36 سنة على عملية الويمبي النوعية ومنفذها البطل القومي خالد علوان:

ستة وثلاثون شمعة يصل وهج شعلتها إلى السماء، هناك عند زاوية شارع الحمراء الذي لا يفارقه ضجيج ستة وثلاثون شمعة يصل وهج شعلتها إلى السماء، هناك عند زاوية شارع الحمراء الذي لا يفارقه ضجيج الحياة مهما تبدّل الزمن، نرفع رأسنا عالياً لنقرأ اسم «خالد علوان» المناضل والمقاوم الذي لم يحتمل رؤية العدو في قلب بيروت يحاول أن يستبيح مقعداً في أحد مقاهيها، فكانت الطلقة الأولى التي أشعلت فتيل التصدي، وبعدها خرج «الجيش الذي لا يُقهر» وهو يردّد على مكبّرات الصوت «يا أهالي بيروت لا تطلقوا النار، نحن راحلون».

بيروت التي حاول البعض نزع هويتها لم تزل تحفظ في ذاكرة الأرصفة والشارع الذي لا ينطفئ بريقه صدى الطلقات التي حفرت عميقاً في التاريخ القومي نهجاً للحياة، الحياة على قاعدة الكرامة ومفهوم الصمود والتأكيد أنّ العدو لا يفهم إلا لغة القوة التي أسّس ثوابتها الشهيد خالد علوان بالرصاص كاسراً حاجز الخوف الهش ومؤكداً أنّ المقاومة هي الخيار الوحيد والفعل الراسخ في قلوب كلّ الأحرار.

مهما تبدّلت المعالم يبقى مقهى «الويمبي» حاضراً في وجدان كلّ من عاصر تلك المرحلة ومن المُحال إلغاؤه ولو ضمن الإطار المعنوي، ولأنّ رمزية هذا المعلم ضرورة يتحتم على كلّ المعنيين كتابة التاريخ الحديث بحروف من تبر دون وجل ومواجهة كلّ محاولات التشويه الممنهج لإنجازات المقاومة من خلال صون الوعي لدى الاجيال القادمة وصولاً إلى التحرير الكامل لبلادنا.

في الذكرى السادسة والثلاثين لعملية «الويمبي» البطولية ومنفذها البطل القومي خالد علوان أجرى الموقع الرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي ssnp.online وجريدة «البناء» مقابلات مع عدد من النواب والقيادات الحزبية والشخصيات الوطنية حول عملية الويمبي التي شكلت فاتحة تحرير بيروت… ولبنان.

وفي ما يلي النصوص:

إعداد: عبير حمدان ـ سماهر الخطيب 

الفرزلي

أكد نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي أن ما قام به الشهيد خالد علوان هو إعادة إنتاج الوعي المقاوم، وقال: “إنّ هدف العدو من خلال احتلال العواصم العربية هو تعميم ثقافة سقوط هذه العواصم، حيث ظنّ أنّ بيروت قد سقطت، وبالتالي سعى لترسيخ فكرة تقول بأنّ القضية الفلسطينية أصيبت في الصميم، وكذلك أصيب معها الصراع العربي “الإسرائيلي” المتكامل. ولكن أتت عملية الشهيد البطل خالد علوان لتكسر هذه الفرضية وتؤكد أنّ المقاومة فعل وجود، وعملية الويمبي أعطت صورة واضحة لإرادة الشعوب ومقاومتها ورفضها الاحتلال وبالتالي حجم تمسّكها بالقضية الفلسطينية والانتصار لها”.

أضاف الفرزلي: “إنّ ما قام به الشهيد خالد علوان منفذ عملية الويمبي ضدّ الصهاينة الذين كانوا يقبعون في شارع الحمرا حيث أطلق رصاصاته ليؤكد أنّ المحتلّ لا يمكن مواجهته إلا بالرصاص والقوة، وهو بذلك أعاد إنتاج الوعي المقاوم وثقافة المقاومة. ورسخ  من خلال عملية الويمبي فكرة أنّ بيروت لم تقهر ولم تحتلّ ولم تسقط تحت الاحتلال”.

وختم الفرزلي قائلاً: “عملية خالد علوان يجب أن تسجل على جبين كلّ عربي كفعل تأسيس للمقاومة وشعلة في العطاء القومي ومقاومة الاحتلال. ذلك لأنها كرّست الفكرة التي تؤكد أنّ هذا الكيان الذي اغتصب الأرض سيلقى الهزيمة، وبالتالي المقاومة ستمنع نشوء “دولته” المزعومة التي يريدون بناءها على جماجم الفلسطينيين والعرب. طلقات الشهيد البطل خالد علوان أكدت أنّ إسرائيل ستُهزم”.

مراد:

 

أكد رئيس حزب الاتحاد النائب عبد الرحيم مراد أهمية عملية الشهيد خالد علوان، وقال: “من دون أيّ شك الشهيد خالد علوان قام بعمل بطولي جريء وأتى ذلك في توقيت مهم، حيث إن عملية الويمبي شكلت بداية هزيمة الجيش الصهيوني وكسرت مشروع سيطرته على بيروت؛ وبالتالي هي محطة مضيئة في تاريخنا ولا يمكن أن تُنسى، طلقات الشهيد علوان التي أخرجت المحتل من بيروت”.

أما في ما يتصل بتعاطي الجهات الرسمية مع ذكرى بهذا الحجم، قال مراد: “كما تعلمون جميعاً أن الدولة عندنا أشكال ألوان. وهناك تغييب من قِبلها للثوابت في معظم الأحيان، ولو كانت هناك دولة حقيقية تؤمن بالمقاومة لكان المشهد مختلفاً. المؤسف أن الهجوم على المقاومة وما حققته من إنجازات أصبح أكثر شراسة، مع العلم أن الكيان الصهيوني يتربّص بلبنان، ولولا وجود المقاومة لكان مستمراً حتى اليوم في قصف المنشآت الحيوية وتدمير المطار وقتل القيادات الفلسطينية واللبنانية، إلا أنه أصبح يعدّ للمليون قبل أن يقوم بأي عمل عدائي، وذلك كله بفضل المقاومة. ومن هنا نجدد الدعوة إلى صون هذه المقاومة من موقعنا الوطني”.

وختم مراد: “في هذه المناسبة لا بدّ من الإضاءة على الواقع السياسي الحالي خاصة في ما يتّصل بمسألة تشكيل الحكومة والتصريحات المتناقضة للرئيس المكلف، مما جعل الناس في حيرة من أمرهم، كما أنه يتعمّد تغييب القوى السنية التي هي خارج نطاق تيار المستقبل. وهذا يتعارض مع تصريحات أطلقها قبل الاستحقاق الانتخابي، كما يتناقض مع نتائج الانتخابات، وبرأيي ستبقى الصورة ضبابية لفترة طويلة”.

شري:

اعتبر نائب بيروت الحاج أمين شري أن عملية الويمبي راسخة في وجدان الناس، وبالتالي لا يمكن وسمها بزمن وتاريخ محدد، وقال: “تسألونني عن عملية الويمبي في الذكرى السادسة والثلاثين، وأنا أقول إنها إبنة هذه اللحظة وكل لحظة، لا بل أعتبرها قد نُفذت اليوم لأنها راسخة في وجدان الناس. هذه العملية البطولية التي نفّذها الشهيد خالد علوان السوري القومي الاجتماعي أثبتت هوية بيروت المقاومة الأصيلة، وأكدت أن هناك مَن يقول لا للمحتل، وأسست لمسيرة طويلة بدأت في قلب بيروت وانتقلت إلى الجنوب”.

وأضاف النائب شري: “هؤلاء الشهداء حاضرون في وجداننا، وكنت أعلن ذلك في كل مواقفي الانتخابية في بيروت، بأن أهل بيروت هم على هيئة خالد علوان وهم رفعوا الراية التي حملناها بعدهم الى الجنوب وحققنا الانتصار”.

وحول حماية إنجازات المقاومة ورموزها يقول شري: “كلنا مسؤولون ومقصّرون، وعلى بلدية بيروت أن تعتمد اسم الشهيد خالد علوان رسمياً في موقع العملية البطولية التي نفّذها، ويجب أن نبادر جميعنا لتحقيق ذلك”..

وختم بالقول: “في كل عام يحيي الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى عملية الويمبي، والمفروض أن نشارك جميعنا في أحيائها، والمطلوب سياسة عامة لتكريس ثقافة المقاومة وصون رموزها”.

سكرية

رأى النائب العميد الوليد سكرية أن عملية الويمبي هي تعبير صادق عن الإرادة الحرة، وقال: “عملية الويمبي ضد العدو الصهيوني هي عملية خالدة في تاريخنا الوطني والنضالي. وما قام به الشهيد البطل خالد علوان ما هو إلا تعبير عن الإرادة الحرة لمناضل لم يتحمّل وجود جنود الاحتلال داخل مقهى في قلب بيروت. فكان أن أرداهم قتلى بطلقات من مسدسه. وهي أولى عمليات المقاومة التي دحرت هذا المحتل وأجبرته على الخروج من بيروت. والشهيد علوان بعمليته عبّر عن الإرادة الوطنية الصادقة التي ترفض الاحتلال، ليس فقط في لبنان بل على أرض فلسطين، كل فلسطين، وأثبتت أن ما أُخذ بالقوة لا يُستردّ إلا بالقوة”.

وعن هوية بيروت اليوم في ظل الحملات التي تستهدف نهج وثقافة المقاومة، قال سكرية: “بيروت تحرّرت من الاحتلال بإرادة أبنائها والمقاومين. وهي تواجه اليوم كما كل لبنان مشروعاً أميركياً ـ سعودياً يرمي إلى تدجين الأجيال الشابة وأخذها إلى مكان آخر يمهّد لما يسمّى “السلام”. وفي هذا السياق كانت المنح الدراسية في بداية التسعينيات بتمويل سعودي، مع الإشارة إلى أن التعليم أمر جيد، ولكن الهدف منه كان احتواء الشباب بالفكر الغربي الأميركي، لإبعادهم عن الأحزاب الوطنية اللبنانية المعادية لـ”إسرائيل” وأميركا في مرحلة الصراع السوفياتي الأميركي وانتصار الثورة الإسلامية في إيران، وذلك للذهاب بنا نحو السلام المزعوم وإلغاء كل القيادات الوطنية في الطائفة السنية لاختصارهم بالقضية الحريرية وربط الطائفة بالسعودية، لكن اليوم المشهد تبدّل والمؤشر الى ذلك نتيجة الانتخابات الأخيرة التي أكدت هوية بيروت المقاومة، ويبقى الأمر رهن تداعيات الواقع الإقليمي”.

خواجة

 

أكد نائب بيروت محمد خواجة أن “عملية الويمبي من أهم العمليات النوعية التي تركت بصمتها في الذاكرة التاريخية لمسيرة المقاومة، فهذه العملية ساهمت في جعل العدو يعيد النظر في حساباته، ويدرك أن الدخول الى بيروت ليس نزهة وبقاءه فيها سيكلفه الكثير من الخسائر. وهذه العملية التي قام بها الشهيد خالد علوان، وأنا هنا أتحدّث عن الجانب العسكري، تحتاج إلى مقاومين عديدين، ولكنه نفّذها بمفرده وتركت أثراً صاعقاً على العدو وجعلته ينسحب من بيروت، معلناً هذا الانسحاب عبر مكبّرات الصوت”.

وعن تعاطي الدولة مع المقاومة والمقاومين قال خواجة: “نحن نعتبر اليوم أن الدولة ضمن الخط المقاوم لـ “اسرائيل”، وبالتالي يجب أن يكون هذا الخط أكثر فعالية حين يتصل الأمر بتكريم الشهداء والمقاومين، على الأقل من خلال إطلاق أسمائهم على الشوارع بدلاً من أسماء المستعمرين، ولكن للأسف هناك إشكالية كبيرة حول تبنّي أسماء الشهداء حيث لكل طرف وجهة نظره الخاصة في هذا الشأن”.

وختم خواجة: “المطلوب أن تتبنّى الدولة فكرة المقاومة وثقافتها وتعمل على رعاية الجرحى وأبناء الشهداء والأسرى المحررين. ونحن بدورنا كنواب وأحزاب وقوى نحيي ذكرى شهداء المقاومة ونسعى لتتحوّل فكرة المقاومة ثقافة عامة. أما في ما يتصل بوجه بيروت فأؤكد أن بيروت لا يمكن أن يغيّرها شخص أو جماعة وستبقى هويتها مقاومة وضامنة للقضية الفلسطينية مهما حاول البعض تشويه الحقيقة، ولن يتمكن من أخذها إلى موقع مغاير لطبيعتها الأصيلة والمقاومة”.

هاشم

 

أكد النائب الدكتور قاسم هاشم أن عملية الويمبي التي قام بها الشهيد خالد علوان لا يمكن أن تُمحى من الذاكرة وقال: “حين تسألونني عن الشهيد خالد علوان والعمل البطولي الذي قام به أجزم وبقناعة مطلقة أن هذه الذكرى لم ولن تُنسى، وهي محفورة في وجدان كل الأحرار، ولن يمحوها مرور الزمن، لأنها أسست لمرحلة تاريخية في الصراع مع العدو، وكتبت تاريخ هذا الوطن والأمة”.

وأضاف هاشم: “هذا العدو حاول فرض عصره في قلب بيروت بعد أن اغتصب فلسطين، لكن طلقة واحدة أثبتت أنه مهزوم وأن المقاومة ودماء شهدائها تصنع الأوطان.

وتابع: يوم 24 أيلول 1982 محطة تاريخية مجيدة، ففي ذلك اليوم تمّت كتابة التاريخ بإطار قومي وتمّ التأسيس لمرحلة جديدة منذ اللحظة الأولى التي انطلقت فيها الرصاصات الى صدر العدو.

وختم: بعد ستة وثلاثين عاماً لم تزل هذه الطلقات حاضرة والحاجة الى هذا النهج قائمة كي نصون الكرامة الوطنية والقومية، ولن يتمكن أي صوت نشاز من التأثير على هوية وطن المقاومة”.

 

الخازن

إعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن أن عملية الويمبي في 24 أيلول 1982 عبّرت عن قدرة المقاومة على مواجهة الاحتلال “الاسرائيلي” ودحره.

وقال الوزير الخازن، لم يتأخر الحزب السوري القومي الاجتماعي عن واجب الدفاع عن الأرض وردع العدو “الإسرائيلي” والإرهاب، وقد أطلق أولى عمليات المقاومة منذ ستة وثلاثين عاماً، في قلب بيروت ضد العدو الإسرائيلي الذي كان يتمختر في شوارع العاصمة.

أضاف الخازن: إن عملية الويمبي الشهيرة حدث لا ينسى، لأنها وجهت ضربة حاسمة للعدو، حين نفذ المقاوم خالد علوان هجوما مباغتاً وفي لمح البصر ضد ضباط الاحتلال وجنوده، موقعاً في صفوفهم القتلى والجرحى.

وشدّد الخازن على أن تلك العملية النوعية، بحد ذاتها، عبّرت وقتذاك عن اراداة الصمود والثبات، وهي تعبّر راهناً عن مدى قدرة المقاومة على قطع دابر الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لكل التنظيمات الارهابية والتكفيرية التي تتربص شراً بأمن لبنان واللبنانيين.

 

وختم الخازن قائلاً: نحن بحاجة اليوم الى تحصين كل انجاز ساهم في حماية لبنان من الاخطار والتحديات، وحفظ كرامة اللبنانيين وعزتهم.

 

الداوود

 اعتبر الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود أنّ “الحزب السوري القومي الاجتماعي قدّم تضحيات على الصعيدين الوطني والقومي، فكان له أثر بارز في إيقاد شعلة المقاومة، وكان ولم يزل مشعلاً  للتضحية والفداء. ونحن وكلّ إنسان وطني حرّ يعتبر أنّ عملية الشهيد خالد علوان في الحمراء قلب بيروت وفي مقهى “الويمبي” الذي حاول العدو تدنيسه حين اجتاح بيروت عام 1982 إنما هي أساس لا بل انها منطلق أساسي لمقاومة العدو”.

أضاف الداوود: “الحزب السوري القومي الاجتماعي هو شعلة بالعطاء الوطني والفداء ضدّ العدو ومخططاته، كانت تلك العملية المنطلق الأساسي للمقاومة في بيروت وكلّ لبنان وهذه الشعلة تجسّدت بجبهة المقاومة الوطنية، وكان الحزب القومي رأس حربة، وهذه ترجمة طبيعية لفكر سعاده الخلاق والداعي إلى أهمية النهضة والانتماء”.

وحول أهمية التضحيات التي قدّمتها المقاومة منذ الطلقة الأولى للشهيد علوان وما تلاها من انتصار وكيفية صون كلّ الإنجازات التي تحققت، قال الداوود: “للأسف نحن اليوم أمام مشهد لا يرقى إلى مستوى التضحيات التي قدّمها المقاومون بدءاً بالبطل الشهيد علوان وصولاً إلى كلّ الأسماء التي حفرت حروف التاريخ من خلال المقاومة والتصدّي للمحتلّ، وبدل أن يكون لدينا دولة تحصن فعل الشهداء، نرى انّ بعض الأطراف تتآمر بشكل مباشر أو غير مباشر لترسيخ الإطار المذهبي والطائفي وتشويه صورة المقاومة وإنجازاتها، بحيث لم تكن المرحلة الحالية سياسياً بمستوى عطاءات وتضحيات المقاومة”.

وختم الداوود: “نأمل أن يتمّ بناء الدولة على أساس قومي لأنّ الإطار الطائفي ما هو إلا تهديم للوطن، وفي ذكرى الشهيد البطل خالد علوان لا ننسى النصر الذي تحقق عام 2000 وبعده 2006 ليغيّر المقاومون كلّ المعطيات المتخاذلة، وهذه الانتصارات تؤكد أنّ المؤامرة التي حيكت لاغتصاب الأرض لا يمكن مواجهتها إلا بالموقف المقاوم، وفي لبنان يجب أن تكون المقاومة جامعة لكلّ الأطراف”.

عفيف

أكد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف أن “الحزب السوري القومي الاجتماعي الشريك المتواصل والدائم في المقاومة ضد الاحتلال وصولاً إلى المواجهة مع الجماعات التكفيرية وإلحاق الهزيمة بها، وعملية الويمبي التي كانت فاتحة عمليات المقاومة هي نقطة مضيئة وساطعة في تاريخ المقاومة عموماً والحزب السوري القومي الاجتماعي خصوصاً، والشهيد خالد علوان أثبت أن كل غازٍ لا بد له من مقاومة”.

أما في ما يتصل بالمقارنة بين زمن الاجتياح عام 1982 والزمن الحالي، يقول عفيف: “لنضع المشهد ضمن إطار إيجابي. من هنا حين نقارن بين عام 1982 وحالنا اليوم نقول وبكل بساطة في ذلك الوقت كان العدو يتجوّل في شوارع بيروت بدباباته، وحين نفّذ الشهيد علوان عمليته كان هذا العدو في المقهى، واليوم هذا العدو نفسه لا يقوى على تكرار فعلته لا بل لا يتجرأ على التفكير بالأمر. وذلك كله بفضل المقاومة وما قام به علوان وكل المقاومين، من شهداء حركة أمل والأحزاب الوطنية. إذاً المزاج العام في لبنان والمنطقة انتقل من مرحلة التصدّي إلى مرحلة القوة والردع بفضل الشهداء والمناضلين الذين أسسوا لهذه القوة الرادعة”.

وحول محاولات تغييب الشواهد المقاومة يؤكد عفيف: “بكل أسف، نقول لولا وجود جهات يرتبط بها المناضل أو الشهيد لضاعت هذه المقاومة في غياهب النسيان، اليوم يحتفل الحزب القومي بذكرى رمز من رموزه، مع الإشارة إلى أن هذا الرمز يجب أن يكون للوطن كله. وبالتالي يجب أن يحتفل به كل الوطن. ومن هنا نضع اللوم على من لا يدرك أهمية الحفاظ على ذاكرته النضالية، وعلى الدولة التي تسقط مرحلة ذهبية من كتاب التاريخ. هذه المرحلة يجب أن تكون ضمن منهاج التربية الوطنية، ومَن سيكتب لاحقاً تاريخ هذا البلد عليه أن يذكر كل الأسماء التي دافعت عنه وحررته، هنالك نزعة معينة في الدولة بعدم كتابة هذا التاريخ الحديث وحتى اليوم لا تتضمن المناهج التربوية الأسماء والمحطات التي دافعت عن لبنان وقاومت الاحتلال. ومن هنا لدينا علامة استفهام كبيرة حول عدم سعي الجهات المعنية في الدولة إلى كتابة التاريخ اللبناني الحديث”.

وعن كيفية حماية إنجازات المقاومة على الصعيد السياسي والإعلامي، قال الحاج عفيف: “أولاً علينا التنبه إلى العمل المتواصل سواء من بعض الداخل أو الخارج لشنّ حرب نفسية، إن من خلال وسائل الاعلام أو وسائط التواصل الاجتماعي في محاولة لاستهداف الوعي لدى المجتمع، وبالتالي دفع إلى نسيان شهدائه ورموزه ومناضليه. وهنا تصبح المسؤولية مضاعفة لدينا ولدى كل الاحرار والمثقفين والإعلاميين للحفاظ على تاريخ المقاومة ورموزها المضيئة بدءاً بخالد علوان ولولا عبود وسناء محيدلي وكل من تصدّى وقاوم واستشهد في سبيل تحرير الأرض وصون القضية”.

وختم: “المطلوب سياسة واضحة طالما الجميع متفق أن “إسرائيل” هي العدو، لذلك ينبغي أن لا يخضع موضوع المقاومة ورموزها للحسابات الطائفية والمذهبية، ولذلك مسؤوليتنا تجاه الأجيال القادمة كمحور مقاوم حماية إنجازات المقاومة بخطة سياسية مدروسة داخل مؤسسات الدولة لينسحب ذلك على المجتمع”.

بدوي

 

رأى مستشار دولة الرئيس سليم الحص رفعت بدوي أن السؤال الذي يناقش إشكالية التعاطي مع المحتل بين الأمس واليوم إنما هو سؤال كبير جداً: “ففي زمن بداية النضال كانت النقاوة حاضرة في الفكر والعقيدة، وفلسطين كانت موجودة في الضمير العربي، ولكن للأسف نحن اليوم نشهد غياب هذا الضمير ويبقى الامل أن تكون سورية بعد انتصارها هي الرافعة التي تعيد الاتزان إلى هذا الفكر.”

وعن عملية الويمبي يقول بدوي: “بالتأكيد إن الشهيد خالد علوان هو مَن فتح باب المقاومة ضد العدو على مصراعيه وكسر حاجز الخوف، لأن هذا العدو أراد إيصال رسالة وقحة من خلال وجوده في بيروت يقول فيها للجميع إنه الأقوى، ولكن علوان كان كلامه وفعله أكبر من موقف يرسّخ عقيدة المقاومة والنضال ويصحّح المسار ورصاصاته لقنت العدو درساً لن ينساه. ونحن بدورنا لم ولن ننسى هذا الشهيد البطل الذي استفزه وجود الضباط الإسرائيليين في المقهى البيروتي يجادل حول دفع الحساب بالعملة الإسرائيلية وجميعنا يذكر جملته الشهيرة “ولو خلّوا الحساب علينا” ليطلق رصاصاته ويقتل الغزاة ويثبت أن أبناء بيروت لا يمكن أن يسمحوا للمحتل بالبقاء. الشهيد خالد علوان حافظ على هوية بيروت وكان ما كان من بعده من فعل مقاوم أجبر هذا العدو على الخروج وإعلان عبر مكبرات الصوت “يا أهالي بيروت لا تطلقوا النار نحن راحلون” هذه هي بيروت الحقيقية. وستبقى كذلك مهما سعى البعض لتغيير هويتها”.

وأضاف بدوي: “أفتخر أن أقول إنني كنت من المشاركين في المقاومة. وأذكر في فجر الرابع عشر من ايلول كيف تصدّينا للعدو ودباباته في محيط المدينة الرياضية، حيث كان يحاول الوصول الى منطقة طريق الجديدة من طريق كلية الهندسة في الجامعة العربية وكبّدناه الخسائر، رغم أننا لم نكن نملك السلاح الكافي ولكننا نمتلك الإرادة وسقط لنا شهداء. وكان معنا الشهيد الحي عامر الزين الذي تلقى أكثر من ثلاثين طلقة، لكنّه بقي حياً..

وختم: بيروت ستبقى هويتها مقاومة، ولن ينجح بعض النشاز بتغيير لبوسها، وستبقى بيروت العاصمة العربية وأبناؤها رأس حربة وفي طليعة المقاومة ضد العدو الإسرائيلي ومخرزاً في عينه، خصوصاً في الظروف المفصلية التي تواجه الأمة ويجب ان لا ننسى ان أول هزيمة حقيقية للعدو الإسرائيلي كانت في بيروت عام 1982 محققة بالمقاومة شعار أن ما أخذ بالقوة لا يُستردّ بغير القوة مجبرة العدو على الانسحاب من شوارعها ليسجل التاريخ ويشهد على ذلك”.

حاطوم

مسؤول الإعلام المركزي في حركة أمل الدكتور طلال حاطوم يختصر المشهد بتأكيد أن التضحية مبدأ لنحيا بعزّ، وعن ذكرى عملية الويمبي يقول: “في الوقت الذي وضع بعض العرب سيوفهم في غمدها واعتبروا أن الهزيمة قدر وتعوّدوا على النكسة والخسارة هناك من آمن أن التضحية من أجل الحياة مبدأ، ومسألة عزّ، فكانت عملية الويمبي التي أثبت من خلالها الشهيد البطل خالد علوان – الذي تشرّب العقيدة القومية وفهم فكر الزعيم انطون سعاده –  أن المقاومة حق وأنها قادرة على دحر المحتل من بيروت ومن كل شبر على هذه الأرض التي ليس له أيّ حق فيها تماماً كما أرض فلسطين.”

أما في ما يتّصل بالفكر المقاوم وما تتعرّض له المقاومة من حملات تحريض وهجوم، يقول حاطوم: “حين نتحدث عن المقاومة بين الأمس واليوم، نؤكد أنها تزداد قوة وهي رسخت قدرة الردع ضد العدو الصهيوني وغيّرت المعادلة وأسقطت مقولة “قوة لبنان في ضعفه”، حيث إن قوة لبنان في مقاومته التي يجب أن نعمل جميعنا على تعميم ثقافتها، لأن الفكر المقاوم ذخيرة الأجيال المقبلة”.

وتابع حاطوم: بين الأمس واليوم المتخاذلون هم أنفسهم وهذه المقاومة التي أطلق شرارتها الأمام السيد موسى الصدر؛ إلى جانب كل الأحزاب الوطنية ولن تتأثر بكل مَن يهاجمها وستبقى على ثباتها في مواجهة من يريد أن يكون شريكاً أو متواطئاً مع العدو.”

وحول تغييب الشواهد التي تؤرخ للمقاومة قال حاطوم: “هذه الدولة لم تلتفت يوماً إلى مقاوميها ولم تقدِّر مَن ناضل كرمى لتحرير الأرض، ولكن كل من عايش تلك المرحلة، مرحلة الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 يحفظ في ذاكرته رمزية المكان وأهمية العملية البطولية التي قام بها الشهيد علوان، ولا يمكن لأي تغيير طرأ على هذا المعلم أن يلغي التاريخ، لأن لبيروت هوية واضحة وجلية، هي هوية الصمود والمقاومة في مواجهة العدو “الإسرائيلي”.

 

أما في ما يتصل ببعض المزوّرين الذي يدعون صفة إعلامية ويسعون لتزوير التاريخ وطمس الحقائق، فنحن لهم بالمرصاد إلى جانب كل القوى الوطنية. واليوم وبعد 36 عاماً نؤكد أن الشهيد خالد علوان باقٍ في وجدان كل المقاومين والأحرار”.

 

أبو العردات

 

أكد عضو المجلس الثوري لحركة “فتح” أمين سر الحركة والفصائل الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات  أن عملية الويمبي وغيرها من عمليات المقاومة الوطنية اللبنانية البطولية أجبرت جيش الغزاة الصهاينة على الانسحاب من بيروت.

وقال أبو العردات: في الذكرى السادسة والثلاثين لعملية “الويمبي” ضد جيش الغزاة الصهاينة في بيروت، تحية إجلال وإكبار لروح الشهيد البطل الفدائي خالد علوان الذي ينتمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي كان من أوائل من قام بعمل مقاوم ضد الجيش الإسرائيلي المحتل لبنان في بيروت، وما عُرف بعملية “الويمبي” الشهيرة التي كانت فاتحة انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وقتل فيها أربعةُ ضباط وجنود إسرائيليين في يوم الرابع والعشرين من أيلول عام 1982، في مقهى الويمبي بشارع الحمراء في العاصمة اللبنانية، تلك العملية وغيرها من عمليات المقاومة الوطنية اللبنانية البطولية أجبرت جيش الغزاة الصهاينة على الانسحاب من منطقة بيروت تدريجياً في 29 أيلول من العام ذاته.

إن تلك العملية التي أضاءت شعلة انطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وشكلت نقطة البداية المضيئة والساطعة في تاريخ لبنان، أجبرت جيش الاحتلال الصهيوني على الاندحار عن مدينة بيروت وانكفائه عن معظم المدن والقرى والأراضي اللبنانية وصولاً الى ما كان يعرف بالشريط الحدودي عام 1985، حيث استمرت المقاومة وانتصرت على جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2000، حيث انسحب الجيش الإسرائيلي ذليلاً مهزوماً يجرجر أذيال الخيبة عن معظم الأراضي اللبنانية المحتلة تحت وطأة ضربات رجال المقاومة.

 

عطايا

قال ممثل “حركة الجهاد الإسلامي” في لبنان إحسان عطايا: “عندما نتحدث عن العمليات البطولية التي نفذتها المقاومة الوطنية والإسلامية في مواجهة الاحتلال الصهيوني، ولا سيما بعد اجتياح لبنان 1982، لا يمكن إلا أن نستذكر تلك العملية البطولية الجريئة التي نفذت في أحد مقاهي شارع الحمرا في بيروت، وبالتحديد في مقهى الويمبي بتاريخ 24 أيلول 1982، حيث افتتحت بالعبارة الشهيرة: “ولو حساب الشباب علينا”، على لسان بطلها خالد علوان واثنين من رفاقه المنتمين للحزب السوري القومي الاجتماعي، وكانت حصيلتها مقتل أربعة من ضباط جيش العدو الصهيوني وجنوده، وقد قام العدو إثرها بالانسحاب تدريجيًّا من المنطقة”.

أضاف: لقد كان الشهيد مثالاً للشجاعة والجرأة والبطولة والإقدام والمبادرة والجهوزية التي تجلت في عملية الويمبي التي صدمت العدو الصهيوني من جهة، وأعادته إلى التفكير جديًّا بأن لا مكان له في شوارع بيروت ولبنان من جهة ثانية، بعد أن ظنّ أن المقاومة قد انتهت، وأن لبنان قد أصبح في قبضته.

وختم قائلاً: طوبى لك أيّها الشهيد البطل، فقد كنتَ من أوائل من افتتح انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في ذلك الزمن العربي الرديء، وطوبى لكل الشهداء والجرحى والأسرى الذين رسموا بدمائهم الزكية وتضحياتهم الغالية لوحة النصر والحرية، وطوبى للمقاومين الأبطال الذين ما زالوا يسيرون على الدرب ذاته لتحرير فلسطين كاملة، ودحر العدو الصهيوني عن أرضها الطاهرة.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى