عون: سنبذل كل جهد لحل تعقيدات تشكيل الحكومة

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه «لن يترك جهداً الا وسيبذله من أجل حل تعقيدات تشكيل الحكومة»، معتبراً «ان الأمر يتطلب شجاعة وصبراً لنصل الى الخواتيم، لكننا سنجد الحل لأن الانتظار هو خسارة للوقت».

وكرّر رئيس الجمهورية التحذير من سعي البعض الى ايجاد حلول غير مقبولة وغير عادلة من خلال توطين الفلسطينيين حيث هم، مشيراً إلى «ان هذا الامر اذا ما حصل فسيكون بمثابة اكبر مجزرة للعدالة في العالم»، داعياً اساقفة الروم الملكيين الكاثوليك، «اينما كانوا، الى المساهمة من جهتهم في التوصل الى حل قائم على عودة اللاجئين السوريين الآمنة والطوعية الى سورية، لأن ربط الحل السياسي بعودتهم الى سورية هو امر خطير جداً».

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك يوسف العبسي على رأس وفد من سينودس اساقفة كنيسة الروم الكاثوليك في لبنان والمنطقة وبلاد الانتشار، حضر للقائه في ختام السينودس الذي عقد طيلة الاسبوع المنصرم في المقر البطريركي في الربوة.

من جهته، أكد البطريرك العبسي «أن طائفة الروم الكاثوليك لعبت أدواراً رئيسة في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والأمنية اللبنانية وغيرها، وهي بفضل ذلك من العوامل الاساسية لتوفير الاستقرار والازدهار في لبنان وخلق لغة الحوار والوسطية والانفتاح»، معرباً عن يقينه بأن الرئيس عون سيعطي «الطائفة في الحكومة ما تستحق، على قدر هذا التاريخ اللامع وعلى قدر حضورها الفعال في الحياة اللبنانية»، مشيراً الى «ان التأخير في تأليف الحكومة ما عاد يحتمل تسويفاً من جراء ما ينعكس سلباً على الحياة الاقتصادية والاجتماعية».

ودان البطريرك العبسي «ما حدث لأولادنا في بلدة المية ومية. واولادنا هناك هم مواطنون لبنانيون قبل ان يكونوا روم كاثوليك. ونحن لا ننظر بالتالي الى الموضوع نظرة طائفية بل نظرة وطنية»، داعياً «المسؤولين الى ايجاد حل يمنع بشكل فعال تكرار ما حصل».

العبسي

في مستهلّ اللقاء، القى البطريرك العبسي كلمة خاطب خلالها الرئيس عون: «نحيي موقفكم ومطالبتكم المحافل الدولية بعودة النازحين السوريين الى وطنهم عودة سريعة ومشجعة تواكبها المساعدات الدولية حفاظاً على كرامتهم الانسانية. وتوقفنا كذلك على مشاركة طائفتنا في الحكومة العتيدة. تعلمون يا فخامة الرئيس ان طائفتنا ليست من الطوائف المؤسسة للبنان فقط بل قد لعبت على مدى تاريخه أدواراً رئيسة في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والأمنية وغيرها، وهي بفضل ذلك من العوامل الأساسية لتوفير الاستقرار والازدهار في لبنان ولخلق لغة الحوار والوسطية والانفتاح. نحن على يقين بأنكم أعطيتم طائفتنا في الحكومة ما تستحق وبأنكم تعطونها على قدر هذا التاريخ اللامع وعلى قدر حضورها الفعال في الحياة اللبنانية».

ردّ الرئيس عون

وردّ الرئيس عون بكلمة رحّب فيها بالبطريرك العبسي ووفد الأساقفة المرافق، معرباً عن سعادته لاستقبالهم، وقال: «إن اللقاء بكم يُفرحنا، لأنه كلما اجتمعت الكنائس الشرقية، سواء على مستوى كل طائفة او مجتمعة مع بعضها البعض، فذلك يضفي عليها حصانة. وأنا مهتم بشكل خاص في هذا الموضوع. ونحن نتطلع الى ان تتم مثل هذه اللقاءات، وأن تجري بصورة خاصة في لبنان، لأننا نؤمن بأن هذا هو المكان الوحيد في الشرق الذي فيه بعد مرجعية مسيحية في السلطات المدنية».

وأضاف: «إن كافة الأمور تهمنا سواء كانت صغيرة ام كبيرة. وبالنسبة الى ما جرى في مخيم المية ومية، فلقد سارعنا بداية الى التهدئة وتالياً الى ايجاد حل. لكن الاحداث تتسارع اليوم من اجل حلول غير مقبولة منا وغير عادلة، حيث يسعى البعض الى توطين الفلسطينيين حيث هم. وهذا الامر اذا ما حصل سيكون بمثابة اكبر مجزرة للعدالة في العالم. واليوم نحن في تباين مع الأمم المتحدة، لأنها لا تشجع على إعادة اللاجئين السوريين الى بلدهم الا بعد ان يتساوى الحل السياسي مع الحل الأمني، على الرغم من ان الامن قد استتب في سورية، والحكم السوري يتصالح مع الذين حملوا السلاح ضده، في الوقت الذي نرى فيه أن معظم اللاجئين هم من الذين هربوا من السلاح ومن الحرب».

وقال: «نحن نتطلع الى ان تسعوا جميعاً، اينما كنتم، للتوصل الى الحل القائم على عودة اللاجئين الآمنة والطوعية. لكن ربط الحل السياسي بالعودة، هو أمر خطير جداً. ونحن نستعيد دائماً مثلين سبق ان عايشناهما: منذ العام 1974 مع الازمة القبرصية بين القبارصة الاتراك والقبارصة اليونانيين، حيث لجأ القبارصة اليونانيون الى لبنان. ولكن مع استتباب الهدوء الأمني عاد الجميع الى ممتلكاتهم ولم يبق منهم أحد هنا، على الرغم انه، وبعد 44 سنة، لم يتم التوصل بعد الى حل سياسي لقضيتهم. فكيف بالأحرى بالنسبة الى الفلسطينيين الذين ينتظرون منذ 77 سنة الحل السياسي لقضيتهم ولم يعد أي أحد منهم الى بلاده؟ من هنا فإن التسويف في اعادة اللاجئين السوريين الى سورية مخيف، لا سيما وانهم يحاولون الانخراط في العمل في لبنان، وهذا امر يمنحهم ترغيباً للبقاء حيث هم».

وتابع: «اما في موضوع تأليف الحكومة، فإننا لن نترك جهداً الا وسنبذله في هذه المرحلة، من أجل حل تعقيدات تشكيل الحكومة. وهذا يتطلب شجاعة وصبراً لنصل الى الخواتيم. وبالنتيجة فإننا سنجد الحل لأن الانتظار هو خسارة للوقت».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى