إلى شعب البحرين: لا شيء أمضى من حمل أجسادكم إلى الساحات لنيل الحرية

العلامة الشيخ عفيف النابلسي

يهزأ النظام البحريني الملكي بالقانون، على عينه غشاوة السطوة والقوة الغاشمة. كلّ الأساليب التي لجأ إليها لتبرير سياسته القمعية ضدّ المواطنين وقادة الفكر والرأي في المعارضة مفضوحة. بيد أنّ المنطق يوحي أنّ مؤسسات القانون الدولي والعدالة الدولية يجب أن تصنّف هذا النظام بالمارق والإرهابي والمنتهك لحقوق الإنسان والمانع للحريات السياسية والشعائر الدينية، لكن هذه المؤسسات لا تفعل ذلك. التواطؤ واضح بين هذه المؤسسات والنظام، وحتى لو خرجت بعض المواقف الخجولة فإنها لا تعني شيئاً على أرض الواقع.

النظام لا يحترم شعبه، يهيمن بكلّ عجرفته على الحياة العامة. يزجّ المعارضين في السجون. يحاكمهم بأحكام لا ترتقي إلى أبسط قواعد العدل والحق. ولا يأبه لما يُكتب ويُقال عنه. طالما أنّ الأنظمة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية تغطي كلّ جريمة وفضيحة ومروق.

اليوم يُحاكم الشيخ علي سلمان بتهمة أقلّ ما يُقال عنها بأنها « سخيفة»، النظام الذي يؤلف أحد أسوأ سجلات حقوق الإنسان في العالم العربي يحاكم معارضاً يطلب لشعبه بعض الحقوق التي تكرّسها القوانين الدولية في طريق تحقيق العدالة الإجتماعية والسياسية لكلّ شعب.

ثمة سلسلة طويلة من الجرائم يمكن نقلها عن هذا النظام التافه والصغير الذي يريد تطهير مجتمعه طائفياً وإزالة كلّ إرادة وكلمة حرة.

هذا الحكم بحق الشيخ علي سلمان مؤشر على شطط وجنون هذا النظام. وعلى ما أعتقد ونقرأ عن سنن التاريخ فهناك سبب ضئيل ليبقى بعد مدة طويلة.

ستصدر بعض الجهات الدولية قرارات فيها كلمة مثل «الاستخدام غير القانوني للقوة» و «أحكام غير عادلة»، ولكن طالما أنّ هذا النظام يحتمي بقوة مستترة من أميركا والسعودية، فإنّ أمراً واحداً لن يتغيّر، سيتمّ تجاهل الحكم وتناسيه ليعتبر «سيادياً» من داخل السلطان القضائي للدولة «المستقلة»، لكن بعد هذا القرار لا شيء، أكرّر لشعبنا في البحرين، لا شيء أمضى من حمل أجسادكم إلى الساحات، قرابين لنيل الحرية.

تأمّلوا قول الشاعر:

لَبسوا القُلُوبَ على الدروعِ وأقبلوا

يَتَهَافتون على ذَهَابِ الأَنْفُسِ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى