قالت له

قالت له: عندما تضيع الكلمات مني معك تستضعفني بدلاً من أن تسعفني.

قال لها: تأخذينني على تفسيرات العداء لا الحب.

قالت: أحسبك مترصداً كي أخطئ.

قال: ما حاسبتك يوماً.

قالت: لتثبت أنك الأفضل.

قال لها: لو لم أكن لما بقيتِ.

قالت: ولو لم أكن لما بقيتَ.

قال: لكنك كل يوم تحاسبين على أوهام وأنسى وأسامح على حقائق وتنسين.

قالت: إذن يهمك إثبات أنك الأفضل.

قال لها: لا أبذل جهداً ليثبت ذلك، فمن يحب يتصرّف كما يتنفس. ومن يبذل الجهد ليسامح أو يصعب عليه أن يسامح لا يحب إلا نفسه. وكثيرة هي الأشياء التي تثبت بلا جهد لإثباتها، لأنها كظل الشجر من طبيعة التكوين.

قالت له: لماذا لا أجدك رحوماً عندما أضعف.

قال: لأنكِ تضعفين في اتجاه وتستقوين عليّ وأسأل نفسي لماذا تهتمين لكلامي ما دمت هذا الشرير الذي تتخيلين؟

قالت: لأنني أرفض الصورة التي تريد أن ترسمها عني.

قال: وأنا رغم رفضي للصورة التي ترسمين لا أستقوي.

قالت: لتثبت أنك الأفضل.

قال لها: سأبدأ بأن أكون الأسوأ من اليوم فهل نتفق؟

قالت: ولماذا أبقى معك إن كنت الأسوأ؟

قال: إذن؟

قالت: لا بدّ من الخلاف.

قال: منه أخاف.

قالت: لكننا نعود.

قال: بمزيد من الوعود.

قالت: وعد جديد.

قال: لا تريدين ما أريد.

قالت: أريد المزيد.

قال لها: سنعيد.

وأمسك يدها بهدوء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى