معادلة غزة غيّرت «إسرائيل»

ـ منذ نهاية حرب تموز 2006 ورغم إغراءات الحرب في سورية لـ «إسرائيل» لتوهّم تغيّر توزان الردع عبر الحدود اللبنانية ثبت أنّ «إسرائيل» «العنيدة» والمتغطرسة تعرف معنى أن تقع تحت الردع وتتصرّف بواقعية، وهذا معنى الكلام الإسرائيلي عن ملاحقة شحنات سلاح للمقاومة عبر سورية وتفادي العمل العسكري في لبنان.

ـ «إسرائيل» «الواقعية» تكرّرت كمشهد منذ نصب الجيش السوري لصواريخ «أس 300» الروسية بالتعامل مع الأمر الواقع الجديد بتهيّب التورّط في مواجهة غير محسوبة، وهي لم توقف غاراتها حتى الآن على الأقلّ كرم أخلاق بل لأنها رغم ادّعاءات عدم الاعتراف بأنّ قوتها تتآكل، تأخذ تآكل قوّتها بالإعتبار قبل التورّط في استعمالها.

ـ على حدود غزة حشود وتهديدات «إسرائيلية» وحديث عن عملية عسكرية كبرى، وقد صاغت «إسرائيل» منهجاً عسكرياً لعقود عنوانه اختيار الحرب بدلاً من تحمّل أعباء الاستنزاف البطيء والمتواصل وهي اليوم مع غزة أمام امتحان القدرة على تطبيق هذا المبدأ الذي عملت بموجبه عقوداً طويلة ولم يعد نافعاً.

ـ القلق من تبعات الحرب والتورّط فيها يدفع القيادة «الإسرائيلية» للتفكير جدياً بمعادلة عكسية قوامها التعايش مع الاستنزاف الطويل بدلاً من التورّط في حرب يمكن البدء بها ولا يمكن ضمان السيطرة على مسارها ولا رسم نهايتها.

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى