الحاج حسن يبحث مع رئيسة «يونيدو» تطوير المناطق الصناعية

بدأ وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن المحادثات في إيطاليا قبل ظهر أمس، باجتماع عقده في مقر مكتب منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية يونيدو في روما بمشاركة رئيسة المنظمة في روما ديانا باتاجيا ومديرة وزارة البيئة والأراضي والبحار الإيطالية غابريللا روسي كرسيبي ومدير وكالة التنمية الإيطالية أنطونيو أفالون والممثل الاقليمي للمنظمة في لبنان كريستيانو باسيني.

وشارك عن الجانب اللبناني المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون وسفيرة لبنان في إيطاليا ميرا الضاهر ورئيسة قسم تمويل البرامج في مجلس الإنماء والإعمار الدكتورة وفاء شرف الدين وعضو جمعية الصناعيين اللبنانيين داني عبود ووفد من وزارة الصناعة.

باتاجيا

في بداية الاجتماع، رحبت باتاجيا بالحاج حسن والوفد المرافق، وقالت:» سبق للوزير الحاج حسن أن شارك في نشاطات ومحادثات معنا هنا في روما، وكانت بناءة ومفيدة».

وأشارت إلى أن «منظمة يونيدو تطبق برنامجا ممولاً من وزارة البيئة الإيطالية بهدف تشجيع اقامة الشراكات بين شركات الأعمال الخاصة في دول حوض المتوسط Mena region ومثيلاتها الإيطالية».

وقالت: «نحن نتطلع إلى تطوير العلاقات مع لبنان وتشجيع نقل الخبرات والتكنولوجيا والشراكات في قطاع الطاقة المتجددة. إنّ مجتمع الأعمال الإيطالي مهتم جداً بالمشاركة في مشروع تطوير المناطق الصناعية اللبنانية كونه يتطابق مع النموذج الإيطالي إلى حد كبير».

وزير الصناعة

بدوره، ركز الحاج حسن «على العلاقات التاريخية بين لبنان وإيطاليا على محتلف المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية والسياحية»، مثمناً «الدور المهم الذي يضطلع به السفراء الإيطاليون الذين يتعاقبون على المهام الديبلوماسية في بيروت من أجل تقوية هذه العلاقات، ولا سيما منهم السفير ماسيمو ماروتي الذي يضطلع بدور مهم على هذا الصعيد. ويقدر لبنان مساهمة إيطاليا في قوات الطوارىء الدولية لحفظ السلام في جنوب لبنان يونيفيل ».

أضاف: «العلاقات التي أرسيتها مع المسؤولين الإيطاليين ليست جديدة. وتعود إلى زمن تولي وزارة الزراعة قبل عشر سنوات. ونشكر حكومة إيطاليا على دعمها المستمر للبنان ولا سيما الوكالة الإيطالية لتطوير التعاون. واستمرت هذه العلاقة في النمو مع تولي وزارة الصناعة من خلال برامج عديدة تنفذها الوزارة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية يونيدو وتمولها إيطاليا. نحن نقدر هذه العلاقة ونشجع على مواصلة هذه الشراكة والتعاون خصوصاً أنّ ايطاليا تعد الشريك الأوروبي التجاري الأول للبنان».

ولفت إلى أنّ لبنان «أطلق مشروعاً جديداً تعتبره وزارة الصناعة والحكومة اللبنانية أولوية لديها ويتعلق بإقامة وتطوير مناطق صناعية جديدة في لبنان. ونحن هنا اليوم للقاء المسؤولين الإيطاليين ولاستكشاف النموذج الإيطالي الخاص بالمناطق الصناعية ودراسة سبل التعاون مستقبلاً على هذا الصعيد. وكما نعلم جميعاً، ساهمت إيطاليا مساهمة كبيرة في مؤتمر سيدر مانحة لبنان فرصة مهمة للاستثمار. ونحن نرحب بدور إيطالي بارز على صعيد الاستثمار في لبنان، لا سيما أنّ ايطاليا سبق لها أن التزمت من خلال شركة ايني الإيطالية قسماً من مشروع استخراج النفط والغاز في لبنان».

وشكر لمنظمة يونيدو «التعاون المثمر والتنسيق المستمر بينها وبين وزارة الصناعة»، لافتاً إلى أن «لبنان ووزارة الصناعة محظوظان بوجود إيطالي كمنسق لليونيدو في لبنان وهو السيد كريستيانو باسيني الذي يضطلع وفريقه بدور إيجابي وديناميكي لتوثيق العلاقات مع وزارة الصناعة وكوادرها».

باسيني

وتحدث باسيني عن «مسيرة التعاون الطويلة والفعالة بين منظمة يونيدو ووزارة الصناعة في لبنان، خصوصاً على صعيد تطبيق برامج ودعم تطوير الاستراتيجية الوطنية لإقامة المناطق الصناعية الجديدة في لبنان».

وشكر إيطاليا على الدعم والهبات التي قدمتها من أجل تطوير هذا المشروع، مثمناً «دعم البنك الاوروبي للاستثمار والبنك الأوروبي للإعمار والتطوير لهذا المشروع». وقال: «نحن هنا اليوم للاطلاع على المناطق الصناعية الإيطالية وعلى التجمعات العنقودية المتخصصة Clusters ومن المعروف أن إيطاليا متقدمة جداً على هذا الصعيد. ويهمنا إطلاع الفريق اللبناني على الخبرات الإيطالية».

جدعون

ثم عرض جدعون استراتيجية وزارة الصناعة حول إقامة المناطق الصناعية الحديثة، موضحاً أنّ هذه المناطق «ستساهم فعلياً وجدياً وعملياً في تطبيق أهداف وزارة الصناعة التنموية والتطويرية المرسومة في رؤيتها لغاية 2030»، كاشفاً أنّ «آخر إحصاءات الوزارة العام 2017 تقدر أنّ عدد العاملين في القطاع الصناعي في لبنان يصل الى 134 ألف عامل، فيما بلغ حجم التصدير في العام 2017 قرابة مليارين ونصف المليار دولار».

أضاف: «انطلاقاً من سلسلة الأهداف الموضوعة ومن بينها تعميم الإنتاج المستدام والمتخصص وتكبير حجم التصدير وتوسيع السوق المحلي، بدأت وزارة الصناعة بالعمل على مشروع إعادة تأهيل المناطق الصناعية الموجودة حالياً وإقامة مناطق جديدة وحديثة ومتطورة ومجهزة بالبنى التحتية وشبكة مواصلات واتصالات وخدمات فعالة وملبية لأكثر الحاجات تطلباً».

وتابع: «تتطلع الوزارة إلى اقامة المناطق الصناعية الحديثة بشكل مترابط من الجنوب إلى الشمال مروراً بالبقاع شرقاً، لتتكامل مع خط السكك الحديد المزمع اعادة تشغيله لربط خطوط الإنتاج في هذه المناطق مع المرافىء على طول خط الساحل اللبناني، ومع شبكات أنابيب الغاز والفيول الذي يعمل على استكشافه واستخراحه خلال السنوات المقبلة. فتترابط المناطق الصناعية وبالتالي الإنتاج والتصدير مع شبكة المواصلات باتجاه سوريا فتركيا شمالا، وباتجاه سورية فالعراق شمال شرق، وباتجاه سورية فالأردن فالدول الخليجية لإعادة إحياء طريق الحرير».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى