افتتاح مؤتمر «الثورة الصناعية الرابعة» في نقابة المهندسين

نظمت اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في بيروت، مؤتمرها الأول من سلسلة مؤتمراتها، بعنوان «الثورة الصناعية الرابعة»، برعاية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ممثلاً بوزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جمال الجراح في مقر نقابة المهندسين في بئر حسن، في حضور المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون ورئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب المعمار جاد تابت والنقيب خالد شهاب واعضاء من مجلس النقابة وممثلين لعدد من الشركات والمؤسسات والمشغلات التكنولوجية في لبنان والمنطقة وممثلين لقادة أجهزة أمنية.

بداية ألقى رئيس اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في بيروت وسام الطويل كلمة رأى فيها أنّ «للجنة العلمية في نقابة المهندسين في بيروت رؤية واضحة لعملها لهذه السنة، ترجمت بأربعة مؤتمرات مترابطة بعنوان رئيسي هو «الثورة الصناعية الرابعة». نبدأ اليوم بتعريف هذه الثورة من نواحيها العلمية والتكنولوجية والإجتماعية، تليها مؤتمرات أكثر تخصصاً، بدءاً بالمدن الذكية في تشرين الثاني من هذه السنة، ثم مؤتمر الذكاء الإصطناعي والثورة الرقمية وتأثيرهما على الإقتصاد في كانون الثاني من السنة المقبلة، وننهي سلسلة هذه المؤتمرات في اذار 2019 بمؤتمر عن تحديات التعليم العالي الهندسي في ضوء الثورة الصناعية الرابعة».

وأكد نقيب المهندسين العمل «على وضع رؤية شاملة ومشتركة حول تأثير التكنولوجيا على حياتنا وإعادة صياغة البيئات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لأن المرحلة المقبلة ستكون مليئة بالفرص والمخاطر. بحيث يجد صناع القرار في العالم اليوم أنفسهم في كثير من الأحيان محاصرين بالتفكير النمطي التقليدي او ضائعين وسط أزمات متعددة تتطلب منهم التركيز مما يجعلهم غير قادرين على التفكير بشكل استراتيجي حول قوى التغيير والابتكار التي تعيد تشكيل مستقبلنا».

وقال: العالم أمامنا يتطور فنرى السيارات الذاتية القيادة والطائرات المسيرة وبرمجيات الترجمة أو الاستثمار وغيرها الكثير. تم إحراز تقدم مثير للاعجاب في هذا الحقل في السنوات الأخيرة، مدفوعا بالتطورات الهائلة في القدرة الحاسوبية وتوافر كميات هائلة من البيانات، من البرمجيات المستخدمة لاكتشافات علمية متعددة أهمها الاكتشافات الدوائية الصحية. كما وان تكنولوجيا التصنيع الرقمية، يتفاعل مع عالمنا البيولوجي بشكل مستمر».

واستعرضت المهندسة غريس نجار الثورة الصناعية الرابعة، وتاريخ الثورة الصناعية الأولى في القرن التاسع عشر والثانية والثالثة. كما عرضت للقوى الدافعة للثورة الصناعية الرابعة التي تتألف من «السانسر وديتا» والبرامج وسبل التواصل بين الأنظمة وقدرة نقل المعلومات وتحليلها الهائل إضافة الذكاء الحاصل اليوم من الآلة والحاسوب الذي يدعم اعمال التخطيط ويقوم بمهام عدة واعمال استباق المشاكل ودعم الصيانة المسبوقة. وما زاد على هذه التطورات الداعمة لهذه الثورة قوى التحكم عن بعد في أي وقت والمرونة في التواصل والتحكم والتصميم كل تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة».

واعتبرت أننا «نعيش مع آلات اذكى ومنازل أذكى ومدن ومجتمع مترابط ببعضه»، وتطرقت إلى «القضايا البارزة التي يجب حلولها وتطبيقاتها وفي أغلبها ذو طابع منهجي منظم، مختصرة بالعوامل وتوزيع العمل بين الانسان والألة وتنمية القدرات في هذا المجال وتأقلم الانسان مع الحياة الجديدة واستعداد المؤسسات والفجوة تنمية والمهارات ومتابعة الثورة وآثارها التي تطال النواحي الاقتصادية والمؤسساتية».

وتطرق نائب رئيس مجلس إدارة المدير العام لمنطقة الشرق الاوسط لشركة SAP جرجي عبود إلى «سبل تطور تطبيقات وحلول المعلوماتية منذ العام 1960 مرورا بالعام 2010 وصولاً إلى العام 2030 مسلطا الضوء على التكنولوجيا التي تطورت مع القيم الإنسانية للمحافظة عليها».

وأشار إلى أنّ «بعض التطبيقات ونماذج الحلول والمجالات التي وجدت بفضل هذه الثورة الصناعية الرابعة وأبرزها الموبايل عن كل مواضيع التكنولوجيا والمكننة أنظمة الأعمال والتحول الرقمي وصولاً إلى ما يسمى المؤسسة الذكية».

وأشار إلى أنه انطلاقاً من موقعه القيادي في كبريات الشركات الرائدة والممكنة لهذه التكنولوجيا التي انجزت عملية الترابط بين الاشخاص لوصولهم إلى الأشياء التي يريدونها بفضل Big DETA إضافة إلى الخدمات الابتكارية التي تقدمها المؤسسات، متناولاً كيفية استفادة لبنان من هذه الابتكارات وحل بعض المشاكل البارزة مثل النقل البري والجوي وكيف يمكن أن تستفيد هذه المنطقة من ابتكارات التكنولوجيا، وأعطى مثلاً عن النماذج العالمية التي تستفيد من التكنولوجيا وصولاً إلى المطار الذكي مثلا، فضلا عن رغبة المستهلك في الحصول على التطبيقات، لافتاً إلى المواهب التي يمكن أن ترسم مستقبل فعال لكل إنسان ولكل المجتمعات.

وتحدث الدكتور خالد حمدي عن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة تماشياً مع الثورة الصناعية الرابعة، واستهل كلمته بمقدمة بسيطة عن الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص «لكونها من أسرع المدن نموا في العالم تتميز ببنية تحتية على أعلى المستويات العالمية». وتطرق إلى «الأنماط الحديثة التي تميز الثورة الصناعية الرابعة وأهمها الذكاء الصناعي والبيانات الكبيرة وإنترنت الاشياء».

واستعرض «الاستراتيجيات التي قامت دولة الإمارات بإرسائها لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة في مختلف نواحي العمل ومنها استراتيجيات الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، واستراتيجية المدينة الذكية في دبي، واستراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة وكذلك استراتيجية الطباعة ثلاثية الابعاد.

تلى ذلك شرح لمجموعة من النماذج الرئيسية لتطبيق الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات ودبي وخصوصا في مجال التنقل. وقدم المتحدث بعض التوصيات لمساعدة الدول والحكومات لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة تتلخص في ضرورة وضع الاستراتيجيات الملائمة لطبيعة الدولة، وتوعية وتثقيف الجمهور بالصورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها اضافة إلى مأسسة الابتكار في كافة الجهات الحكومية والخاصة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى