الأحمد: الأجيال القادمة هي مَنْ سيُمسِك مقاليد الأمور

رانيا مشوِّح

هم كتبة التاريخ القادم، حماة المستقبل، حفظة إرث الماضي والحاضر، ولأنهم هكذا من حقهم أن يمهِّد لهم مجتمعهم ويبني لهم وطنهم قاعدة أمان ممرّدة بالثقافة والتاريخ والرقي والحضارة ومن هنا قامت وزارة الثقافة وبرعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس بإطلاق معــرض كتاب الطــفل الأول تحــت عنوان «طفل يقرأ… مجتمع يبــني» فــي مكتــبة الأســد الوطنــية بدمشق. هذا وقد افتتح المعرض وزير الثــقافة محمد الأحمد، حيث صرّح قائلاً:

«إن الحرب التي شنّت على سورية في السنوات الماضية كانت حرباً ثقافية في المقام الأول، وتهدف إلى محو ذاكرة سورية التي تتكدّس فوق آلاف من سنوات الحضارة فهشموا الآثار وسرقوا المتاحف وعاثوا الخراب في البلاد».

وأضاف: قدر سورية أن تنهض من جديد وتردّ على الإرهاب بالثقافة التي تبدأ من الطفل ومن هذا الجيل الذي سيمسك مقاليد الأمور، والمعرض يضم مختلف صنوف الأدب والعلم والتسلية التي من شأنها أن تكّون الطفل وتحصنه، هذا المعرض وفي دورته الأولى هو إهداء إلى شاعر الأطفال سليمان العيسى.

كما قال الدكتور ثائر زين الدين مدير الهيئة العامة السورية للكتاب: معرض كتاب الطفل في دورته الأولى يتوجه إلى الأطفال والناشئة بمشاركة 35 دار نشر معظمها سورية، ويضم جناح وزارة الثقافة حوالي 600 عنوان يتوزّعون في مجالات عديدة من الخيال العلمي، الدوريات، والكتب المترجمة، وسلسلة أعلام ومبدعون، وترافق المعرض أنشطة عديدة موسيقية، سينمائية، وورشات للأنشطة العديدة.

وأضاف: ثمة سابقة تقوم بها وزارة الثقافة مع وزارة التربية لتقديم ما لا يقل عن 50 عنواناً هدية لكل مدرسة تزور المعرض في مبادرة لافتة لتشجيع القراءة.

وبدوره تحدّث هيثم الحافظ رئيس اتحاد الناشرين السوريين عن المعرض: سورية تخطو سريعاً في نمو صناعة النشر وذلك بدعم من وزارة الثقافة، والبداية من معرض كتاب الطفل، لخلق جيل قارئ وواعِ، وهو بداية لنجاحات مقبلة علينا المساهمة في تعزيزها وتحفيز الطفل على القراءة.

كما حدثنا المايسترو أندريه معلولي: الموسيقى تستطيع أن تبني جسوراً من المحبة مع الآخــر، والأطفــال في إبداعــهم وتحضيراتهم على مدى عام كامل يقدمــون رســالة للعالم بــأن أطــفال سورية على قدر من الثقافــة والوعــي رغم أعمارهم التي لا تتجاوز 15 سنة.

من جانبه أوضــح محــمد من «دار المعــارف اللبنانية» عن أهمــية الكتاب بالنسبة للطــفل: إن التوجــه للطفل بات ضرورة ملحــة، والكــتاب يجــب أن يصل للطــفل بشــكل جــذاب يغريــه بالقــراءة.

وتتنوّع كتب الأطفال في جناح الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتشمل الكتب التعليمية وكتب التسلية والكتب التربوية والعلمية، حيث قال محمد هادي تسخيري: الطفل يلقى عناية خاصة في إيران وهناك مركز خاص لرعاية الطفل، خصوصاً في سنواته الأولى لأنه الأقدر على تلقي المعلومة، ومن الأهمية بمكان هذا التبادل الثقافي بين البلدين.

ويُذكر أن معرض كتاب الطفل الأول «طفل يقرأ، مجتمع يبني» يستمر لغاية 31 / 10 / 2018.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى