بوتين: محاربة الإرهاب الدولي في سورية أولوية.. بعدها سنعمل على إعادة إعمارها

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن محاربة الإرهاب الدولي بما في ذلك في سورية أولوية مطلقة.

وأوضح بوتين في كلمة له أمس، خلال مراسم اعتماد 22 سفيراً جديداً في موسكو أنه تمّ توجيه ضربة قاضية للإرهاب الدولي في سورية، لافتاً إلى أن بلاده تعمل على حل الأزمة فيها بما يضمن سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها.

وأعرب بوتين عن أمل بلاده بأن تكون عملية إعادة الإعمار في سورية مهمة مشتركة للمجتمع الدولي، موضحاً أنه توجد على جدول الأعمال حالياً مواضيع انتعاش الاقتصاد السوري والبنية التحتية وعودة ملايين المهجرين إلى وطنهم الأمر الذي سيقلل من عبء الهجرة في العديد من البلدان الأوروبية.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين شدّد قبل أيام على ضرورة احترام جميع الدول سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها مجدداً استعداد بلاده للحوار البناء مع جميع الدول بما يخدم حل الأزمة في سورية.

على صعيد آخر، حملت وزارة الدفاع الروسية الدول الغربية مسؤولية حصول المجموعات الإرهابية في إدلب على مواد سامة نتيجة تصرّفاتها اللامسؤولة ودعمها لمجموعات إرهابية لتنفيذ هجوم كيميائي بغية تبرير عدوان خارجي على سورية.

وذكر رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية الفريق فلاديمير سافتشينكو في بيان له مساء أول أمس أن الدول الغربية تخطط لاستخدام مجموعات تابعة لها في تنفيذ مسرحية كيميائية لاتهام القوات الحكومية السورية متجاهلة تعقيد الوضع في ما يُسمّى المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.

ووصف المسؤول العسكري الروسي هذه التصرفات بأنها «غير مسؤولة وتسببت بوقوع المواد السامة في أيدي إرهابيين من داعش والذين لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم».

تصريحات سافتشينكو جاءت على خلفية قيام مجموعة إرهابية بمهاجمة مقر لتنظيم «جبهة النصرة» قرب بلدة اللطامنة شمال محافظة حماة واستيلائها على كميات من المواد السامة كانت موجودة داخل المقرّ.

ولفت المسؤول العسكري الروسي إلى أن معلومات مؤكدة تشير إلى وجود إرهابيين من منظمة «الخوذ البيضاء» داخل المقر أثناء الهجوم الذي أسفر عن مقتل عدد منهم و«استيلاء الإرهابيين المهاجمين على أسطوانتين من غاز الكلور».

ولفت سافتشينكو إلى أن الاسطوانتين المسروقتين تمّ نقلهما إلى ريف حلب الجنوبي وتسليمهما هناك لإرهابيين من جماعة «حراس الدين» المعروفة بتبعيتها لتنظيم «داعش» الإرهابي.

وتؤكد مئات الوقائع والتقارير الميدانية امتلاك مجموعات إرهابية تابعة للغرب وفي مقدّمتها ما يُسمّى «الخوذ البيضاء» أسلحة كيميائية ومواد سامة داخل أوكارها ومقارها في إدلب وريف حماة الشمالي حصلت عليها عبر المعابر غير الشرعية مع الأراضي التركية بدعم وتسهيل من الدول الغربية ونظام أردوغان.

اعتراف بإزالة سورية للكيميائي

وفي سياق متصل، أكدت سورية أن إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وفاء سورية بإزالة كل أسلحتها الكيميائية وتأكيدها تدمير جميع مرافق إنتاجها المعلنة في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها هو إنجاز حقيقي لسورية يستحقّ الثناء.

وقال السفير بسام صباغ المندوب الدائم للجمهورية السورية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي في بيان ألقاه أول أمس أمام الدورة الـ 89 لاجتماعات المجلس التنفيذي للمنظمة المنعقدة حالياً، في مقرها في لاهاي «إنّه من المستهجن أن تشكك بعض الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية بهذا التنفيذ رغم أنها «الدولة الوحيدة الحائزة» التي لا تزال تماطل في الالتزام بالآجال المحدّدة لها لإنهاء وتدمير ترسانتها الكيميائية الضخّمة.

وأعرب صباغ عن الأسف إزاء عدم التعامل على نحو جدي مع المعلومات التي قامت سورية بإبلاغ الأمانة الفنية بها مراراً حول وصول أسلحة ومواد كيميائية سامة إلى أيدي التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أنه مع انهيار التنظيمات الإرهابية الآن في سورية بفعل تقدّم الجيش السوري فإنّها تعمد للهرب إلى دول أخرى كجماعة «الخوذ البيضاء» أو تعود إلى بلدانها الأصلية مزوّدة بالخبرة والقدرات الفنية على استخدام الأسلحة الكيميائية. الأمر الذي يحتّم تعزيز التعاون الدولي لمواجهة خطر اتساع رقعة التهديدات الإرهابية الكيميائية على أمن واستقرار الدول الأطراف.

وعبر المندوب الدائم مجدداً عن قلق سورية الشديد إزاء طرائق ومنهجية عمل فريق بعثة تقصّي الحقائق بشأن ادعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية فيها والتي شاب خلال جميع مراحل عملها الكثير من السلبيات ومنها النقص الكبير في المهنية واتباع نهج انتقائي وازدواجية في المعايير إلى جانب انعدام الشفافية في العمل وعدم احترام الإجراءات الواجب اتباعها بموجب الاتفاقية، وبشكل خاص اعتمادها على معلومات يتم جمعها من مصادر مشبوهة.

وأشار السفير صباغ إلى أن سورية قدمت طلبات متكررة لقيام مفتشي المنظمة بزيارة لمركز الدراسات والبحوث العلمية الذي تعرّض للعدوان الأميركي البريطاني الفرنسي على سورية في 14 نيسان من هذا العام، والذي مثل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وتجاهل بشكل كامل تأكيد المنظمة في تقريرها لعام 2017 على عدم وجود أي مواد كيميائية محظورة أو أي أنشطة غير مسموحة بموجب الاتفاقية.

وجدّد المندوب الدائم موقف سورية الرافض للتفسير الأحادي لأحكام الاتفاقية وتخويل المنظمة بصلاحية هي من اختصاص هيئة دولية وحيدة معنية بمسائل الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

العالقين في مخيم الركبان

في سياق آخر، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» إلى السماح بوصول الخدمات الصحية لعشرات آلاف السوريين العالقين في مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية.

وقال المدير الإقليمي للمنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خيرت كابالاري في بيان له: «مرة أخرى، تعود «اليونيسف» لتناشد جميع أطراف النزاع والمؤثرين فيهم، تسهيل وصول الخدمات الأساسية والسماح بها بما فيها الصحية إلى الأطفال والعائلات».

وأضاف أنه في الساعات الـ48 الماضية توفي طفلان آخران، رضيع عمره خمسة أيام وطفلة عمرها أربعة أشهر في الركبان قرب الحدود الشمالية الشرقية للأردن مع سورية، حيث الوصول إلى المستشفى غير متاح.

وحذّر كابلاري من أن «الوضع سيزداد سوءاً بالنسبة لزهاء 45 ألف شخص، بينهم الكثير من الأطفال مع اقتراب الشتاء، خاصة عندما ستنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وفي ظروف صحراوية قاسية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى