ديكارا الظاهر لـ«البناء»: بماء الفرات رسمت سوريانا المنتصرة ومداد الروح

دمشق – فاديا خالد

من شمال شرق العاصمة السورية دمشق.. وعلى ضفاف نهر الفرات حيث اكتفت إحدى أبهى مدن بلاد الشام مدينة الرقة أبجدية الفرات وتلونت بسمائه وتعمّدت بمائه يوم كان زلال، ولم تكده أيد غريبة. يسيل من أعالي طوروس سورية خالصاً تكونت الرقة المضرجة بالوجع والدهشة.

من الرقة بزغت ريشة ترسم للحمال لوحات وتغني الفن التشكيلي السوري بألوان قزح يهي تحاكي بجمالها وروعة لوحاتها أوابد الرقة وآثارها ..

ديكارا الظاهر فنانة تشكيلية استقت مواضيع لوحاتها وألوانها من شموخ وحضارة سورية محاكية مآثر كلود مونيه وفان غوغ وغيرهما من العالميين الكبار، ومن الفنانين السوريين كعبد الناصر الشعال وعبدالله أبو عسلي. وهي من عشاق أسلوب هذين الفنانين الكبيرين.

التقتها «البناء» خلال مشاركتها في معرض دمشق الدولي، وكان فكان الحوار التالي معها، هنا نصه.

ممكن تعريف قراء البناء على ديكارا؟

انا ابنة الرقة نموتُ وترعرعتُ على ضفاف الفرات ونما وترعرع معي عشقي للرسم والألوان الذي رافقني ذلك العشق طوال سني دراستي. وكان جلّ طموحي حينها أن أصل كلية الفنون الجميلة في دمشق.

وعن الرعاة الأوائل لمراحل عمرها الفني أجابت:

بدأت بتنمية موهبتي في المرحلة الإعدادية، وحظيت بدعم كبير ورعاية من أستاذتي ضحى أعرابي.

وتابع معي صقل هذه الموهبة الأستاذ مصطفى الصافي، وذلك من خلال تدريبي في المركز الثقافي في مدينة الرقة، وتابعت حتى وصلت الى المرحلة الجامعية. وهنا بدأ مشواري في دمشق حيث بدأت بالتدريب على يد الفنان ناجي عبيد لمدة 6 سنوات تتوّجت بمعرض للوحاتي في العام 2009 وكان ذلك بمناسبة يوم السياحة العالمي.

وعن معارض أخرى قالت :

أقمتُ معرضاً للتراث الشعبي عام 2010 كما شاركت بمعارض عدة على مدى أربع سنوات في التكية السليمانية وخان أسعد باشا العظم ومعارض عدة لاحقاً.

وحاليا أشارك بلوحات عدة في معرض دمشق الدولي موضوعاتها مستوحاة من البيئة التراثية الفراتية والتراث الشعبي لمحافظات سورية، إضافة الى مواضيع أخرى متنوعة.

وقد لاقت لوحاتي إقبالاً رائعاً سواء من محبي الرسم أو زوار معرض دمشق الدولي. ربما لأني رسمت سوريانا المنتصرة بماء الفرات ومداد الروح. الأمر الذي جعلني في غاية السرور ومنحني دافعاً قوياً لمتابعة مسيرتي في فن الرسم ولأبادل وفاء أهلي السوريين بوفاء المزيد من العطاء لمجد سورية.

ولدى سؤالنا عن أية معارض أقامتها خارج سورية، قالت:

ظروف الحرب حاصرتنا بشكل كبير وخاصة في الأمر المفعول الذي كان يعزل ما بين دمشق والرقة. وقيّدت الشباب أمثالي وكادت أن تئد أي حلم ممكن عندهم.

لكن السوري كما تعلمين، هو أشبه ما يكون بالعنقاء، يقوم من رماده، ولو توقفه صروف الدهر ولا نوائب الزمان. وهكذا نحن حافظنا على احلامنا في خفق الفؤاد وشغاف الروح لتأتي الظروف الملائمة فنخرج إلى النور افواجاً من الدهشة ولوحات للفن وامواجاً للغناء. أنوي في الغد القريب ان أشارك حيث تمكنني المشاركة في معارض دولية وعالمية، وإن غداً لقريب.

وكيف ترى إلى الفن، أخذت نفساً عميقاً، وبدأت تقول:

الفن جمال لا حدود له.. والاستمتاع الفني هو قمة الروعة بذات الروح للإنسان. والإبداع يخلق من روحه، لذلك الفن نتأثر بإحساسه… عشقي للفن هو ما يجعلني أعبر عما في داخلي من حب وتوق للحياة.. هو رسالة الجمال والأخلاق والصدق في داخلنا حيث تلوّنه قداسة نور الروح والعلم، ولأن عدو الفن هو الجهل …

والتاريخ بحد ذاته فن عندما ينقل لنا حضارات الأمم الماضية وميراث أجدادنا السوريين العريق…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى