لبنان يُدين الهجوم الإرهابي في الأهواز ويعزي القيادة الإيرانية بالشهداء ومواقف اتهمت أميركا و»إسرائيل» وأدواتهما في الخليج بتنفيذ الجريمة

دان لبنان الرسمي الهجوم الإرهابي الذي استهدف عرضاً عسكرياً في مدينة الأهواز في جنوب غرب إيران أول من أمس، وأسفر عن استشهاد عشرات الاشخاص وإصابة آخرين. كما صدرت مواقف لأحزاب وجمعيات وشخصيات أكدت أن هذه «الجريمة النكراء يقف وراءها مشغّلو الإرهاب وداعموه من الولايات المتحدة الأميركية والموساد الصهيوني وأدواتهما في منطقة الخليج».

وفي هذا السياق، أبرق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، معزياً بضحايا الهجوم الإرهابي ودان في برقيته الهجوم، معتبراً «أن هذه الجريمة الإرهابية تثبت أن الإرهاب وباء يُصيبنا في الصميم، والدين منه براء. وقد عانينا منه في لبنان ودفعنا غالياً ثمنه».

أضاف «إنني إذ اشاطركم الألم، أتقدّم منكم شخصياً، ومن خلالكم إلى شعبكم بأحرّ التعازي، سائلاً القدير أن يسكن الشهداء فسيح جناته ويبلسم عذابات الجرحى، رافعاً إليه الدعاء أن يصونكم من هوان أي شر».

بدوره، أبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي وإلى الرئيس روحاني وإلى رئيس مجلس الشورى الإيراني الدكتور علي لاريجاني معزياً بالضحايا المدنيين والعسكريين الذين سقطوا خلال الهجوم الإرهابي الإجرامي الغادر على العرض العسكري الإيراني في الأهواز.

ودان بري هذا الهجوم بكل أبعاده، مؤكداً «التعاون لتجفيف مصادر وموارد الإرهاب العابر للحدود».

ودانت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، الهجوم الإرهابي وأكدت «تضامنها مع الحكومة والشعب الايرانيين»، معزيةً «عائلات الضحايا الذين سقطوا جراء هذا الهجوم».

وأبرق رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن إلى روحاني، مستنكراً الهجوم الإرهابي في مدينة الأهواز. ومما جاء في البرقية «هزنا نبأ الهجوم الإرهابي الآثم الذي استهدف عرضاً عسكرياً في الأهواز موقعاً قتلى وجرحى. إننا، إذ نستنكر هذا العمل الإجرامي، ونعتبره إفلاساً للذين يتربصون الشرور بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، نتقدم من سيادتكم ومن أسر الضحايا الذين سقطوا في الهجوم الإرهابي بأحر التعازي ومتمنين للجرحى الشفاء العاجل».

الأحزاب العربية

كما دان الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح الهجوم الإرهابي، واعتبر في تصريح أن هذه «الجريمة النكراء يقف وراءها بلا شك مشغلو الإرهاب وداعموه من الولايات المتحدة الأميركية والموساد الصهيوني وأدواتهما في منطقة الخليج ولاسيما السعودية والإمارات، وخير دليل تصريحات مستشار ولي عهد أبو ظبي، وما سبقها من تصريحات ولي العهد السعودي بنقل المعركة ضد إيران إلى داخل الأراضي الإيرانية».

وأكد أن «هذه الاعتداءات تأتي عشية البدء بفرض عقوبات أميركية جديدة على طهران وتهدف إلى ضرب استقرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتطاول على سيادتها وزعزعة أمنها، وهي التي كانت ولا زالت تدعم قضايا أمتنا القومية وفي مقدمها قضية فلسطين ومحاربة الإرهاب في سورية ومواجهة الهيمنة الأميركية».

ودعا صالح «المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته وإدانة هذه الاعتداءات التي تعرّضت لها الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي بات واضحاً للقاصي والداني مَن قام بها»، مؤكداً «وقوفنا إلى جانب القيادة الإيرانية، كما ونتقدّم من مرشد الثورة سماحة السيد علي خامنئي ومن رئيس الجمهورية سماحة الشيخ حسن روحاني ومن الشعب الإيراني الصديق ومن ذوي الشهداء بأحر التعازي القلبية، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء برحمته ويلهم عائلاتهم الصبر والسلوان والشفاء العاجل للجرحى».

وختم بتأكيد «أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستستمر ركناً أساسياً من محور المقاومة مع سورية الصمود والمقاومة اللبنانية المجاهدة وسينتصرون على أعداء الأمة ويسقطون مؤامراتهم ويرفعون راية النصر والعزة والكرامة».

أحزاب وجمعيات

وشجبت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع بشدة الهجوم الارهابي الدموي ورأت في بيان «في هذا الحدث الإجرامي الخطير فصلاً جديداً من فصول الاندماج الأعرابي الوقح مجسّداً بالسعودية والامارات، والتماهي المفضوح في سياق الحلف الاستعماري الاميركي الصهيوني، إنفاذاً لمندرجات صفقة القرن التي من وسائط وضرورات تحققها تقويض منصات القوة في محور المقاومة وفي صلبه طهران الثورة، تسهيلاً للعبور إلى ضفة تصفية القضية الفلسطينية والذهاب بعلاقات طبيعية تطبيعية وقحة وسافرة بين الرجعية العربية ودولة إسرائيل بعد أن لبس الأعراب لبوس الخيانة عباءة فضفاضة تحت الطاولة ردحاً من الزمن».

وقالت «غريب أمر الأعراب، أذناب أميركا وتوأم إسرائيل، كيف يتكافلون ويتنكبون المهام التنسيقية التكاملية بأمانة شكلاً ومضموناً مع العدو الصهيوني الذي يستهدف سورية وجيشها وحلفاءها بالإغارة المنتظمة لمنع الجيش السوري من إنجاز التحرير الناجز لترابه الوطني من العصابات الإرهابية المدعومة بشكل واضح من السعودية والإمارات وإسرائيل، في حين تتولى السعودية والإمارات بالتوازي وبشكل هادف ومنظم أيضاً ومعلن نقل الحرب إلى داخل إيران عبر دفع العصابات عينها للتخريب وتصديع وحدة الشعب الإيراني وترهيبه، لا سيما بعدما فشلت كل محاولات الحصار الاقتصادي الأميركي في تأليب الشعب الإيراني ضد ثورته، لا بل أضحى هذا الشعب أكثر جذرية في التصاقه بثورته جراء تكشف خيوط المؤامرة لإجبار إيران على الانكفاء والتكور على الذات ووقف دعمها لقوى المقاومة في فلسطين ولبنان».

وسألت «أبهذا الحجم من التآمر المخزي تكافأ إيران الثورة التي مزقت علم إسرائيل ورفعت بدلاً منه علم فلسطين فوق سفارة العدو في طهران، وبهذا الكم من الحقد والكراهية تُستهدف لمجرد دعمها للمقاومة في فلسطين وتوفير كل سبل الدعم والمؤازرة لشعبنا الفلسطيني التائق للحرية وتقرير مصيره على ترابه الوطني، في وقت يساهم الأعراب في الحصار والتجويع، كتفاً إلى كتف مع دولة الاغتصاب، لتركيع وتطويع شعبنا الفلسطيني وإخماد ثورته الهادرة لاسترجاع الحق السليب والكرامة المهانة؟».

وختمت الأحزاب «ستبقى إيران وثورتها مهما تكالب عليها الأعداء الأنموذج الملهم للشعوب الطامحة للسيادة والحرية والاستقلال ولن تنسى أمتنا وقواها الحيّة المؤمنة بخيار المقاومة، سبيلاً لإحقاق الحق القومي بأرضنا ومياهنا وثرواتنا وكرامة إنساننا الدور المركزي لإيران في دعم قوى المقاومة وانتصاراتها المحققة والآيلة للتحقق، في وقت نشهد كيف يتهافت بنو خيبان من أعراب وخليجيين للتطبيع مع العدو بخيانة موصوفة وضعت إسرائيل في خانة الصديق والداعم والمؤازر مبددين روح العروبة بلوثة التمذهب القاتلة لأمتنا، وحدةً ومصيراً. أما اليقين الذي لا لبس فيه ولا إبهام، فهو أن مصير المتآمرين الخذلان وقبور التاريخ، والنصر المحتّم للشعوب الحيّة المؤمنة بحقها القومي وشرف قضيتها وعزّ حاضرها ومستقبلها».

بدوره، أعرب حزب الله، في بيان، عن «إدانته القصوى واستنكاره الشديد للعملية الإجرامية، التي استهدفت العرض العسكري في مدينة الأهواز». وتقدّم بـ «أحر التعازي من القائد الإمام السيد علي الخامنئي ومن حكومة وشعب الجمهورية الإسلامية العزيز، خصوصاً أهلنا الشرفاء في الأهواز».

واعتبر الحزب أنّ «هذا العمل الإرهابي، تقف وراءه أيادٍ شيطانية خبيثة، بهدف النيل من أمن واستقرار الجمهورية الإسلامية، عقاباً على التزامها الكامل بسيادتها التامة غير المنقوصة، ورفضها سياسات التبعية الأميركية، وهي رد مباشر وصريح على الانتصارات الكبرى، التي يحققها محور المقاومة الشريفة، على امتداد المنطقة وفي أكثر من جبهة، وهذه العملية هي استمرار لأشكال أخرى من الحروب، التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها مباشرة أو بالواسطة، وفي طليعتها العقوبات الجائرة والحصار الاقتصادي الظالم».

وأعرب عن اعتقاده «أن هذه العملية لن تؤثر أبداً على معنويات الجمهورية الإسلامية، ولا على قوتها وحضورها السياسي والميداني، ولا على دعمها الدائم لحركات وفصائل المقاومة المختلفة، ودعمها المستمر لشعبنا الفلسطيني المقاوم وسائر الشعوب الحرة والمستضعفة في العالم».

ورأى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان أن «هذا العدوان يستكمل السياسة الجائرة في حصار إيران ومعاقبتها على مواقفها في مواجهة الإرهاب الصهيوني والتكفيري، وهو يندرج في إطار ردود الفعل الانتقامية على الإنجازات التي يحققها محور المقاومة في مكافحة الإرهاب في سورية والعراق ولبنان، وهو برسم الدول التي تدعم الإرهابيين وتوفر لهم الملاذ الآمن».

ودان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان «بشدة العمل الإجرامي»، ووجّه خطابه «لأولئك الذين يعملون بالوكالة عن أميركا وإسرائيل على تهديم المنطقة وتخريبها وقتل وتهجير شعوبها»، وقال «أما ارتوت نفوسكم من لعبة الدم؟ خافوا الله وارحموا أنفسكم وأهليكم لأن الاستمرار بهذه الأجواء المشحونة، وبهذا الحقد الأعمى والعداوة المفرطة سيؤدي حتماً إلى المزيد من الدمار والخراب وسفك الدماء لذا أوقفوا الفتنة قبل فوات الأوان».

واستنكر رئيس مجلس الأعمال اللبناني الإيراني عبّاس فوّاز، الاعتداء الارهابي الذي استهدف العرض العسكري في مدينة الأهواز، معتبراً «أنّ فيه عدواناً جديداً استكمالاً لسياسة معاقبة إيران ومحاصرتها اقتصادياً جرّاء مواقفها الداعمة والمؤيدة لحركات المقاومة والتحرر ولمواجهتها للإرهاب الصهيوني الغربي والتكفيري».

وقدم فوّاز تعازيه لقيادة الجمهورية الإسلامية وحكومتها وشعبها وعوائل الشهداء، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى.

ودان «تجّمع العلماء المسلمين»، في بيان، «ما حصل في منطقة الأهواز، معتبراً أنه «بسبب المواقف التي تتخذها إيران على الصعيد السياسي في المنطقة، خصوصاً في القضية الفلسطينية».

ورأى أن «هذا العمل الإرهابي، هو جزء من سلسلة أعمال خُطط لها في الولايات المتحدة الأميركية، تستهدف إضعاف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كي لا تقوى على مساعدة ومناصرة الشعوب المستضعفة في المنطقة، وقضاياها المحقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وما حصل اليوم هو تأكيد على التنسيق الكامل بين الولايات المتحدة الأميركية والجماعات التكفيرية، وبأن هذه الجماعات هي أداة في مشروع صهيو-أميركي لضرب كل مواقع القوة في أمتنا».

واستنكر رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمّود، في بيان، العملية الإرهابية، مؤكداً «أن الجمهورية الإسلامية في إيران أثبتت بالتجربة، وخلال حوالى أربعين سنة، أنها ملتزمة بقضايا الأمة الكبرى وعلى رأسها قضية فلسطين ومواجهة الاستكبار العالمي والسعي إلى توحيد الموقف الإسلامي. وهي من أجل مواقفها المثالية تتعرض للحصار وللتشويه ولحروب من أنواع عدة، ولم تستطع كل هذه «الحروب» المتنوعة أن تجعل إيران تستسلم أو أن تنحرف عن المبادئ التي التزمتها منذ انطلاقتها ولا تزال».

وختم: «إن هذه العملية الإرهابية وأمثالها لن تستطيع أن تغير من مسار التاريخ أو أن تجعل إيران بمبادئها الكبرى تستسلم أو تنحرف عن الأهداف التي ذكرنا، والتي ستصل إن شاء الله إلى خواتيمها السعيدة رغم كل الحروب التي تشن على إيران علناً أو سراً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى