الجعفري: لن تسمح الحكومة السورية أن تتحوّل إدلب لـ«كهوف جديدة لتورا بورا».. ودي ميستورا يقول إن دمشق رفضت مشاركة الأمم المتحدة في اللجنة الدستورية

أكد مندوب سورية لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أن دمشق عازمة على استعادة إدلب في الوقت الذي تراه مناسباً، ولن تسمح بتحويل المدينة لمعقل للإرهابيين.

وقال الجعفري، في كلمته بمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط أمس، إن «الحكومة السورية ستستعيد إدلب في الوقت الذي تراه مناسباً لأنها جزء من تراب الوطن، ولن تسمح الحكومة السورية أن تتحول إدلب لكهوف جديدة للإرهابيين».

وقال الجعفري: إدلب جزء غالٍ من سورية والدولة مصمّمة على بسط سيادتها عليها بالكامل عندما ترى ذلك مناسباً، وهذا حق يضمنه ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي مع إعطاء فرصة للعمل السياسي والدبلوماسي، مشدداً على أن «الدولة السورية لن تسمح بأن تتحول إدلب إلى كهوف جديدة لتورا بورا. وهذا الأمر محسوم».

وأوضح الجعفري أن ما يُسمّى «التحالف الدولي» غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة أقدم مساء الجمعة الماضي على ارتكاب جريمة نكراء طالت عشرات المدنيين السوريين حيث استهدفت طائراته بشكل متعمّد المنازل السكنية في قريتي السوسة والبوبدران في ريف محافظة دير الزور الجنوبي الشرقي ما أدى إلى استشهاد 62 مدنياً معظمهم نساء وأطفال وجرح عدد كبير بعضهم في حالة حرجة.

وأشار الجعفري إلى أن «من دعوا إلى عقد جلسة مجلس الأمن اليوم إنما يحاولون تفريغ التعاون بين الحكومة السورية والأمم المتحدة وهو تعاون أثمر الكثير من الإيجابيات على مدى سنوات الأزمة»، مؤكداً أن «ما طرحه بعض أعضاء المجلس حول عدم رغبة الحكومة السورية بالانخراط في أي تعاون مع المنظمة الدولية لا يستوي مع الوقائع. فسورية دولة مؤسسة في الأمم المتحدة وتم انتخابها لعضوية مجلس الأمن ثلاث مرات أي ليست حديثة العهد بأهمية هذه المنظمة الدولية ولا بأهمية هذا المجلس».

وأكد الجعفري أنه انطلاقاً من احترام سورية لدور الأمم المتحدة في تيسير الحوار بين السوريين التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم في دمشق المبعوث الخاص دي ميستورا قبل يومين، حيث جرى خلال اللقاء بحث الجهود المبذولة من أجل إحراز تقدّم في المسار السياسي للأزمة ومتابعة الأفكار المتعلقة بالعملية السياسية ولجنة مناقشة الدستور الحالي التي كان قد تم بحثها في اللقاء الذي جمع الوزير المعلم والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في نيويورك على هامش أعمال الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وحول تشكيل اللجنة الدستورية قال الجعفري إن «دور الأمم المتحدة والمبعوث الخاص يقتصر على التيسير وليس فرض الوصاية على الحوار السوري – السوري».

من جهته، أعلن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم رفض أي دور للمنظمة في اختيار قائمة للجنة الدستورية وطالب بسحب مقترحها حول القائمة الثالثة.

وقال دي ميستورا في كلمة له أثناء جلسة لمجلس الأمن الدولي مكرّسة لمناقشة مسألة تشكيل لجنة صياغة الدستور السوري الجديد، وعقب لقائه وزير الخارجية السوري: «الوزير المعلم لم يقبل دور الأمم المتحدة، كما قال إن حكومتي سورية وروسيا اتفقتا على أن ضامني أستانا سيعدون مقترحاً وسيقدّمونه للأمم المتحدة» .

وأكد دي ميستورا استعداد الأمم المتحدة لسحب مقترحها بشأن القائمة الثالثة في حال تمّ التوصل إلى قائمة جديدة متوازنة، قائلاً: «الوزير المعلم عرض أن أسحب القائمة الثالثة المقترحة التي كانت على الطاولة. وأشرت إلى أن الأمم المتحدة يمكن أن تسحب مقترحها إذا كان هناك اتفاق على قائمة جديدة متوازنة وذات مصداقية، تتوافق مع القرار 2254 ومخرجات سوتشي».

وأعرب دي ميستورا عن تطلعه إلى استضافة اجتماع لضامني مسار أستانا للتسوية السورية للتباحث حول تشكيل اللجنة الدستورية، مضيفاً: «يجب أن أغتنم كل الفرص في الوقت المتبقي في ولايتي، كي يتحقق إذا أمكن تشكيل لجنة دستورية متوازنة».

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، قد قال في وقت سابق، إنه يعتزم تقديم تقارير إلى قادة كل من روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا حول الوضع في سورية في القمة المقبلة في اسطنبول.

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي في مجلس الأمن حول نتائج زيارته لسورية «غداً سأذهب إلى اسطنبول لأبلغ كلاً من فرنسا وألمانيا وروسيا وتركيا بشأن القضية السورية».

إلى ذلك، جدد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التأكيد على ضرورة مواصلة الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية.

ولفت بيسكوف في تصريح للصحافيين أمس، نقلته وكالة سبوتنيك إلى أن الدول المشاركة في القمة الرباعية في اسطنبول غداً اليوم وهي روسيا وألمانيا وفرنسا وتركيا متفقة تماماً في الهدف الرامي لإيجاد تسوية سياسية للأزمة في سورية، لكنهم مختلفون في وجهات النظر بشأن الآليات والتكتيك المناسب لتحقيق ذلك، معتبراً أنه ليس هناك تناقض في الهدف المشترك ولكن في النهج.

وقال بيسكوف: «سيتم خلال القمة تبادل الآراء حول الوضع في سورية ولا سيما دفع عملية التسوية السياسية واتخاذ المزيد من الخطوات لتعزيز الأمن والاستقرار فيها وتسهيل عودة المهجّرين وإعادة تأهيل البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد».

وكان بيسكوف أكد في التاسع عشر من الشهر الحالي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيشارك في القمة الرباعية حول سورية المزمع انعقادها في اسطنبول اليوم، مشيراً إلى أنه يجب عدم توقع حدوث اختراقات أو صدور قرارات حاسمة.

على صعيد آخر، أطلق رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان «تحذيراً نهائياً» لمن يهدد حدود تركيا ويعرضها للخطر، مؤكداً أن أنقرة مصممة على تكريس اهتمامها لشرق الفرات، لا لمنبج الواقعة في ريف حلب شمالي سورية.

وقال أردوغان خلال كلمته باجتماع رؤساء فروع حزب العدالة والتنمية في الولايات بالعاصمة أنقرة، أمس: «إنه تحذير نهائي لأولئك الذين قد يعرّضون حدود تركيا للخطر.. أنقرة مصممة على تركيز انتباهها على المقاتلين الأكراد السوريين شرق الفرات وليس على منبج». وأضاف أن منطقة شرق الفرات سيتم تطهيرها بالكامل من الإرهابيين وستُعاد لأصحابها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى