى حصلت في هذه المنطقة ما كان يتوقعها وما كان يأمل أن تصل الأمور إليها».

وتابع السيد نصرالله «في موضوع الصواريخ الدقيقة ومحاولاته في سورية قطع الطريق على هذه القدرة وعلى هذه الإمكانية، أودّ أن أقول له اليوم وهو يعرف ولكن أقول هذا بالإعلام ليعرفه شعبه فيحذر ويعرفه شعبنا فيثق، أقول له مهما فعلت في قطع الطريق لقد انتهى الأمر وتمّ الأمر وأنجز الأمر، وباتت المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانيات التسليحية ما إذا فرضت إسرائيل على لبنان حرباً فستواجه مصيراً وواقعاً لم تتوقعه في يوم من الأيام».

وأردف «أنا عندما خطبت في مدينة الهرمل في ذكرى التحرير الثاني تحدثت عن الواقع المعنوي والروحي والنفسي للجيش الإسرائيلي، تقريباً لم يبق في الكيان أحد إلا وردّ علي، رئيس الكيان، رئيس الحكومة، وزير الحرب، وزراء آخرون، نواب، صحافيون، كلهم ردوا، بالاسم وبغير الاسم، لكن كان واضحاً أنهم يردون علي، لأنه أنا كنت أضيء على حقيقة مؤلمة بالنسبة إليهم وبالنسبة إلى شعبهم وبالنسبة الى مستقبلهم. وهم يعرفون أن التكنولوجيا وحدها لا تستطيع أن تحسم معركة بعد الآن، وأن العنصر البشري هو عنصر حاسم في المعركة، وهذا ما أثبتته التجارب عام 2000 و2006 ومجريات السنوات القليلة الماضية. شاهدوا هزال الإسرائيليين، بماذا خرجوا يردّون علي؟ خرجوا مثلاً يقولون، شاهدوا نقاط ضعفهم، أنه عندما يهدد لبنان ماذا يقول؟ من قبل، قبل الـ 82 كان يهدّد باجتياح بيروت، أتسمعون الآن شيئاً اسمه اجتياح بيروت!؟ أتسمعون!؟ من 2000 إلى اليوم، يا أخي من 2006 إلى اليوم، هل هناك يوم قال الإسرائيلي نحن سنجتاح لبنان ونصل إلى بيروت!؟ هذه انتهت، لماذا؟ لأن اجتياح لبنان والوصول إلى بيروت يحتاج إلى قوات برية، هذا لا يعمله سلاح الجو ولا تعمله الصواريخ ولا تعمله البوارج، هذا الجيش الذي يجتاح لبنان ليصل إلى بيروت لم يعد موجوداً، وفي لبنان أصبح موجوداً شيء آخر، ولذلك كل الرد علينا ماذا؟ سندمر لبنان، سنمسح لبنان، يعني هو يستقوي بالنار ولا يجرؤ أن يستقوي بالعنصر البشري. هذه «إسرائيل» التي تدّعي أنها قوية كيف ردّت علي أنا؟ قامت تشتمني، فقط، هذا دليل ضعف، أو قامت تسخر مني، ولذلك العجيب أن هذا الوصف كلهم استخدموه تقريباً، أن فلاناً يخطب ويهددنا من ملجئه، جيد من ملجئه، وجودي أولاً في الملجأ أو في غير الملجأ – طبعاً أنا غير موجود في ملجأ – لكن وجودي في مكان ما، والله سبحانه وتعالى حتى الآن مد في عمر هذا العبد الفقير وفي أجَل هذا العبد الفقير الذي تسعون في الليل وفي النهار لقتله، هو دليل على فشلكم وهو دليل على عجزكم. وليس المهم أن أخطب من الملجأ أو ليس من الملجأ، المهم ما هو خارج الخطاب عندنا، وأنتم تعرفون أن ما أعدّه حزب الله من قوى ومن عتاد ومن إمكانات ومن صواريخ ومن أعداد هائلة من المقاتلين، المقاتلين المؤمنين أصحاب العزم، أصحاب الكفاءة، والذي تحدّث عنها على كل في بعض جوانبها كتاب «الخوف» المنتشر الآن في أميركا، أنتم تعرفون جيداً أنها ليست مسألة أن فلاناً من حزب الله موجود في المخبأ، المسألة أكبر من هذا بكثير. اللجوء إلى هذا التوصيف برأيي هو دليل هزالة المنطق الإسرائيلي وضعف الإعلام الإسرائيلي وهوان الحجة الإسرائيلية».

وقال «نحن اليوم وصلنا إلى هذه النقطة الفعلية، النقطة المهمة والحساسة جداً، وأننا بحق في موقع القوة وفي موقع الانتصار وفي موقع الردع».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى