الجعفري زار الحريري وباسيل: سوق الإعمار والبناء في العراق مفتوح أمام لبنان

استكمل وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري والوفد المرافق لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين فزار مساء أمس، الرئيس المكلف سعد الحريري في «بيت الوسط»، وتناول اللقاء آخر المستجدات المحلية والعربية والعلاقات الثنائية بين البلدين. وزار الجعفري وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وتناول البحث العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع والتطورات في المنطقة.

بعد اللقاء عقد الوزير باسيل ونظيره العراقي مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهله باسيل بالقول: «صحيح ان الشعبين اللبناني والعراقي قويان وجيشيهما أثبتا قدرة استثنائية على الانتصار، ولكن انا اعتبر ان القوة الأكبر هي قوة الشعب بفكره وعقله والذي يعطي نموذجاً حقيقياً لرفض التطرف والأحادية وإحلال لغة الحوار. وهذا ما اعطى لبنان القدرة لتخطي مصاعبه الداخلية وكذلك العراق. وتمنى ان تستعمل الدول الاخرى تعبير اللبننة والعرقنة في سبيل تغليب الحوار واعتماد الحلول السياسية التي أعتقد أننا متفقون باعتمادها لحلول أزمات المنطقة وسورية عبر المسارات التي اعتمدت في أستانة وجنيف. وشدد على ان الحل السياسي في سورية هو السبيل الامثل للحلول الطويلة الامد. بالتأكيد نحن نتفق على أن عودة النازحين واعادة الإعمار في سورية هما ضرورة ولا يمكن ربطهما بأي أمر آخر، ونحن والعراق عملنا في كل المحافل الدولية والعربية وكنا على تنسيق دائم ومواقفنا كانت متطابقة، واذا عمم هذا التطابق على الدول العربية تكون صحتنا العربية جيدة جداً ومصدر قوة حقيقية لبلداننا ولعالمنا العربي».

وأشار باسيل إلى أن «الحديث خلال اللقاء تطرق إلى العلاقات الثنائية وفتح معبر نصيب وهو المتنفس للبنان ولسورية»، متمنياً «فتح الحدود بين العراق وسورية ما يعطي المزيد من الأوكسيجين الاقتصادي الذي نحتاجه لننتقل من مواجهة التطرف إلى مرحلة الازدهار الاقتصادي والتكامل بين لبنان وسورية والعراق والأردن والمنطقة كلها، لنعوّض كل مصائب الحرب التي مرّت علينا. فنحن بلدان يكتنزان الكثير من الموارد الطبيعية والبشرية وتسمح لنا بوعد شعوبنا بالازدهار».

وأمل في «المرحلة المقبلة أن تكون حكومة للبنان وكذلك حكومة للعراق ما يعني الاستقرار للبلدين لينتقلا بعدها الى تفعيل العلاقات الاقتصادية والاستفادة منها لإغناء البلدين».

واستهل الجعفري بدوره، كلامه بوصف اللقاء مع الوزير باسيل «بالرئة المفتوحة التي نتنفس من خلالها الأحداث والهموم المشتركة ونتحدّث ونتكامل مع الإعلام سياسياً».

وأضاف: «استطاع العراق ان يلوي عنق الإرهاب ولم تكن تجربته بسيطة وهي تشبه تجربة لبنان. فالحشد الشعبي كان النقطة البارزة والأساسية واستطاع ان يقلب صفحات الحرب من حروب تقليدية إلى حروب جديدة غير تقليدية وتضحيات والانتصار على الإرهاب. و كما لديكم «حزب الله» في لبنان الذي أنجح المقاومة نحن لدينا الحشد الشعبي الذي حول الحرب إلى حرب غير تقليدية».

وتابع الجعفري: «العراق يقف اليوم على أرض الانتصار وسبق أن حدد خريطة الطريق وكان يطمح الى تحقيق الانتصار، ووقفت معنا دول العالم والمنطقة لكن العبء الأساسي والاثقل تحمله العراقيون، الا وهو تقديم الدم وصناعة النصر والتحمت كلمة السياسيين في خطاباتهم جميعاً لصياغة الخطاب العراقي الموحد رغم كل الخلافات الموجودة. وفي الوقت نفسه تحركت الجماعات المسلحة كلها في خندق واحد وواجهت الارهاب وانتصرت عليه وأحدثت ردات فعل ايجابية لدى دول العالم التي وقفت جميعها الى جانب العراق عندما رأت وحدة شعبه ما أضاف اليه قوة جديدة، ولذلك دوى صوت دول العالم في الامم المتحدة وفي الجامعة العربية للوقوف الى جانبه الذي انسجم مع حركاته الوطنية والإقليمية والدولية وان شاء الله يمضي في هذا الطريق لتحقيق النصر».

وأكد الجعفري ان «هناك مصالح مشتركة بين البلدين» مشيرا الى «الزيارات الكثيرة المتبادلة والمستمرة بين الشعبين ما ينعكس ايجاباً بين البلدين». وأكد أن «لا حدود مشتركة بين البلدين إلا أن الهموم والتحديات هي مشتركة ولا زال الارهاب يشكل تحدياً في المنطقة رغم ان البلدين تعافيا من هذا الهم، لكن وجود الارهاب في اي دولة هو بمثابة جرس إنذار يقرع من حين الى آخر مهدداً سلامة البلدين».

وختم قائلاً: «لا العراق ولا لبنان يختزلان الأمن والسلم في بلديهما انما يريدان نشر السلم والمحبة والامن في كل الدول ونحن نتطلع الى انتصار السلام والامن في كل العالم».

ورداً على اسئلة الصحافيين حول اختفاء الصحافي جمال الخاشقجي قال باسيل: «يجب علينا ان ننتظر نتائج التحقيق لنتمكن من إعطاء موقف رسمي، ومن الطبيعي ان نكون الى جانب الحقيقة. وفي كل مرة تقع حادثة مشابهة عليها لغط تكون مناسبة للتأكيد أن احترام هذه الاتفاقات الدولية وحده تستطيع رعاية وتنظيم العلاقات بين الدول وفق مبدأ السيادة واحترام الشرعية الدولية». ووصف الوزير العراقي من جانبه «الحادثة بالغريبة والمفاجئة والمرفوضة وتمس بحقوق الانسان».

من جهة ثانية ورداً على سؤال اعتبر باسيل ان «العراق هو سوق كبير للبنان»، وقال: «إن إقفال الحدود امام لبنان كسر الميزان التجاري بشكل كبير»، آملاً بعد فتح معبر نصيب مع الأردن ان» يفتح معبر الـ بو كمال مع العراق ليتنفس الاقتصاد اللبناني خصوصاً القطاع الزراعي وتحديدا تصريف موسم التفاح اللبناني».

وأكد الجعفري بدوره، أن «السعي حثيث وجاد لفتح المعابر»، معتبراً أن «الاقتصاد مهم ويدخل في سياق العلاقات السياسية والجادة لفتح المعبر»، معتبراً أن «سوق الإعمار والبناء في العراق مفتوح أمام الدول الصديقة التي يمكنها أن تساهم في إعادة الإعمار ولبنان دولة لها شركاتها وإمكانياتها والسوق أمامها مفتوح».

وعن التعاون النفطي مع لبنان قال الجعفري: «لن نتردد في كل ما يشكل مصلحة للبلدين».

وعن حقوق اللبنانيين الذين غادروا العراق في التسعينيات أكد الجعفري أن «القضاء العراقي لن يتردد بإعطائهم حقوقهم اذا كانت لديهم حقوق قانونية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى