محمد بن سلمان… مستقبله السياسي على المحك!

ناديا شحادة

تواجه الإدارة السعودية بعد اختفاء الصحافي المعارض جمال خاشقجي عدة أزمات هي الأسوأ منذ صعود ولي العهد محمد بن سلمان إلى السلطة، فيبدو أنها لم تدرك وهي تخطط للتخلص من خاشقجي أنّ هذه الخطوة ستحمّلها أعباء كبيرة وفضائح أكبر من تعاطيها مع ملفات المنطقة الشائكة، فلا يُخفى على أحد من متابعي الشأن الخليجي عامة والسعودي بشكل خاص حجم التخبّط الذي تمرّ به المملكة في ما يخصّ سياساتها الداخلية والخارجية.

ويرى الخبراء أنّ السعودية لم يعد بمقدورها التكتم وإخفاء حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها في ظلّ فشل الطبقة السعودية الجديدة في التعاطي مع الأزمات الخارجية الطارئة. والتي تزامنت مع انهيارات في النفوذ السياسي الخارجي السعودي في كلّ الأبعاد والاتجاهات، وهزائم عسكرية وسياسية متلاحقة ابتداءاً من سورية مروراً باليمن انتهاء بمواجهة إيران وفشل الحصار الرباعي التي تقوده الرياض على قطر وأخيراً قضية خاشقجي الذي انقلب من صحافي مقرّب من البلاط الملكي إلى معارض بارز للحكم في السعودية.

فالعائلة المالكة تعيش الآن حالة من الغليان وهذا ما أكده أحد أمراء العائلة المالكة السعودية خالد بن فرحان آل سعود وهو معارض ومنفي خارج المملكة، وقد أكد لصحيفة «ألموندو» الاسبانية أنّ مقتل خاشقجي يعدّ الشرارة التي كانت مفقودة لإحداث ثورة، وهي نقطة البداية لحركة داخلية حقيقية ضدّ ابن سلمان، الذي أضحى مستقبله السياسي بين أيدي الأعضاء المشاركين في هيئة مكوّنة من أركان العائلة المالكة السعودية التي اجتمعت منذ عدة أيام وناقشت المشاكل المتعلقة بخلافة العرش حسب ما جاء في صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

من الطبيعي أن نشهد تدخلاً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومحاولة لفلفة جريمة مقتل خاشقجي ومحاولة تبرئة ولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي في السعودية، من أي ذنب يُنسب له مقابل ابتزاز السلطات السعودية للحصول على أكبر قدر من الأموال، ولكن هناك جهات تقف في وجه مخططات الرئيس ترامب، منهم السيناتوران الجمهوريان ماركو روبيو المرشح الأميركي السابق للرئاسة، وليندسي غراهام الذي وصف ولي العهد بالرجل المدمّر واتهمه بأنه أعطى الأوامر باغتيال خاشقجي في مقابلة مع محطة «فوكس نيوز»، مؤكدا أنّ السلطة السعودية تتعامل مع القيم الأميركية بازدراء ولا بدّ لابن سلمان أن يرحل لأنه شخصية مؤذية لا يمكن أن يكون قائداً عالمياً على الساحة الدولية، بالإضافة إلى 22 مشرّع طالبوا بتفعيل مادة فرض العقوبات في الدستور الأميركي على الدول الأجنبية التي تنتهك حقوق الإنسان، وكذالك الصحافة الأميركية التي شكلت جبهة موحدة لمعارضة نهج إدارة ترامب وإصرارها على كشف المتورّطين في الجريمة ومحاسبتهم وعلى رأسهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

فمع الأزمة السياسية التي تعصف داخل الأبواب المغلقة للمملكة، ومع الاهتمام الدولي بقضية الصحافي والكاتب جمال خاشقجي، ومع الضغط الذي تعيشه الإدارة الأميركية ومع إعلان الرئيس الأميركي أنّ بلاده بحاجة إلى السعودية في الحرب ضدّ الإرهاب وأنها حليف دائم وهامّ للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. فهل سيقدم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على الإطاحة بنجله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بسبب تورّط المملكة في قضية قتل وتقطيع جثة الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول، وذلك لتفادي أزمة قد تعصف بين واشنطن والرياض ولتفادي زعزعة كبيرة داخل العائلة المالكة بشكل خاص وفي المملكة بشكل عام؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى