نصرالله يدبّ الذعر في تل أبيب: الأمر تمّ وانتهى… وعون إلى نيويورك بري يبدأ تشريع الضرورة بإجماع نيابي… وإبراهيم لتهدئة التيار والاشتراكي

كتب المحرّر السياسيّ

من المنتظر أن يعقد وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران اجتماعاً تشاورياً على هامش مشاركتهم في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على ضوء ما صرّح به المسؤولون الأتراك عن صعوبة قيامهم وحدهم بأعباء تطبيق تفاهمات إدلب، وما نقلته وسائل الإعلام الروسية عن عمليات جراحية سينفّذها الطيران الروسي في مناطق تمركز الجماعات المتطرفة بطلب تركي، فيما تبدو التسوية التي توافقت عليها تركيا وروسيا بمباركة سورية وإيرانية من جهة وأميركية من جهة مقابلة، سياقاً مفتوحاً على الخيار العسكري، كما تؤكد الأوساط التركية المقرّبة من الرئيس رجب أردوغان وتبدو بالمقابل «إسرائيل» في ضفة الوضع الصعب والحرج، خصوصاً بعد تداعيات سقوط الطائرة الروسية قبالة الساحل السوري وتحميل موسكو «إسرائيل» مسؤولية إسقاطها، بعدما رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبال الوفد العسكري الإسرائيلي، الذي طلب مقابلته تحت عنوان التعزية، وهو يزور موسكو لتقديم إيضاحات حول ملابسات سقوط الطائرة، بينما رد الكرملين على إدعاءات إسرائيلية بعتب روسي على سورية في ضوء سقوط الطائرة، وتحدّثت الصحافة الأميركية عن مرحلة جديدة من القيود تنتظر «إسرائيل»، حيث توقعت صحيفة «كلتشر استراتيجي» المتخصصة بالشؤون العسكرية والاستراتيجية أن تغلق موسكو الأجواء السورية بوجه «إسرائيل» عبر نشر شبكات صواريخ أس 300 فوق الأراضي السورية أو ترك الجيش السوري يقوم بذلك.

بالتوازي كانت كلمات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تطوي إسرائيلياً سنوات الحرب السورية، التي جعلت حكومة بنيامين نتنياهو عنوان التدخل الإسرائيلي فيها منع وصول سلاح نوعي إلى يد حزب الله، معلناً أن الأمر تمّ وانتهى، فالسلاح الذي تخشون وصوله للمقاومة قد وصل بما يكفي كماً ونوعاً لجعل «إسرائيل» لا تفكر بالحرب.

ردود الأفعال داخل كيان الاحتلال أجمعت على الذعر الذي تثيره كلمات السيد نصرالله، التي لا يمكن تجاهلها، ولا مقابلتها بالتشكيك، أو الادعاءات الفارغة، فهي تفتتح مرحلة وتنهي مرحلة، على إسرائيل التصرّف بوحيها، فالامينُ العامُّ لحزبِ الله لا يَكذِب، كان ردُّ الخبراءِ الصهاينةِ والمحللين على رئيسِ وُزرائِهِم بنيامين نتنياهو، وكلُ الغاراتِ الإسرائيليةِ على سورية لم تَمنَعِ الحزبَ من تحقيقِ هدفهِ بالحصولِ على السلاح المنشود، اِنَهٌ فشلٌ استراتيجيٌ قالَ النائبُ السابقُ لرئيسِ مجلسِ الأمنِ القومي الصِهيوني «عيرن عتسيون».

لبنانياً، إجازة طويلة للملف الحكومي ومثله المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتوزع الداخل اللبناني بين محاور ثلاثة، ما ستشهده نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة من لقاءات يجريها الوفد اللبناني الذي يرأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وستكون محاورها قضيتا عودة النازحين السوريين، ومواجهة مساعي واشنطن لتوطين اللاجئين الفلسطينيين من بوابة قطع التمويل عن وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الأونروا ، وبالتوازي جلسات تشريع الضرورة التي سيعقدها مجلس النواب بعدما نجح رئيسه نبيه بري بتحقيق إجماع نيابي حولها، والمحور الثالث هو مساعي التهدئة التي يقودها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في فترة الجمود السياسي منعاً لخروج السجالات عن السيطرة، وكان أبرزها مسرح العلاقات بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي.

دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى البقاء في دائرة الحذر من أي عدوان إسرائيلي على لبنان، وقال: «الإسرائيليون غاضبون، لأن مشروعهم في المنطقة سقط، وعلقوا آمالاً كبيرة على ما يجري في سورية والعراق، لكن يعرفون أن محور المقاومة عائد أقوى مما مضى، وأن دولاً جديدة أصبحت جزءاً من محور المقاومة، وشعوباً أصبحت داخل دائرة الصراع مع العدو. فهذا العدو لا يجوز أن يطمئن له أحد. هو يتهيّب أي معركة في المنطقة، خصوصاً مع لبنان ويعلم أن أي حرب ستكون لها تداعيات كبيرة، ويدرك أن نقاط ضعفه مكشوفة، وهو يعرف نقاط قوتنا».

وشدّد السيد نصرالله خلال كلمته في ختام المسيرة العاشورائية الحاشدة التي نظمها حزب الله في الضاحية الجنوبية بمناسبة العاشر من محرم على أن «المقاومة باتت تملك من الصواريخ الدقيقة وغيرها إذا ما فرضت إسرائيل حرباً على لبنان فستواجه مصيراً وواقعاً لم تتوقعه في يوم من الأيام»، وأضاف: «يقولون إنني أخطب من الملجأ، أنا موجود في مكان ما وطبعاً ليس ملجأ والله مد في عمري، الذي تسعون في الليل والنهار لقتله، وهذا دليل على فشلكم، وليس مهماً أن أخطب من الملجأ أو غيره، بل المهم هو الخطاب والمهم هو ما أعدّه حزب الله من قوى وعتاد وصواريخ ومقاتلين مؤمنين أصحاب العزم والكفاءة».

وجدّد السيد نصرالله التزام الحزب «الإيماني والعقائدي والجهادي بقضية فلسطين والقدس ووقوفنا إلى الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة في مواجهة صفقة القرن، ونحيّي مسيرات العودة في غزة والالتزام لدى الفلسطينيين برفض الاستسلام والخضوع».

كما شدّد الأمين العام لحزب الله على أن «من واجبنا أن نقف الى جانب إيران ، التي ستدخل الى استحقاق خطير. وهو بدء تنفيذ العقوبات الأميركية التي تعمل على مدى الساعة لتحاصر إيران وتمنع دول العالم من شراء النفط الإيراني، وكلنا يعرف أن إيران تعاقب من قبل أميركا بسبب واضح جداً، وهو لأنها متمسكة بدينها وبإسلامها وبجمهوريتها واستقلالها وسيادتها وحريتها، ولأن إيران قائداً وحكومة وبرلماناً وشعباً ترفض أن تصبح عبداً عند السيد الأميركي وترفض أن يصادر أحد قرارها أو ينهب ثروتها وأموالها كما يحصل مع دول أخرى»، مضيفاً: «إيران تعاقَب، لأنها تريد أن تكون دولة مستقلة وسيدة وحرة، وتريد المساعدة في إسقاط مشاريع الاحتلال الإسرائيلي ويجب أن نستحضر فضلها ووقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني واللبناني». كما لفت إلى أن «إيران كانت أول من لبّى نداء الشعب العراقي عندما جاء داعش، كما وقفت الى جانب سورية عندما شنت الحرب الكونية عليها، فإيران ملتزمة بقضايا المظلومين والمستضعفين، وعلينا أن نقف الى جانبها سياسياً وشعبياً ومعنوياً في مواجهة الحصار والعقوبات والضغط».

وفي الشأن المحلي دعا السيد نصرالله الى «الهدوء والحوار والتواصل و تشكيل الحكومة وتحمل المسؤوليات في مواجهة الملفات».

إبراهيم على خط التهدئة بين «التيار» – «الاشتراكي»

وإذ لم يُسجِّل ملف تشكيل الحكومة أي جديد بانتظار عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يغادر مساء غدٍ الى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان لافتاً الدور الذي قام به المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على خط التهدئة وتبريد الأجواء على جبهة التيار الوطني الحر الحزب التقدمي الاشتراكي، وبحسب معلومات «البناء» فإن «اللواء إبراهيم تواصل خلال الأيام القليلة الماضية مع الرئيس ميشال عون ومع رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط لتجنيب الجبل التوترـ لا سيما أن بعض التصريحات وما صدر على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الفريقين بدأ يخرج عن المألوف ويأخذ منحى مرحلة ما قبل مصالحة الجبل ما ينذر بتداعيات خطيرة على الأرض». ولفتت المعلومات الى أن «اللواء إبراهيم كان على تنسيق تامّ مع ثنائي أمل وحزب الله اللذين فوّضا إبراهيم أيضاً للعب دور على هذا الصعيد». كما تحدثت مصادر «البناء» أيضاً عن «دور لقائد الجيش العماد جوزيف عون. وعلى هذا الاساس التقى ابراهيم كلاً من نائب رئيس التيار للشؤون الإدارية رومل صابر والمسؤول في الحزب الاشتراكي هشام ناصر الدين للبحث من أجل تفعيل لجنة التواصل بين التيار والاشتراكي لقطع دابر أي فتنة طائفية تهدد أمن الجبل».

وكان جنبلاط قد أعلن عن تأليف لجنة تواصل بين التيار والاشتراكي يرأسها إبراهيم وتضمّ عن الطرفين رومل صابر وناصر الدين وعدداً من كوادر الحزبين في منطقة الشوف – عاليه.

وأمس زار رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي رئيس مجلس النواب نبيه بري وتم عرض للأوضاع الراهنة والوضع الحكومي. واكتفى جنبلاط بعد اللقاء بالقول «لا جديد حكومياً، وإذا استجدّ شيء نعلمكم».

المستقبل يشارك في الجلسات التشريعية

وعشية انعقاد الجلسة التشريعية يومي الاثنين والثلثاء المقبلين، حسم تيار المستقبل موقفه إزاء مشاركته في هذه الجلسات، فأوضح في بيان أن «الكلام المنسوب إليه عن أن التشريع في غياب الحكومة بداية انقلاب على اتّفاق الطائف لم يصدر عنه، وبأن كتلة نواب المستقبل ستشارك في جلسات تشريع الضرورة المقررة يومي الاثنين والثلثاء المقبلين عملاً بما تقتضيه المصلحة العامة».

ولفتت مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير لـ»البناء» أن مختلف الكتل النيابية ستشارك في الجلسات التشريعية ولم يبلغنا أحد الأطراف مقاطعته لها، موضحة أن «المجلس النيابي لا يُصادر ولا يُغيّب دور الحكومة بل يتكامل معها ويمهّد لها الطريق لتنطلق في عملها فور تشكيلها». وأشارت الى أن «جدول أعمال الجلسة بات جاهزاً ويتضمن بنوداً تقع في إطار تشريع الضرورة وتلبية لحاجات الدولة والمواطنين لا سيما مواكبة متطلبات مؤتمر سيدر، فالجدول يتضمن مشاريع تتعلق بالإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة واقتراحَي حماية كاشفي الفساد ومكافحة الفساد في عقود النفط والغاز ومطالب الأساتذة والأسلاك العسكرية الى جانب معضلة الإسكان».

لجنة العودة

على صعيد آخر، وجهت وزارة الخارجية والمغتربين كتاباً الى سفارة روسيا في لبنان حمل الرقم 4093/5 وتضمن أسماء أعضاء اللجنة اللبنانية الذين سيشاركون في عمل اللجنة اللبنانية – الروسية المشتركة لمتابعة إجراءات عودة النازحين السوريين. والأعضاء هم: جورج شعبان عن رئاسة الحكومة، أمل أبو زيد عن وزارة الخارجية والمغتربين، اللواء عباس إبراهيم عن الأمن العام اللبناني والعميد سهيل خوري عن الجيش اللبناني.

على صعيد المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، لم يُقدّم فريق الإدعاء أدلة وقرائن جديدة يُعتد بها لإدانة المتهمين بالاغتيال كما لم يُحقق إعادة احياء هذه المحكمة أهداف بعض من في الداخل والخارج الذين أرادوا لهذه المحكمة أن تُعيد مشهد التوتر المذهبي الى الساحة الداخلية ومزيد من الضغط والحصار على حزب الله، لكن النتيجة جاءت معكوسة وانقلب السحر على الساحر، فقد عرّى فريق الدفاع ما تبقى من ثقة وعدالة لهذه المحكمة ودحض كل أدلة فريق الادعاء التقنية والسياسية، كما أن موقف الرئيس سعد الحريري التهدوي والعقلاني أيضاً خيّب آمال المراهنين على نتائج هذه المحكمة في الداخل.

وأعلنت المحكمة في بيان، انتهاء تقديم المرافعات الختامية بعد 9 أيام من الجلسات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى