«اللقاء التشاوري»: الكرة في ملعب الرئيس المكلّف ولا تطابق في الموقف مع عون الفرزلي: هذه العقدة ليست مستجدة ونصرالله دعا سابقاً إلى أخذها في الاعتبار

بينما لا يزال رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري خارج البلاد «في زيارة خاصة»، ونفي أوساطه أن يكون معتكفاً، تواصلت الدعوات إلى الإسراع في تشكيل الحكومة وإيجاد حل لما سمي بعقدة تمثيل اللقاء التشاوري للنوّاب السنة المستقلين فيها، مع إصرار هؤلاء على إسناد مقعد وزاري لنائب من بينهم حصراً. وإذ أكدوا أن الكرة باتت في ملعب الحريري تساءلوا» لماذا التعددية حصلت على الساحتين الدرزية والمسيحية، بالمقابل لماذا الإصرار على الأحادية والحصرية في الطائفة السنية؟ وما هو الثمن المدفوع والمعطى من أجل بقاء هذه الأحادية؟».

الفرزلي

وفيما الجميع ينتظر بلورة الصورة الحكومية قبل عيد الاستقلال المقبل، رأى نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي ، أنّ «كل الأفرقاء السياسيين يصرّون على تشكيل حكومة وحدة وطنية، والدليل على ذلك أنّ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري اخذ في الاستشارات النيابية معظم أصوات النواب، أما الاختلاف اليوم فطبيعي في الطوائف وفي ما بينهم، وهذا ما هدف اليه القانون الارثوذكسي ، بخلق التعددية داخل الطوائف وإلغاء الأحادية».

وأكّد أنّ «موقف حزب الله واضح بالنسبة لحلفائه بأنه لن يشارك في حكومة لا يتمثّل فيها حلفاؤه السنّة، كما كان موقف الحريري برفضه تشكيل حكومة من دون القوات اللبنانية «، لافتاً إلى «أنّ موقف حزب الله أخلاقي في هذا الإطار،» واّيّد الفرزلي موقف رئيس الجمهورية ميشال عون ، بأنه يجب ان يبقى الحريري قوياً، وإذ شدّد على ان «هناك عقداً امام تأليف الحكومة في كل الطوائف ما عدا عند الشيعة لأنهم متفقون» أشار إلى «أن العقدة السنية ليست مستجدّة ولم تظهر في اللحظة الأخيرة، و السيد حسن نصرالله كان ذكر في مراحل سابقة، أنه يجب أخذ هذه العقدة في الاعتبار، ولكنه ربما ارتكب خطأ تكتياً بعدم تظهيره هذا الإصرار منذ البداية»..

اللقاء التشاوري

من جهته، أكد عضو اللقاء التشاوري للنوّاب السنة المستقلين النائب عبد الرحيم مراد أنّ الكرة في ملعب الحريري في ما يخصّ العقدة السنيّة، مشيراً إلى أنه « منذ اللحظات الأولى كان الحديث من جانبنا، أنه لا يجوز تجاهل النواب السنّة لأنّ ذلك يعني تجاهل الرأي العام الذي أوصلهم»، معتبراً أنّ «الحريري يرفض توزير أيّ نائب من خارج تيار المستقبل «.

بدوره، سأل عضو اللقاء التشاوري النائب جهاد الصمد تعليقاً على موضوع تمثيل السنّة المستقلين في الحكومة: «لماذا أجرينا الانتخابات وفق النظام النسبي بحال رفض دخولنا إلى الحكومة؟ ما يعني أنّ الحكومة الحالية هي امتداد للحكومة السابقة»، أضاف: «التعدّدية حصلت على الساحتين الدرزية والمسيحية، في المقابل لماذا الإصرار على الأحادية والحصرية في الطائفة السنية ؟ وما هو الثمن المدفوع والمعطى من أجل بقاء هذه الأحادية؟». وقال «نحن نحترم رأي الرئيس ميشال عون في ما خص موضوع تمثيلنا إلاّ انه لا يوجد تطابق بالمواقف، وهناك قطبة مخفية في هذا الملف».

وأشار الصمد إلى أنّ رئيس «التيار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل «طالب بالمساواة والمشاركة في قرار السلطة التنفيذية، ونحن نرفض أيّ لعب بالنظام بعد الطائف ولا يجوز لأحد اللعب بحقوق الطوائف وصلاحياتها»، لافتاً إلى «أنّ فريق باسيل يملك 11 وزيراً أيّ الثلث المعطل في الحكومة يعني أنه يتحكم بمجلس الوزراء ويستطيع فرط الحكومة ساعة يشاء». وأكد «أنّ الموضوع لم يعد فقط تمثيلاً بل أصبح قضية صلاحيات وثلثاً معطلاً». داعياً إلى «تطبيق المعيار الواحد في تشكيل الحكومة .

بقرادونيان

من ناحيته، شدّد رئيس حزب «الطاشناق» النائب هاغوب بقرادونيان على «ضرورة إيجاد حلّ للعقدة السنيّة»، لافتاً إلى أنّ «هناك حلولاً دستورية، وهذه الحلول يمكن أن تكون أصعب من تأليف الحكومة ولكن في النهاية الرئيس الحريري سيعود إلى لبنان».

وناشد بقرادونيان رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل «أن يضع خريطة طريق لحلّ هذه المشكلة»، مشيراً إلى أنّ «الذي يجد حلاً بين « القوات « و» التيار الوطني الحر « وبين النائب طلال أرسلان ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ، سيجد حلا لهذه العقدة».

التحرير والتنمية

ودعا عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي عسيران في تصريح، «رجال الدولة المسؤولين عن الشعب إلى أن يعودوا إلى المشورة بين بعضهم البعض لحل العقد وتسيير أمور الشعب الذي هو مسؤولية في رقابهم»، مؤكداً أنه «لن يفيد أي طرح آخر، والمطلوب المزيد من المشاورات لبلورة حلول تأتي بالخير على لبنان ولعلها تكمن في تغير منظومة التفكير الحالية لكي نرى أفقاً جديداً».

ولفت إلى أن «الوزارات الفضفاضة بالعدد ليست بالضرورة الحل»، مشدّداً على أن «المهم جداً العمل على تأليف حكومة لإنقاذ البلاد وتحمل المسؤوليات».

وأشار عضو الكتلة النائب فادي علامة إلى «أنّ المشكلة في ملف تشكيل الحكومة داخلية تتعلق بتوزيع الحصص، ونحن مع تأليف حكومة وحدة وطنية لأن الأيام المقبلة لن تكون سهلة على الصعيد الاقتصادي».

وأكد أنّ كتلة التحرير والتنمية جاهزة للتحاور مع الجميع، داعياً «جميع الأفرقاء إلى التعاون من أجل الوصول إلى حل وتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن».

إلى ذلك، رأى « تجمّع العلماء المسلمين « على أنّ «من المؤسف أنّ الحكومة اللبنانية لم تشكّل إلى الآن، وحجّة التأخير هي عدم اعتماد المعيار المحقّ في التمثيل الّذي يعطي للسنة المستقلين حقّ التمثيل في مجلس الوزراء بوزير على الأقل»، لافتاً إلى أنّ «هذا التصلّب من الرئيس الحريري لا مبرّر له، وإذا أراد تشكيل حكومة أكثرية فلها معايير أخرى قد لا تأتي به رئيساً، ولكن لأنّ المطروح والمطلوب هو حكومة اتحاد وطني، فلا بدّ أن يكون هو رئيس الحكومة ولا بدّ من تمثيل الجميع ضمن معايير واحدة، ومنهم السنة المستقلون».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى