دور المثقفين في مواجهة المرسوم رقم 16

يكتبها الياس عشي

يدور حوار ساخن على صفحات التواصل الاجتماعي حول المرسوم رقم 16 الذي يسمح، من جملة ما يسمح به، بتدخل ومراقبة وزارة الأوقاف السورية لبرامج التربية والتعليم، وغيرها من المواضيع التي تثير القلق عند الكثير من أنصار المجتمع المدني الذين يطالبون بفصل الدين عن الدولة، وعدم تدخل الدين في أمور القضاء والجيش والإدارة.

صحيح أنّ الدولة السورية وحلفاءها استطاعوا أن يعيدوا إلى الجغرافيا السورية أكثرية الأراضي التي احتلها المسلحون، ولكن السؤال: ماذا يفيد لو ربحنا الأرض كلها وخسرنا الفكر المبدع، الخلاق، الفكر السوري الذي لم يتوقف عن المشاركة في تغيير العالم منذ سبعة آلاف من الأعوام؟

الأرض مساحة جغرافية تكبر وتصغر مع مرور الزمن والأحداث التي ترافق حركة التاريخ، وأهمية الأرض لا تحدّدها الأحجام، بل تكمن في قدرة القائمين فوقها على الحوار، وقبول الآخر، بل الموت في سبيل ما نؤمن به. وهنا يبدأ دور المثقفين. يقول أدونيس في كتابه «فاتحة لنهايات القرن»:

«هكذا تسقط الحياة العربية ومقوماتها وطاقتها في أيدي ذوي السلطة من رجال السياسة والمال … ولا يعود هناك ما يمنع من أن يصبح الأمّي مشترعاً والجبان قائداً، والجاهل الغبي راسماً طريق المستقبل». ويختم «إنّ كاتباً يتشرنق لا يمكن آن يكون حرّاً».

أيها السادة المثقفون.. لا نريد أن يتكرّر مشهد رأس أبي العلاء معفّراً بتراب معرة النعمان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى