أبحاث في تأثير الأزمات على الصحافة بكتاب لمانيا سويد

يرصد كتاب صحافة الأزمة «الرصد، التحليل، التصعيد، التنبؤ» للدكتورة مانيا سويد المدى الذي يمكن فيه للأزمة أن تلعب دور المؤثر تجاه الصحافة فيكشف الحالات التي تتجاوز حد التأثير المتبادل.

ويكشف الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب عن الأسباب والدوافع التي تؤدي إلى خضوع الصحافة لتأثير الأزمة، وبحث ما إذا كانت تلك الأسباب أو الدوافع نابعة من الصحافة نفسها لإيمانها بأفكار بعينها أو تبنّيها سياسات تروّج لها أو نابعة من قوة الأزمة نفسها.

ويرفض الكتاب فكرة التأثير الأحادي أي تأثير الصحافة في الأزمات وإنكار تأثير الأزمات فيها، فهذا منطق غير واقعي. ومن الثابت أن الصحافة تتأثر بالأحداث التي تتعامل معها، لكن الدكتورة سويد تضع تصوراً للحالات التي ينجرف فيها الصحافي أمام تيارات بعينها ويتصرف بردة الفعل فيضيع من بين يديه هدفه الأسمى تجاه الأزمة لمواجهتها والتصدي لها.

وتعرّف سويد الأزمة ملقية الضوء على معناها اللغوي الحقيقي والأصلي والمجازي ثم تنتقل الى تعريفها وفق رؤيتها الخالصة، معتبرة أنها الوجه المتفاقم لأي حدث تجاوز المجرى العادي للأمور، كما تعرض بصورة تفصيلية للزوايا التي تنطلق منها الأنواع المختلفة للأزمات من حيث مكان نشوئها وحجم الأثر الذي تخلفه وطبيعتها ومداها.

وتحدّثت الباحثة في الباب الثاني عن أربعة أنواع من الظواهر الصحافية التي تظهر في ظل الأزمات وهي «صحافة الرصد» و«صحافة التحليل» و«صحافة التصعيد» و«صحافة التنبؤ»، كما خصصت سويد بحثاً ضمن كتابها عن ضرورة الالتزام بأخلاقيات مهنة الصحافة عند تعاطيها مع الأزمات دولياً وعربياً.

وخلصت الباحثة الى مجموعة من التوصيات ركزت على ضرورة ان تقوم الصحافة في زمن الأزمات بدور حقيقي وفاعل ودعوة الصحافيين الذين يتعاملون مع الأزمات الى دراسة نظرية الأزمة بشكل معمق.

كما أوصت سويد بالاستعانة بأهل الخبرة والرأي عند تناول أي موضوع له علاقة بالأزمات وكيفية التفريق بين المعلومة والرأي إضافة الى الاستفادة من التجارب الرائدة في التعامل مع الأزمات.

والدكتورة مانيا سويد كاتبة وصحافية حائزة درجة الدكتوراه في الإعلام من الجامعة الأميركية في لندن. وهي عضو اتحادَي الكتاب العرب والصحافيين في سورية وصدرت لها مجموعة من المؤلفات من أهمها: «أوراق الكينا» و»موسوعة سينما وأدب» إضافة الى العديد من الدراسات في مجالات السينما والمسرح والإعلام.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى