مسابقة الأفلام الروائية والقصيرة ضمن «أيام قرطاج السينمائية»

استقبلت مدينة الثقافة الأسبوع الماضي جمهور «أيام قرطاج السينمائية» 2018 في مسرح الأوبرا، بمناسبة سهرة سينمائية خُصّصت للعرض الأول لفيلم «سامحني» للمخرجة التونسية الراحلة نجوى سلامة.

انتظم العرض الأول لفيلم «سامحني» للمخرجة الراحلة نجوى سلامة ضمن قسم العروض الخاصة، على مسرح الأوبرا في مدينة الثقافة.

بدأت هذه السهرة بموسيقى هذا الفيلم، وعبّر بطلاه الممثلان محمد علي بن جمعة وعابد الفهد عن سعادتهما بالعمل مع نجوى سلامة كاشفين عن الظروف الخاصة جداً التي تمّت فيها عملية التصوير.

وشاهدت لجنة الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة أكثر من 300 فيلم قصير اختارت منها 12 شريطاً أغلبها في عرضها الأفريقي العربي الأول ومن إنتاج 2018 وتمثل هذه الأفلام المختارة 8 دول منها 4 أفلام من تونس وعملان من لبنان وتتوزع بقية الأفلام بين فلسطين، سوريا، مصر، الأردن، بنين ورواندا.

وأولى الأعمال التونسية، التي تنافس على جوائز «التانيت» الفيلم الروائي القصير، «أسترا» لنضال قيقة، يتحدث عن زوجين تعاني ابنتهما من مرض «متلازمة داون» وذات يوم يقرّر الأب اصطحاب إبنته إلى حديقة ملاهي رغم رفض زوجته وهناك سيجدان عالماً غريباً وغير مألوف بانتظارهما.

فيلم «قبل أن نشفى» للمخرج اللبناني نديم حبيقة في أول مشاركة له في أيام قرطاج السينمائية، يتحدّث عن «رايا» وحبيبها السابق «سالم» إذ يزور سالم رايا في منزلها ويدخل الحمّام ليجد نفسه عالقاً هناك.

أمّا الفيلم التونسي الثاني في هذه المسابقة فهو «إخوان» لمريم جوبار المتوّجة مؤخراً بجائزة أفضل فيلم قصير في الدورة 43 لـ»مهرجان تورنتو السينمائي الدولي» وفي «إخوان» تصوّر مريم جوبار حكاية مالك الشاب ذي الشعر الأحمر، الذي يعود إلى قريته مصطحباً زوجة منقبة بعد التحاقه بصفوف المقاتلين في سورية.

ومن سورية، يحضر المخرج الكردي محمد شيخو بفيلمه القصير «هيفي» في أول مشاركة له في أيام قرطاج السينمائية وتروي مشاهد الفيلم حكاية «هيفي» و»ولات»، وهما لاجئان كرديان في الثلاثينيات من العمر، التقيا مع مهرّب حتى يساعدهما على تجاوز حدود غير واضحة – وسط طقس شتائي لا متناهٍ – تغمره الظلمة والوحشة واللون الأبيض فيقترح المهرّب مساعدة «هيفي» الجميلة على العبور بشرط أن يذهب ولات إلى حال سبيله.

بدورها تعود المخرجة ماري كليمونتين دوسابجامبو بدورة 2018 تتحدّث من خلال فيلمها «إيكياشا» عن طفل يبلغ من العمر 12 سنة، يحاول دون جدوى الالتحاق بفريق محلّي لكرة القدم خاص بالصبيان. كل هذا، لأن أنوثته تمنعه من ذلك. في الكثير من الأوقات، يجد نفسه محلّ سخرية من أصدقائه، ممّا جعله يعمل جاهداً حتّى يثبت رجولته .

وفي «منزل لالو» المستوحى من أحداث حقيقية، يسرد الفيلم قصّة أختين قد تّم اختطافهما من منزلهما بهايتي، تحاولان الهروب من شبكة تهريب للأطفال، تختفي وراء قناع ميتم كاثوليكي وهو أحدث أفلام المخرجة كيلي مالي ويمثل «منزل لالو» في مسابقة الروائي القصير دولة بنين وسبق وتحصل جائزة المبرمجين في مهرجان السينما الأفريقية سنة 2018.

الفيلم اللبناني القصير الثاني الحاضر في هذه المسابقة «كالملح» لايك سالت لدارين حطيط، فيطرح معاناة العرب والأفارقة في أميركا.. في عالم عاجز وعنيف تلتقي ملاكمة عربية أميركية في نيويورك مع مغني جاز أفريقي أميركي.. هو عالم تتقن تشكيله المخرجة دارين حطيط صاحبة شركة «سينفيليا» لدعم المواهب السينمائية الشابة في كتابة السيناريو ومخرجة الفيلم الممنوع في لبنان «أقول غبارا».

«على الخط» لفوزي الجمل في عرضه العالمي الأول هو الفيلم التونسي الثالث في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة ويعود في أحداثه لتاريخ مفصلي في تونس: «يومان بعد ثورة جانفي، تدخل تونس في حالة من الرّعب وانعدام الأمن، انتشرت في كامل البلد وفي قلوب الناس.. رملة، شابة تبلغ من العمر 24 سنة، كانت منشغلة بمشكلة شخصيّة عند عودتها إلى منزلها – في حالة حظر تجوّل، مشاكل غير منتظرة تتتالى وتتفاقم الوضعيّة».

ويمثل فيلم «بائع الزهور» المشاركة الرابعة لتونس. وهو من إخراج شامخ بوسلامة، الذي سبق أن أنتج وأخرج عدداً من الأفلام القصيرة منها «الربيع العربي» و»الطيران» ويتناول هذا الشريط بالطرح، الوحدة التي يعيشها بائع زهور يسعى لتغيير بسبب ضغوط العالم الخارجي.

وفي مسابقة الروائي القصير، يسجل المخرج المصري الشاب شادي فؤاد حضوره بفيلم «بين صيف وشتا» عن لقاء أخوين «سلوى» و»حسن» بعد انفصال طويل بسبب والديهما فيتعاملان بفتور حتّى يكتشف كل منهما الآخر.

ويواصل المخرج أمين نايفه تماهيه مع واقعه المعاش في فلسطين في فيلمه الجديد «العبور» ويروي هذا العمل استعداد ثلاثة إخوة لزيارة جدهم المريض وأقربائهم داخل الخط الأخضر بعد سنوات من المحاولة، لكن في بعض الأحيان، تصريح الدخول لا يكفي لعبورهم الحاجز..

الحواجز حاضرة أيضاً في فيلم «فيزة ناديا» لإليان هنادي، السينمائية الأردنية المهتمة بالقضايا النسوية، والتي تمثل المرأة هاجساً حاضراً في كل أفلامها القصيرة. وفي هذا العمل المشارك في مسابقة «الروائي القصير» لأيام قرطاج السينمائية 2018 تصوّر إليان هنادي فشل «نادية» في الحصول على تأشيرة سفر لمقابلة عائلتها، فتجد نفسها عالقة في مأزق أخلاقي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى