ورد وشوك

حلَّ الخوف ضيفاً مقيماً بيننا ما أقامت حرب ضروس شُنّت علينا تأخرنا لعرفنا ما كنهها ضيف غير مرحّب به تولد عنه القلق الذي كان سبباً أساسياً في تهيّب المستقبل وعدم الثقة بالحاضر من كثرة الصدمات النفسيّة التي أدّت بنا كأفراد إلى التقاعس عن الإقدام على أيّ خطوة جديدة مخافة الفشل، فتحوّلت حياتنا إلى جحيم بكلّ ما في هذه الكلمة من معنى. فقد أوصلنا خوفنا وقلقنا الجديد من الحاضر والمستقبل إلى درجة الشكّ بكلّ شيء حولنا. قلق عصابي مرضي في كثير من الأحيان أدّى إلى تعطيل معظم طاقاتنا فصرنا عرضة للضيق والتوتر، وبالتالي زاد إحساسنا بالعجز والفشل. وما هذا إلّا نتيجة لفقدان الشعور الداخلي بالأمن نتيجة سلسلة من الحوادث المهولة التي لا يمكن التنبؤ بها ولا تصور وقوعها بأي شكل من الأشكال. مواقف ضاغطة جعلتنا نكفر بالمثالية فأحلامنا تُسرق والسارق أخرق والحاضر أجوف والمستقبل مبهم!! هل يعني ذلك أن نبقى في المكان نراوح أم أننا في اتخاذ القرار للتقدّم بخطوات للأمام نقاوم؟ لنتحرّر من الخوف ونتحدّى القلق. يا ليت ضيفنا يوماً أحسّ بأنه ثقيل على الروح الخفيفة، فانتحر. فيا ربّي لا تُدخل جنّاتك مثله فيهرب منها الصالحون إلى سقر.

رشا المارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى