قدر الرئيس والسيد

ـ بين الرئيس ميشال عون والسيد حسن نصرالله من الثقة المبتادلة ما يسمح بفهم التباين السياسي مهما كان حجمه وطبيعة الكلام الوارد في سياقه تحت سقف النوايا الحسنة، فلا يرد في بال الرئيس عون أن يكون السيد نصرالله معنياً بالكلام عن السعي لعدم حصول الرئيس وتياره على الثلث الحكومي الضامن كسبب للتمسك بتمثيل حلفائه من النواب السنة الذين كانوا أهمّ جهة في حساباته لاعتماد قانون التمثيل النسبي وصاروا أهمّ ثمرة لهذا القانون.

ـ كذلك لا يمكن أن يرد في بال السيد نصرالله ان يكون الرئيس عون بخلافه حول الشأن الحكومي بصدد الشراكة مع خصوم حزب الله في إعتبار العقوبات والحملات التي تستهدف حزب الله فرصة لإبتزازه بتنازلات تضعفه داخلياً تحت شعار حمايته من المخاطر الخارجية.

ـ يثق كلّ من الرئيس والسيد ببعضهما البعض إلى درجة التفهم المتبادل لكلّ خلاف باعتباره إجتهاداً يصيب ويخطئ لكن في الوجهة الواحدة وتحت السقف الواحد وغالباً ما يكون التظهير العلني لمواقف متباينة ناجماً عن شكوك لدى أحدهما بأنّ الآخر ليس في الصورة الفعلية لموقفه لصعوبة اللقاء المباشر بنيهما واعتمادهما على المعاونين الذين قد يرغبون بتخفيف حدة الموقف بنية حسنة وتقريباً للمواقف.

ـ يعلم السيد ويعلم الرئيس أهمية الولادة السريعة للحكومة كما يعلمان أنّ الكرة في ملعبيهما معاً بعد كلام الرئيس عن رفضه تمثيل حلفاء حزب الله من النواب السنة وتأييده موقف الرئيس سعد الحريري منهم ومن تمثيلهم، ويعلم الرئيس أن لا روزنامة لدى حزب الله لتأجيل ولادة الحكومة لأسباب خارجية كما يعلم السيد أن لا روزنامة محلية للرئيس بإضعاف حزب الله أمام حلفائه.

ـ عدم إيجاد حلّ للمأزق يعني بقاء الوضع معلقاً لأجل غير مسمّى، فلا الرئيس يسهل عليه التراجع وقبول تقديم مقعد وزاري من حصته لواحد من النواب الستة، ولا حزب الله في وضع يتيح له التصرف بطريقة التخلي عن حلفائه وهو مؤمن بأحقية تمثيلهم من ضمن تصحيح الإجحاف اللاحق بقوى الثامن من آذار ومن ضمن منع التفرّد السياسي بتمثيل طائفة لجعلها متراساً مذهبياً في كلّ خلاف سياسي مع رئيس الحكومة.

ـ البحث الهادئ عن مخارج وتدوير للزوايا وحده يقطع الطريق على التحريض الذي يبثه الخصوم بطرق ملتوية في قواعد الفريقين وبيئتيهما تحت شعار التشكيك بمنظومة القيم التي قدّما عبرها مثالاً لمعنى التحالفات وموقع الوفاء والحرص في قلبها.

ـ قدر الرئيس والسيد ان يظهرا كلّ مرة حجم ما يستيطعان لحماية جوهرة التحالف الذي شكل أهمّ نتاج قدّمته الحياة السياسية اللبنانية خلال السنوات الماضية، وقدّمتهما كفارسين من كتب التاريخ المشرقة في السياسة التي تعيش على الخداع والتآمر فيقدّما للبنان واللبنانيين هدية عيد الإستقلال بحكومة تحميه من المخاطر…

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى