قنديل: موقع سورية الجغرافي المتوسط وتنوّعها الديموغرافي جعلا منها قوة مركزية مرتضى: على الإعلام أن يواكب إعادة الإعمار كما واكب العمليات العسكرية

فاديا مطر

أكثر من 77 شركة ومؤسسة إعلامية وإعلانية عربية وأجنبية التقت في مدينة المعارض ـ دمشق وتفاعلت ضمن معرض سورية الدولي للإعلام والإعلان «ميديا إكسبو سيريا» الذي نظمته «مجموعة مشهداني الدولية للمعارض والمؤتمرات».

ويختص المعرض الذي استمر أربعة أيام بالإعلام والإعلان والتقنيات الإعلامية والطباعة الحديثة ومستلزماتها وبرمجيات الرسم والتصميم ثنائية وثلاثية الأبعاد ويسلط الضوء على أحدث ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في هذا المجال.

وقد جال وزير الإعلام عماد سارة على أجنحة المعرض واستمع من القائمين على أجنحة الوسائل الإعلامية والمؤسّسات الإعلانية المشاركة إلى شرح عن طبيعة عملها والصعوبات التي تواجهها وسبل تذليل العقبات التي تعترضها، منوهاً بأهمية الإعلام ودوره الأساسي خلال المرحلة المقبلة.

وأوضح مدير عام مجموعة مشهداني خلف مشهداني أنّ ميديا إكسبو سيريا» هو أوّل معرض متخصّص للإعلام والإعلان والتقنيات الإعلامية وتقنيات الطباعة الحديثة ومستلزماتها وبرمجيات الرسم والتصميم الثنائية والثلاثية الأبعاد، حيث يسلط الضوء على أحدث ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في هذا المضمار ويستقطب أبرز وأهم الشركات العاملة في تصنيع مستلزمات الدعاية والإعلان والتصوير والإنتاج الإعلاني وتقنياته الحديثة ومعدّات الصوت والإضاءة وخدمات ووسائل الربط وصولاً إلى هندسة تطبيقات الإعلام والتسويق الرقمي.

وأضاف مشهداني: يعمل «ميديا إكسبو سيريا» على جمع كافة المهتمين بالإعلام والإعلان ووسائله المتعدّدة تحت سقف واحد وفي جو عمل متشابه، ما يقرّب المسافة بين مصنعي وسائل الإعلام والإعلان ومستخدميها، ويشكل فرصة فريدة لكافة مقدّمي الخدمات الإعلامية وصانعي الإعلان للوصول إلى كبار المستهدفين لخدماتهم وبصورة أسرع.

ندوة «تحديات الإعمار والهوية السورية»

على هامش المعرض، قدم رئيس تحرير صحيفة «البناء» ناصر قنديل ندوة بعنوان «سورية بين صناعة النصر وتحديات الإعمار» رأى فيها أنّ الحرب على سورية غيّرت نظريات السياسة التقليدية والتي قسّمت الدول إلى مركزية فاعلة وقوية في السياسة والاقتصاد والعسكر تتخذ القرارات الكبرى، ودول أطراف تابعة لتلك الدول المركزية. واعتبر أنّ الصمود السوري رسّخ وجود سورية كدولة فالق استراتيجي. وأضاف: سورية لا تملك قوة عتاد عسكري ولا اقتصاداً قوياً يجعلان منها قوى كبرى لكنّ موقعها الجغرافي المتوسط وتنوعها الديموغرافي جعلا منها قوة مركزية قادرة على تغيير المعادلات التي تحاول الدول العظمى رسمها، وقد نجحت سورية عبر التاريخ في إدارة الحدث العالمي، لذلك حمل نصر سورية عمقاً تاريخياً، فنصرُ الرئيس بشار الأسد ليس مجرد نصر قائد دولة في مواجهة حرب شنتها دول فاقت تحالفاتها تحالفات الحربين العالميتين. وبالتالي فإنّ صمود سورية غيّر خارطة العالم.

وتابع قنديل: الجيش السوري كرّس نظرية الجيش الذي لا يقهر عندما قاتل على أكثر من ألف نقطة وهو ما فرض خطوطاً حمراء في المواجهة مع العدو الصهيوني ستكرسها روسيا بما يتوافق مع مفهوم الدولة ذات السيادة.

واعتبر قنديل أنّ مشروع العروبة هو الذي يجعل سورية قوة حاضرة في الإقليم، كما أنّ دور سورية العروبي يعطيها هويتها كقلب العروبة النابض. سورية المتماسكة.

وحول مفهوم إعادة الإعمار، رأى قنديل أنّ إعادة بناء الإنسان هي الأساس في المرحلة المقبلة بالاتفاق على الهوية السورية الجامعة. وأضاف: تحديات سورية تتمثل في أمرين هما مواجهة تطرف العروبيين الساعين إلى الإقناع بالعرب كأساس للعروبة، وهو ما لا يمكن قبوله، ففصل العرب عن العروبة ضرورة لإعمار سورية والتطرف الثاني تطرف اللاعروبين بالتوجه إلى العجمية والانضواء وراء الحدود، وهو مشروع هدّام وغير مقبول لدى شريحة واسعة من المجتمع السوري وعلى السوريين الاتفاق على مشروع هوية سورية الذي يتطلب توازناً بين العلمانية والتدين بحيث لا ينجرف العلمانيون إلى رفض الدين الذي يجد أرضية في الشارع السوري، ولا ينجرّ المتدينون، من جهتهم، إلى التطرف البعيد عن الهوية السورية التي منحت كلّ الأديان بعدها الإنساني. فسورية منحت المسيحية والإسلام أبعاداً أقوى وعمقاً فكرياً.

وقال: «المسيحية التي دخلت سورية غير المسيحية التي نقلتها سورية إلى العالم وكذلك الإسلام السوري الذي انتشر في العالم مختلف عن الإسلام الذي دخلها.

وتلا الندوة توقيع كتاب «حزب الله فلسفة القوة» لقنديل بحضور إعلامي وجماهيري كبير.

مواكبة إعادة الإعمار

وأكد مدير مكتب قناة العالم في سورية حسين مرتضى لـ»البناء» أهمية دور الإعلام خلال إعادة الإعمار وحضوره الفاعل في تغطية انتصارات سورية ضمن محور المقاومة، كما واكب العمليات العسكرية خلال السنوات الماضية. وأضاف: من الضرورة مواكبة الإعلام للتطورات السورية وكما كان الإعلام كتفاً إلى كتف إلى جانب عناصر الجيش السوري وحلفائهم في محور المقاومة من لبنان إلى روسيا إلى إيران، هذه الانتصارات التي رسخها الإعلام يجب تحويلها اليوم إلى مواكبة التطورات العمرانية والاجتماعية والثقافية التي بدأنا نلحظها في سورية خلال الفترة الماضية وهو ما يفرض رؤية إعلامية موحّدة.

رجب

وتحدث الصحافي الكويتي فخري هاشم السيد رجب عن مشاركته مشيراً إلى أنّ القلم الكويتي كان له أهمية في كشف المؤامرة المستمرة على سورية منذ ما يقارب الثماني سنوات وفي إظهار الصورة الحقيقية للإعلام الكاذب الذي يتهم الحكومة السورية رغم انتصار الجيش السوري، مؤكداً أنه لا يزال يقف مع الحكومة السورية وكان له كتاب بعنوان «سامحينا يا شام» قبل الأزمة ويقف مع الحكومة بعد الأزمة أيضاً، وهو مؤلف كتاب بعنوان «كسر الرقم الصعب» الذي نال تكريماً.

مشاركات متنوعة

ومن بين المشاركين في معرض «إكسبو سيريا 2018» رئيس مجلس إدارة «الجمعية الوطنية للشباب والتنمية» الدكتور عامر قوشجي الذي اعتبر في حديث لـ»البناء» أن المعرض هو ملتقى وفعالية تشجع إبراز المنتجات، مضيفاً أنّ المكان والزمان لهذا المعرض يُعدّان إعلان نصر للإعلام السوري والمقاومة أمام تداعي الإعلام المغرض، خصوصاً في الدول التي كان إعلامها ضدّ الدولة السورية.

وأكد قوشجقي أنّ الشريحة الأقدر على التطوير والبناء، في المجالات كافة، هي شريحة الشباب التي هي محور عملنا، لافتاً إلى أنّ إطلاق «المشروع الوطني للتدريب» منذ العام 2007 حتى الآن له أهمية قصوى في جعل الشباب قيد السبر في العمل والتدريب والإنتاج في سبيل صقل المهارات، مشيراً إلى أنّ تشجيع الشباب يكون عبر إدخالهم إلى سوق العمل أو احتضان مشاريعهم في حضن العمل أو تمويل المشاريع التي نرى أنها عاملة ومنتجة ليكون مشروعاً قائماً بحدّ ذاته من خلال دعم الجمعية بشكل غير مباشر.

وأضاف: إنّ أهم الانجازات منذ عام 2005 هو مرور الجمعية في الأزمة حتى الآن من دون أن تتأثر أو تقلّ فاعليتها، لافتاً إلى أنّ المشروع المقبل قريباً هو توفير فرص العمل في السوق بمتطلبات السوق وهو يتبع لمشروع آخر تحت عنوان «الشباب يعمل» المعني بتأمين فرص عمل لـ120 شاب وشابة أو تمويل مشاريعهم، بالإضافة إلى مشاريع أخرى مثل المكتبة الوطنية المعنية بالبحث العلمي الجامعي، وصولاً إلى المكتبة الإلكترونية في الشرق الأوسط التي تحتوي أكثر من مليون كتاب، بالإضافة إلى مشروع دعم أسر الشهداء وذلك بتوفير الرعاية المدرسية من خلال متطوعين من الجمعية وتوفير الضمان الصحي للذين يمرون بصعوبات حالياً، حيث نقدم الدعم لهم.

وأوضح المدير التنفيذي لشركة «ترانيت» للإعلان التسويقي معتصم الدبس أنّ الأهمية الاستراتيجية لمشاركته في المعرض هي التواجد الدائم في المعارض التي تخصّ الميديا في سورية، كون «ترانزيت» شركة إعلانية تتميز بأكبر مساحة إعلانية بالنسبة إلى لوحات التصميم الجدارية والسطحية، مضيفاً أنها متواجدة أيضاً في اللوحات الإلكترونية عبر قياسات كبيرة غير متواجدة في السوق المحلية حالياً.

وأكد استشاري المبيعات والتسويق والمدرّس لمادة التسويق في عدة جامعات سورية فراس نخلة، والذي يحمل مشروعه الخاص المسمى «بروتارغيت»، أنّ أهمية التسويق تكمن في نجاح المؤسسات الإعلامية، فيما العملية التسويقية ككل تعتبر ذات أهمية كبرى لدى أفراد المجتمع وحتى على المستوى المؤسساتي الإعلامية، باعتبار أنّ الإعلان والإعلام هما مزيج ينطوي تحت مبدأ الترويج ويجب أن يكون كل منهما في مكانه الأمثل.

وأكد أنّ العمل الإعلامي عندما لا يلتزم فنياً ولا يحوي هدفاً إعلانياً مثالياً، فهو يهدف إلى إعلام المستهلك بوجود السلع والخدمة وبثّ الدعاية حول ميزات وفوائد يستطيع المستهلك الاستفادة منها.

وأشار نخلة إلى أنّ العمل التسويقي يجب أن يكون في أوج التأثير الذي لا يتم إلا عبر الخبرة في البحث التسويقي مروراً بدراسة السوق وتحديد الفئة المستهدفة والطريقة الصحيحة لمخاطبتها.

واعتبر الصحافي في جريدة «الأيام» ومدير التسويق في موقع «هاشتاغ سورية» أنطوان بصمجي أنّ سر التواجد في خضم المنافسة على المراكز الأولى سواء أكانت إذاعية أو صحافية، هو اعتماد الكادر العامل على مواد خاصة بفكرة نشأتها من الصحافيين ومآلها لتكون قيد التحقيق وإيصال المعاناة بالاعتماد على التحقيقات العميقة والاستقصائية الموثقة، سواء عبر الورق أو المقال أو التصريح أو الفيديو، وهو الهدف الأبرز للارتقاء بالعملية الإعلامية وتسليط الضوء على الحواجز المانعة لتطورها.

ورأى المسؤول الإعلامي في شركة «أفكار للدراسات الاستشارية» أغيد كركوتلي أنّ المعرض عمل على توسيع مفهوم الإعلام والإعلان وتطويره، كأساس نجاح أي فعالية، ولا بد من استخدامه بالطريقة المثلى من قبل المستهلكين الذين لا يغيرون أسلوب استخدامهم للتقانات والوسائل الإعلامية ما يفرض قفزة نوعية لزيادة اهتمام الشباب خاصة، بالتعرف إلى وسائل الإعلام أكثر والمحتوى الإعلامي أي مضمون هذه الوسائل واستخدام شبكة الإنترنت من خلال ابتكار المزيد من التطبيقات التي تسهم في خدمة المواطن بسرعة وسهولة.

معرض فني

وشكل المعرض فرصة للمواهب الشابة بإبراز أعمالها حيث نظمت التشكيلية الشابة سلام الأحمد معرضها الفردي الأول «أرواح ملونة» في أحد أجنحة المعرض وضمّ المعرض 22 لوحة بأحجام تراوحت بين الصغير والمتوسط والكبير بتقنية الزيتي بأسلوب تعبيري يحتفي بالأنثى بكلّ حالاتها ضمن هالة من التزيين الزخرفي والألوان الغنية بتنوعها والمتقاطعة هندسياً يعتمد أسلوباً فنياً ينحو باتجاه فنون الاتصالات البصرية الإعلانية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى