مدراء وكالات أنباء عربية بينهم لبنان ناقشوا في ألمانيا العمل على تلافي نقل المراسلين الأجانب تقاريرهم بتأثيرات مسبقة

عقد عدد من مدراء وكالات الأنباء العربية برئاسة رئيس الاتحاد مدير عام وكالة الأنباء الكويتية الشيخ مبارك الإبراهيم الدعيج اجتماعاً مع كبار المسؤولين في وكالة الأنباء الألمانية DPA، في مركزها الرئيسي في برلين، وشاركت عن لبنان مديرة «الوكالة الوطنية للإعلام» لور سليمان.

في بداية الاجتماع تحدث الامين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية الدكتور فريد ايار عن الهدف من الاجتماع.

ثم تحدث رئيس مجلس إدارة الوكالة الالمانية ومديرها العام بيتر كروبش عن تاريخ تأسيس الوكالة وطريقة عملها، لافتاً إلى أن «عدد العاملين فيها يبلغ 1300، بينهم ألف صحافي موزعين على 55 مكتباً داخل ألمانيا و107 مكاتب في العالم.

وأكد كروبش حيادية الوكالة الألمانية وموضوعيتها في نقل الأخبار، مشدداً على احترام خصوصية الأديان والدول.

ولفت إلى أنّ هناك مشروعاً جديدا أطلقته الوكالة الالمانية وهو مشروع الأخبار الخاص بالأطفال.

كما قدمت هيئة التحرير في اللغتين الإنكليزية والعربية عرضا مصورا عن عمل الوكالة الالمانية ومشاريعها المستقبلية.

ورقة عمل

بعد ذلك تمت مناقشة ورقة عمل مقدمة من وكالات الأنباء العربية وجاء فيها: «بعد التطورات المتسارعة في مجال الاتصالات التي نتج عنها تشكيل المنصات الكبيرة كالفيسبوك وتويتر، بالإضافة إلى التشكيلات المتعددة لأجهزة التواصل الاجتماعي، يفرض هذا الأمر إعادة ترتيب شؤون وكالات الأنباء وعلاقات بعضها بالبعض الآخر، ذلك لأن ما يحصل حالياً يشكل دون شك خطراً كبيراً على وجود الوكالات وديمومة عملها بالإضافة إلى مصداقية الأخبار بشكل عام.

وبناء على ذلك بحث المؤتمر الـ 43 للجمعية العمومية للاتحاد الذي انعقد بالكويت في نوفمبر 2015 ضرورة إجراء الاتصالات بوكالات الأنباء الدولية والأوروبية وإجراء حوارات معها لتحسين العلاقات وتطويرها إلى المدى الذي يخدم الجانبين.

تتقدم وكالات الأنباء العربية بهذه المذكرة التي تحتوي على أفكار وتصورات قابلة للنقاش بروح موضوعية هدفها تطوير العلاقة بين وكالات الأنباء العربية ووكالة الصحافة الألمانية DPA كإحدى كبريات الوكالات الأوروبية.

إن الافكار المطروحة في هذه المذكرة تشكل أرضية يمكن من خلالها التوصل إلى مجموعة أفكار ايجابية لتطوير عملنا وتحسينه وصولاً إلى تزويد مستلمي نشرات اخبارنا بالحقائق والأحداث الصحيحة.

تعتقد وكالات الأنباء العربية، بعد الاطلاع على الكثير من الأخبار المبثوثة من وكالات الأنباء الأوروبية والدولية وما ينشر من أخبار من جهات أخرى حول الدول العربية بشكل خاص أن تناقش المواضيع التالية:

1 – ينال موضوع الإرهاب في الوقت الحاضر المكانة المهمة في التقارير الإخبارية، لا سيما بعد ظهور منظمة ISIS وغيرها من المنظمات الإرهابية التي تنتشر في سورية والعراق واليمن وليبيا وغيرها.

طبعاً «الإرهاب» بكافة الأوجه التي يظهر فيها مرفوض من قبل الدول العربية والإسلامية رفضاً قاطعاً، والقمة الإسلامية التي انعقدت في تركيا في الشهر الرابع من عام 2016 أكدت على هذا الأمر ودانت أي عملية إرهابية تجري وفي أي مكان من الكرة الأرضية.

وما يثير الانتباه حقاً في هذا المجال، أن العديد من وسائل الإعلام الأوروبية أصبحت في سباق محموم للحصول على السبق الإعلامي في تغطية العمليات الإرهابية، كما أن الإرهابيين حريصون على تزويد وسائل الإعلام بجميع المعلومات عن العمليات التي يقومون بها. هذا التعاون بين وسائل الإعلام وبين الإرهابيين يجعلنا نتساءل من المستفيد من الآخر؟ بالتأكيد نستطيع القول إنّ هناك مصلحة متبادلة بين الطرفين وهو أمر خطير يفترض أن ننتبه له وعلينا في هذه الندوة إيجاد جواب للسؤال التالي:

هل من الممكن وضع تصور نستطيع به منع الإرهابي من استغلال وسائل الإعلام لنشر فكرة ونتائج أعماله الإرهابية؟ بل حرمانه من حرية الوصول إلى منافذ الوسائل الإعلامية لأنّ إجراء مقابلات مع الإرهابيين وتغطية أفعالهم تعتبر جائزة أو مكافأة لهم على أفعالهم الإجرامية.

2 – رغم أن الدول العربية والإسلامية دانت وتدين أية عملية إرهابية وبكافة الأوجه التي يظهر فيها، واتخذت قرارات أكدت فيها ودانت العمليات الإرهابية في أي مكان تجري على الكرة الأرضية، فإنّ أجهزة الاعلام الغربية وبكافة أشكالها تعمد إلى ربط الإرهاب بالدين الإسلامي وهو أمر يفترض مناقشته بإسهاب.

إنّ ظاهرة الإرهاب ليست جديدة على الإنسانية بل هي ظاهرة عرفتها البشرية منذ العصور القديمة إلا أن الآلة الإعلامية والسياسية في أوروبا والولايات المتحدة بالذات، كرست جهودها في السنوات الأخيرة لحملة مدروسة ومنظمة لربط الإرهاب بالدين الإسلامي انطلاقاً من الهجمات التي ضربت الولايات المتحدة ومدريد ولندن وباريس وبالأخير برشلونه.

إن الإرهاب لا دين له وإن ظاهرة الإرهاب غير مذكورة أو معروفة في كافة الكتب والدراسات الإسلامية، لذلك فإنّ المسلمين أنفسهم يعملون ويبذلون كل جهد للبعد عن أية سلوكية من السلوكيات التي تستعملها الجماعات الإرهابية التي تسعى لتخويف وقتل الأبرياء وتدمير ممتلكاتهم.

إنّ المطلوب من المنظمات الدولية إيجاد السبل الكفيلة التي من شأنها القضاء على أسباب الإرهاب وهذا يعني إيجاد مناخ تسوده العدالة والمساواة والتعامل بشفافية وديمقراطية مع الأزمات والنزاعات الدولية وإرساء قواعد عادلة في العلاقات الدولية والاقتصاد العالمي حتى يعم الاستقرار والأمن والرفاهية في جميع أنحاء العالم.

3- لوحظ أن العديد من مراسلي وكالات الأنباء الأوروبية والدولية يصلون إلى الدول العربية للعمل وهم يحملون «أفكاراً مسبقة» أو «أحكاماً مسبقة» عن المنطقة بحيث تؤثر عليهم هذه الرؤية في كتابة الأخبار وجمع المعلومات.

نتساءل كيف السبيل إلى تلافي مثل هذه الحالة؟ وكيف تستطيع وكالات الأنباء العربية المساهمة في جعل هؤلاء المراسلين يصدرون أحكامهم ويكتبون تقاريرهم بشكل موضوعي ودون تأثيرات مسبقة؟

4 – لوحظ من خلال دراسة أخبار وكالات الأنباء بوجود إصرار على وضع مذهب الشخصية، التي يتحدث عنها الخبر، في حين أن الصراعات الموجودة في العديد من الدول العربية هي صراعات سياسية واقتصادية وطبقية بالأساس، وليست مذهبية. نعترف بأنّ مجتمعات بعض الدول العربية مختلطة مذهبياً، ولكنّ جوهر الصراع الحالي في بعض الدول كالعراق، ليبيا، اليمن وغيرها ليس كذلك، فقد عاشت شعوب تلك الدول أحقاباً طويلة من الزمن من دون بروز مثل هذه الصراعات التي تطفو على السطح في هذه الأيام. والسؤال: ما هي الكيفية التي بها نتمكن من جعل مراسلي وكالات الأنباء الأوروبية يقللون من إضافة مذهب الشخصية في تقاريرهم؟ وإن هذا الأمر يعمق الصراعات، في حين نرغب في أن تكون تلك التقارير عامل مساعد لتخفيف الصراعات.

5 – يعتمد بعض مراسلي وكالات الأنباء المتواجدين في الدول العربية عند كتابة أخبارهم على بعض الإشاعات أو ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار وتعليقات مختلقة، ولا أساس لها من الصحة، وهي تهدف فقط إلى الإثارة ولفت النظر أكثر ما تهدف إلى النشر. وإن مسؤولي وكالات الأنباء العربية يعلمون جيداً أن زبائن وكالات الأنباء الأوروبية يختلفون في أذواقهم، فهناك من يطالب بمثل هذه الأخبار المثيرة، ولكن أن يبقى الخبر معتمداً على الإشاعة فقط، فإنه أمر لا يتوافق مع معايير كتابة الأخبار الموضوعية. ونتساءل إن كانت هناك أفكار لتحسين هذا المسار بواسطة إمكانية نشر الاشاعة، بالتزامن مع نشر رأي المتحدث الرسمي حول الموضوع، وعندها تكون مثل هذه الأخبار متوازنة، ولها قدر معين من الموضوعية.

6 – لا يوجد لدى الكثير من أجهزة الإعلام في أوروبا والولايات المتحدة مراسلون أو مكاتب في الشرق الأوسط والدول العربية بالذات، وهي تعتمد طبعاً على نشرات وكالات الأنباء الأوروبية والدولية. ولذلك، فإنّ مسؤولية نشر أخبار الدول العربية تقع على عاتق تلك الوكالات الدولية والأوروبية. ولذلك، فإنّ مسؤولي وكالات الأنباء العربية يحرصون ويمدون يد التعاون لوكالات الأنباء الدولية والأوروبية العاملة في الدول العربية لتزويدها بالأخبار والمعلومات الموثوقة التي ترغب في الحصول عليها.

7 – لاحظنا من خلال قراءة نشرات وكالات الأنباء العالمية والأوروبية أنّ كمية الأخبار المنشورة عن الدول العربية قليلة بشكل عام، وإن وجدت في النشرات نراها تتعلق بالمشاكل التي تحصل في الدول العربية ولها طابع سلبي. الجميع يعلم أن أخبار المشاكل والصراعات مشوقة للقراء، لكن هناك أخبارا أخرى مثل تلك المتعلقة بالفنون والآداب والموسيقى والتطورات التي تحصل في المنطقة يمكن أن تكون مصدراً لتشويق القراء أيضاً. وعليه، نتساءل كيف يمكن زيادة الأخبار العربية المنتجة من قبل وكالات الأنباء العربية في نشرات وكالات الأنباء الأوروبية والدولية؟ وما هو رأي وكالة الصحافة الألمانية حول هذا الموضوع؟

إشارة إلى أنه تخلل اللقاء، جولة للوفود العربية في أقسام التحرير في الوكالة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى