من نصدّق «الدرع العربي 1» أم الرئيس السيسي؟

عمر عبد القادر غندور

انطلقت في مصر فعاليات تدريب عسكري أطلق عليه «درع العرب 1» بمشاركة ست دول عربية!

وذُكر انّ الدول العربية وهي السعودية والإمارات والبحرين والأردن والكويت أتمّت نقل معدّاتها، وسيستمرّ التدريب والمحاضرات النظرية والعملياتية وتنسيق المهام لتطوير العمل المشترك بين هذه الجيوش في البرّ والبحر والجو.

لن نقول عن مثل هذا النشاط العسكري العربي: فات الوقت، والحركة بركة.. ولكننا نسأل: اعداد مثل هذه النخب العسكرية في «درع العرب 1» أين سيكون مسرح عملياتها عملياً وليس نظرياً؟

وهل سيتحرك «درع العرب» لإصلاح ما أفسده «الربيع العربي» في ليبيا وسورية والعراق واليمن ومصر والأردن وغير بلد عربي لم يسلم من «طرطشات» هذا الربيع التخريبي؟

هل سيتحرك «الدرع» إلى مواقع القرار في الأنظمة الحاكمة… أبداً لا…

أم انه سيتحرك لاستعادة الاستقرار العربي ولملمة أشلاء العرب وكرامتهم المهدورة في أرض فلسطين المحتلة؟

بالأمس وصف نتنياهو بدء العقوبات الأميركية على ايران باليوم التاريخي العظيم!

فأين يقف «الدرع العربي 1» في الخندق «الإسرائيلي» أو في الخندق الايراني؟

أو أنّ المقصود بـ «درع العرب 1» الخروج على النمطية العسكرية العربية المعزّزة بمعاهدة الدفاع العربي المشترك، وساهمت في جعل الجيش الصهيوني جيشاً لا يُقهر، إلا ما ندر، وانّ مثل هذا التوجه ليس وارداً في عقيدة الجيوش العربية في زمن التطبيع والهرولة.

إذن كيف يستقيم الجهد العسكري العربي وهو في غير الاتجاه الصحيح وهو فلسطين المحتلة؟ وما فائدة إنفاق مليارات الدولارات لشراء المعدات العسكرية من الدول التي أوجدت «إسرائيل» وتحميها، بينما يعاني الشعب الفلسطيني داخل بلاده وخارجها شظف العيش والذلّ والمهانة والقتل اليومي المبرمج والحصار، بينما الأمة تحترم وتثق بالفتى الفلسطيني يخرج أسبوعياً في مسيرات العودة وهو لا يكاد يحصل على وجبة واحدة في النهار ويصرخ بلسانه وقبضته: هذه بلادي ولن تموت فلسطين، ولا يضيره أن يسقط وغيره كلّ يوم… هذا الفتى ووهذه الفتاة أكبر وأعزّ وأشرف من التيجان والعروش والأنظمة الرجعية ولا نتحدّث في هذه العجالة عن عظمة رجال المقاومة وشهدائها والملتبس في خلال الساعات الماضية ما قاله الرئيس المصري الذي يستضيف «درع العرب 1»: التحرك غير المدروس في تغيير واقعنا العربي سيؤدّي إلى فتح ابواب الجحيم.. وختم:» أوعوا من الشعارات والكلام المعسول الذي يفضي بكم إلى الضياع!»

في مثل هذا التوقيت من نصدّق «الدرع العربي 1» أم الرئيس المصري المضيف؟

رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى