مسرحية «معانقات» لنورا مراد مزاوجة للأدب مع لغة الجسد

سامر إسماعيل

توّجت مسرحية معانقات لفرقة ليش للمسرح الحركي عشرة عروض قدمتها الفرقة بإدارة الفنانة نورا مراد منذ تأسيسها عام 1999 لتكون تجربتها الجديدة مشتقة من كتابي أفواه الزمن والمعانقات للكاتب الأورغوياني إدواردو غاليانو في خطوة نحو المزاوجة بين الأدب ولغة الجسد.

المسرحية التي قدّمت على مسرح القاعة متعدّدة الاستعمالات في دار الأسد للثقافة والفنون بدا عرضها رتيباً في خياره بالتعامل مع المادة الأدبية جنباً إلى جنب مع الرقص، فاستند الى توليف مناخ بصري عبر استخدام ثلاث شاشات لعرض صور فوتوغرافية وزعتها مراد مخرجة العرض ومعدّته على يمين ويسار وفوق كراسي الصالة مبرمةً ما يشبه علاقة بين لوحات حركية أخذت شكل النمرة مع قراءة لمقاطع من مؤلفات غاليانو على لسان كل من الممثلين مجدي المقبل وفرح دبيات.

وابتعد العرض عن التنويع في الإيقاع الذي جاء باهتاً ومحايداً للغاية في التعامل مع نصوص الكاتب اللاتيني الفادحة في ذكائها وعمقها المعرفي والفكري مبقية على خشبة مائلة اقتصر شغل راقصيها في معظمه على العمق دون توظيف هذا الميلان لصالحهم.

واشتقت نورا مراد من كتاب غاليانو مقطعاً من أفواه الزمن الذي نقل إلى العربية وغيرها من اللغات الحية جاء فيه: «الطبيب الذي يتولى العناية بحديثي الولادة في أحد المستشفيات يقول إن أول حركة للكائن البشري هي العناق فبعد الخروج إلى الدنيا في بدء أيامهم يحرك حديثو الولادة أيديهم كما لو أنهم يبحثون عن أحد.. أطباء آخرون ممن يتولون رعاية أناس عاشوا طويلاً يقولون إن المسنين في آخر أيامهم يموتون وهم يرغبون في رفع أذرعهم.. هكذا هو الأمر مهما قلبنا المسألة ومهما وضعنا لها من كلمات. ففي هذا ببساطة يختزل كل شيء بين خفقتين بالأذرع دون مزيد من التفسيرات تنقضي رحلة الحياة».

يُذكر أن عرض «معانقات» من إنتاج وزارة الثقافة، دار الأسد للثقافة والفنون بالتعاون مع صندوق الدعم العربي «آفاق» ومؤسسة الحلول الإلكترونية و»فرقة ليش» للمسرح الحركي وهو من أداء كل من حازم الجبة وزين العابدين سليمان وسارة المنعم وسماح غانم وظريفة راجحة ولارا بخصار ومجد عريج ودراماتورجيا نبيل الأسود وسينوغرافيا غيث المحمود وتصميم أزياء ولاء طرقجي وسيناريو وتصميم حركي نورا مراد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى