«إلى رجل ما»… لريم فياض كلمات للرجل بألوان جديدة

نبيل المقدم

الطريق الى الشعر ليس سهلاً. وخاصة للذين يبحثون عن التميّز والإبداع. كثيرون ضلوا الطريق ولم ينجحوا في استثمار موهبتهم. فضاعوا بين دفاتر الحساب ودفاتر الشعر.

ريم فياض شاعرة موهوبة يصلح أن يكون شعرها مقدمة لمدرسة شعرية جديدة.

في كتابها الشعري الثاني «الى رجل ما» الصادر عن دار أبعاد والذي يأتي بعد ديوانها الأول «على هامش البوح». تأخذنا «ريم» إلى عمق المواجع والآلام في علاقة الرجل والمرأة، والتي هدفها في النهاية خلق رؤيا حضارية في علاقة الرجل بالمرأة.

في كلمات ريم فياض تتحوّل الكلمة سهماً فيسقط الصمت المدوّي الذي يختبئ داخل الكثير من النساء في علاقتهن بالرجل. تعبير عن الواقع بشفافية نادرة. لغة جميلة وصافية هي لغة ريم فياض الشعرية وكأنها تخرج من إيقاعات موسيقية تجعلنا نقول بثقة. من يريد أن يتعرف الى النساء فليقرأ شعر ريم فياض. إشارات ناعمة وحادّة في الوقت نفسه تبدأ ولا تنتهي. تعكس الإيقاع الداخلي لتلك السيدة الجميلة والتي تؤمن بأن الشعر هو انبعاث للذات وهو انتقال من المعهود الى اللامعهود. الشعر «هو أفضل وسيلة للتعبير عن المشاعر»، هكذا يُقال.

أفضل ما فيه برأيي هو عندما يلعب الشاعر دور الملك.

ريم فياض ملكة في شعرها في تعابيرها هي في سباق مع الوقت تريد أن تغيّره. تريد أن تجعل علاقة المرأة بالرجل حدثاً غير عادي.

يا أنت؟

مَن قال…

إني أحببتك يوماً

من ادعى أنني كنت أتحايل على النوم

كي يطأ عتبة عيني في غيابك؟

مَن قال…

إن روحي تصحّرت في مواسم قحطك؟

من كذب عليك…

هي كلمات تهتمّ بمعنى الذات وتتحوّل شكلاً من أشكال الوجع غير المستسلم للاستبداد الذكوري. سمّه أيضاً تمرداً على الأشكال المفروضة.

عكس الكثير من الشعراء الذين يذهبون الى الغموض والعبث في الفراغ في التعامل مع اللغة الشعرية. فإن كلمات ريم فياض كالوردة المتفتّحة. تسقيها من روحها قطرة قطرة.

انظر إلى عيني إن تجرّأت

اقرأ في كتابي المفتوح امامك… إن لم تكن أمياً

انصت الى دبيب الأنفاس النابضة من قلبي … إن كنت تسمع

المس قلبي الكبير… ذا العرش الواحد… إن كانت لروحك يد أو أصابع.

عند ريم فياض الشعر والجمال صنوان لا ينفصلان مهما حاولت الفصل بينهما. القصيدة عندها هي في خدمة قضية هي في ذاتها ملامسة للحرية حيث المتعة ليست فقط قبلة هي قيم جمالية أنتجتها الشرائع الروحية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى