دمشق تؤكد دعمها لمواطنيها في رفضهم للاحتلال و«مجالسه المحلية».. وأهالي الجولان يؤكدون «أنهم سوريون ومش ناقصهم هوية»

رفض أزلي كرّسه أبناء الجولان السوري للاحتلال بكل أشكاله وممارساته أمس، وقد تجسّد الرفض في اعتصامهم أمام المدرسة الثانوية في بلدة مجدل شمس المحتلة رفضاً لإجراء سلطات الاحتلال ما تسمّى «انتخابات المجالس المحلية» التي حاول الاحتلال فرضها عليهم وكانت مقرّرة أمس غير آبهين باعتداءات قوات الاحتلال وإجراءاته التعسفية.

ووجّهت وزارة الخارجية والمغتربين السورية رسالتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بشأن انتخابات ما يسمى «المجالس المحلية»، التي تحاول سلطات الاحتلال الصهيوني إجراءها في الجولان السوري المحتل.

وقالت وزارة الخارجية إن «ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترمي إلى إضفاء الشرعية على مؤسسات غير شرعية أصلاً وتمثل سلطة احتلال وهي محاولة تهدف إلى تمرير مشاريعها التهويدية الاستيطانية عنصرية الطابع كما تهدف إلى شرعنة وتكريس الاحتلال وتطبيق القانون الإسرائيلي على الجولان السوري المحتل».

وأضافت الخارجية «سورية تجدد تأكيدها على أن الجولان العربي السوري المحتل جزء لا يتجزأ من أراضيها وستعمل على إعادته إلى الوطن الأم عاجلاً أم آجلاً بكل السبل والوسائل المتاحة، كما تؤكد دعمها للمواطنين العرب السوريين في مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي ولإجراء هذه الانتخابات غير الشرعية وفي رفضهم لقرار ضمّ الجولان العربي السوري».

وتابعت وزارة الخارجية «سورية تطالب مجلس الأمن الدولي بالتحرك العاجل لحفظ الأمن والسلم الدوليين من خلال إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين السوريين في الجولان المحتل وإلزام إسرائيل باحترام قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ذات الصلة ووقف سياساتها الاستيطانية غير القانونية وإجراءاتها القمعية بحق أهلنا في الجولان».

وفي السياق، شهدت بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل صباح أمس تظاهرات حاشدة قبيل فتح صناديق الاقتراع في الانتخابات البلدية المحلية التي أجرتها سلطات الاحتلال الصهيوني. وطوّق أهالي مجدل شمس الثانوية حيث وضعت صناديق الاقتراع، وقالوا «لن نسمح بأي قرار يحاول العدو الإسرائيلي فرضه علينا».

مصادر قالت من مجدل شمس إن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على المعتصمين وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز وأسلحة محرمة دولياً باتجاههم حيث أصيب البعض منهم، بعد أن طلبت إخلاء المنطقة خلال ربع ساعة وإلا فسيتمّ الإخلاء وتفريقهم بالقوة. ولفتت إلى نشوب حريق في إحدى التلال جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز على المعتصمين لتفريقهم. وأضافت أن الاحتلال يعزز قواته لقمع المعتصمين، إلا أن الأهالي يصرّون على البقاء في أماكنهم وقاموا بنصب خيمة كبيرة لتأكيد الاستمرار في تحركهم.

ولفتت المصادر إلى أن أبناء الجولان المحتل سيواصلون اعتصامهم واحتجاجاتهم حتى إلغاء كامل الانتخابات المحلية، موضحة أن نسبة التصويت في مجدل شمس هي صفر في المئة.

وطالب أهالي مجدل شمس الأمم المتحدة بالحماية الدولية لهم بوجه تعسّف الاحتلال، مؤكدين أن الجولان سيبقى سورياً.

ولفت مصدر إلى إصابة عدد من المعتصمين فى بلدة مجدل شمس ووقوع حالات اختناق بين الشيوخ والأطفال والنساء جراء اعتداء قوات الاحتلال الصهيوني بالغاز السام والقنابل الصوتية والدخانية والرصاص على المعتصمين.

وبين المصدر أن أهالي مجدل شمس تصدّوا لقوات الاحتلال الصهيوني التي حاولت اقتحام مكان الاعتصام، لافتاً إلى انفجار لغم أرضي زرعته قوات الاحتلال الإسرائيلي في إحدى التلال المحيطة بمكان الاعتصام في بلدة مجدل شمس.

وكان أهلنا في قرية بقعاثا المحتلة جددوا في بيان أصدروه اول أمس وقوفهم ضد الإجراءات الصهيونية الرامية إلى تهويد الجولان المحتل وطمس عروبته مؤكدين تمسكهم بانتمائهم لوطنهم الأم وبالهوية العربية السورية.

هذا وأعلن أهالٍ في الجولان السوري المحتل إضراباً عاماً اليوم الأربعاء رفضاً لممارسات سلطات الاحتلال الصهيوني التهويدية مؤكدين تمسكهم بالهوية السورية.

على صعيد آخر، أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف عدم وجود أي تهديدات لتقويض الاتفاق الروسي التركي حول منطقة وقف التصعيد في إدلب. وقال بيسكوف أمس، إن تركيا تبذل جهوداً كبيرة للوفاء بالتزاماتها، مؤكداً «نحن لا نلمس أي تهديد حتى الآن».

وأضاف بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يقل فقط خلال القمة الرباعية في اسطنبول إن أنقرة تنفذ التزاماتها حول اتفاق إدلب، بل أشار إلى أن «الوضع معقد جداً هناك»، حيث يستمر إطلاق النار من حين لآخر». وأوضح أنه سيتم إبلاغ الجانب السوري بالتفصيل بشأن ما تضمنته المناقشات حول اتفاق إدلب خلال قمة اسطنبول.

وعقدت قمّة رباعية في اسطنبول في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل لبحث آخر التطورات في سورية، وتأكيد ضرورة الحل السياسي للأزمة في البلاد.

كما شدّد المجتمعون على دعمهم للاتفاق الروسي التركي حول إدلب.

يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الرئيس التركي اليوم أن القوات المسلحة التركية ستوسّع عدوانها شرق الفرات بسورية «للقضاء على المسلحين الكرد الإرهابيين»، مؤكداً «استكمال الخطط والتحضير للعملية»، بحسب تعبيره.

بحث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف زيادة المساعدات لسورية مع نائب المبعوث الأممي الخاص إلى سورية رمزي عز الدين رمزي. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن الجانبين «ناقشا الوضع في سورية وحولها. وتم تركيز الاهتمام على تفعيل العملية السياسية على أساس مقررات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي». وأضاف البيان أن «الجانب الروسي أكد ضرورة زيادة المساعدات لإعادة إعمار سورية، بما في ذلك توفير الظروف بأسرع ما يمكن لعودة اللاجئين والنازحين».

جدير بالذكر أن تأكيد أهمية تهيئة الظروف المناسبة للعودة الآمنة والطوعية للنازحين واللاجئين السوريين إلى الوطن، وحمايتهم من الزجّ بهم في صراع مسلح، والاضطهاد السياسي أو الاعتقال التعسفي، كان من بين نقاط البيان الختامي الصادر عن القمة الرباعية حول سورية، والتي عُقدت في اسطنبول يوم 27 أكتوبر الجاري بمشاركة روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا وبحضور المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى