لافروف يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة..والأخير يرحّب باتفاق إدلب.. ووزراء الدول الضامنة يناقشون آفاق حل الأزمة السورية

جدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ترحيبه بالاتفاق التركي الروسي حول إدلب السورية.

وقال المكتب الصحافي للأمين العام للأمم المتحدة في بيان: «اجتمع الأمين العام اليوم مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وبحثا الوضع في سورية». وأضاف البيان: «الأمين العام أعرب عن ترحيبه بالاتفاق المبرم في 17 سبتمبر بين تركيا وروسيا حول إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب».

وأشار البيان إلى أن غوتيريس ولافروف «تبادلا وجهات النظر حول مفهوم السلام وغير ذلك من القضايا المتعلقة بتعزيز السلم والأمن الدوليين».

واتفق الرئيسان بوتين وأردوغان في سوتشي يوم 17 من الشهر الحالي، على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب على امتداد خط التماس بين الجيش السوري والجماعات المسلحة بحلول 15 أكتوبر المقبل.

كما وقّع وزيرا دفاع البلدين على مذكرة تفاهم بشأن استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب.

وتعتبر محافظة إدلب السورية الواقعة في شمال البلاد، آخر منطقة خارجة عن سيطرة القوات الحكومية السورية، إذ إنها ما زالت تحت سيطرة مسلحين من المعارضة، بالإضافة إلى إرهابيين من «جبهة النصرة» وحلفائها.

وفي السياق، بحث وزراء خارجية روسيا وإيران والنظام التركي آفاق حل الأزمة في سورية.

وأشار بيان لوزارة الخارجية الروسية نقلته وكالة انترفاكس إلى أن وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وإيران محمد جواد ظريف وتركيا مولوود جاويش أوغلو ناقشوا في اجتماع عقد في نيويورك أمس، آفاق إطلاق عملية مستدامة حقيقية للتسوية السياسية للأزمة في سورية والوضع على الأرض وخاصة في منطقة خفض التوتر في إدلب.

ولفتت الخارجية الروسية إلى أن «المشاركين في الاجتماع أعربوا عن تقديرهم للاتفاقات التي تم التوصل إليها في سوتشي في 17 أيلول الحالي بشأن استقرار الوضع في إدلب التي تسمح بمواصلة مكافحة الإرهاب بلا هوادة وحماية المدنيين».

وبيّنت الوزارة أنه جرى التأكيد مجدداً على ضرورة تسريع العمل لحل الأزمة في سورية على أساس نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في سوتشي في روسيا وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وكانت الدول الضامنة لمسار أستانا أكدت في البيان المشترك للقمة التي عقدت في السابع من أيلول الحالي في طهران الالتزام بوحدة وسيادة الأراضي السورية وسيادتها واستقلالها والاستمرار في محاربة الإرهاب وضرورة استمرار التعاون للقضاء على التنظيمات الإرهابية ولا سيما «داعش» و»جبهة النصرة».

وكانت الخارجية الروسية أعلنت أن وزير الخارجية سيرغي لافروف اجتمع بنظيره الأردني أيمن الصفدي على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وبحث معه الوضع في سورية والعراق.

وقالت الوزارة في بيان بهذا اللقاء: «خلال الحوار، تم تبادل وجهات النظر حول الجوانب المحورية للوضع في الشرق الأوسط، مع التركيز على الوضع في سورية والعراق، وسبل تسوية القضية الفلسطينية».

وأشارت إلى أن الوزيرين أكدا التزامهما بحلّ سياسي ودبلوماسي للأزمات التي تواجه المنطقة «عبر حوار وطني واسع، على أساس إطار قانوني دولي معترف به ويتوافق بشكل صارم مع ميثاق الأمم المتحدة».

إلى ذلك، حذّر أمين مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف من تكرار أزمتي سورية والعراق في أفغانستان، مشيراً إلى خطورة نقل واشنطن وبعض حلفائها الجماعات الإرهابية من سورية والعراق إلى أفغانستان.

وقال باتروشيف أثناء لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في طهران أمس الخميس: «المنطقة تتعرض لخطر يكمن في نقل الولايات المتحدة وبعض حلفائها الجماعات الإرهابية المهزومة من سورية والعراق إلى أفغانستان».

وأضاف أن «الإدارة الأميركية حولت الإرهاب أداة لتحقيق أهدافها في المنطقة، وهي تسعى للحيلولة دون عودة الأمن والاستقرار إلى المنطقة».

من جهته قال شمخاني في ما يتعلق بالغارات الصهيونية على سورية: «إسرائيل تسعى لاستمرار الأزمة في سورية وتقوم بدعم الجماعات الإرهابية واستهداف الجيش السوري والقوى التي تواجه الإرهاب، وفي حال استمرت في ذلك فإنها ستواجه بردود فعل ستجعلها نادمة».

ميدانياً، أوقعت وحدات من الجيش السوري قتلى في صفوف إرهابيي تنظيم «داعش» بينهم قناصون، وذلك خلال تقدمها بمنطقة تلول الصفا آخر معاقل التنظيم التكفيري في عمق بادية السويداء الشرقية.

وأفاد مصدر في السويداء بأن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة خاضت اشتباكات عنيفة مع إرهابيي تنظيم «داعش» بين الجروف الصخرية ذات الطبيعة الشديدة الوعورة على اتجاه قبر الشيخ حسين في منطقة تلول الصفا بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي على محاور تحركات وتجمعات الإرهابيين في المنطقة وعمقها.

وأشار إلى أن الاشتباكات أسفرت عن إحكام وحدات من الجيش السيطرة على مساحات جديدة من المنحدرات والجروف القاسية المليئة بالمغاور والكهوف والنقاط الحاكمة التي كان يستغلها الإرهابيون للتمركز والقنص وذلك بعد القضاء على العديد منهم بينهم قناصون وتدمير دشم وذخائر وأسلحة رشاشة كانت بحوزتهم.

ولفت المصدر إلى أن التقدم الجديد الذي حققته وحدات من الجيش على المحور الغربي والجنوبي الغربي والشمالي الغربي من تلول الصفا أدى إلى تشديد الطوق وقطع طرق إمداد إرهابيي تنظيم «داعش» في منطقة تلول الصفا وحرمانهم من معظم مصادر المياه وإفشال محاولات تسللهم وسط انهيارات متتالية وحالات فرار في صفوفهم باتجاه عمق المنطقة.

وأحكمت وحدات الجيش أمس، سيطرتها النارية من جهات عدة على منطقة قبر الشيخ حسين من المحور الغربي والشمالي الغربي والجنوبي الغربي لتلول الصفا بالتوازي مع فرض السيطرة على مساحات جديدة في أرض قاع البنات بعد اشتباكات عنيفة مع أرهابيي تنظيم «داعش» بين الجروف الصخرية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى