ورشة عمل بعنوان stop motion في المركز الوطني للفنون البصرية

لورا محمود

يرى البعض أنّ العقل هو أهمّ أداة لتصميم الغرافيك بغضّ النظر عن التكنولوجيا، حيث يتطلب تصميم الغرافيك الإبداع والقدرة على التجديد، والمصمّم الناجح هو من يمزج الواقع بالخيال ويبدع في تصميم مشروعه. ويعتبر هذا المجال اليوم مهماً جداً ويتنامى بسرعة هائلة فى سوق العمل، حيث أصبح عالم الجرافيك مُقترناً بصناعات ضخمة كالدعاية والإعلان والإنتاج التلفزيوني وتحرير الفيديو وتصميم المواقع وغيرها.

ونظرا لأهمية هذا الاختصاص أقام المركز الوطني للفنون البصرية في دمشق ورشة فنية بعنوان stop-motion دعماً منه لاختصاص التصميم الغرافيكي والميلتيميديا بمشاركة 15 مصمّماً قدّموا 15 فيلماً قصيراً باستخدام خمس تقنيات وهي الطين والورق ودمى المسرح ودمى العرائس والظلال.

وتنوّعت الموضوعات بين التوعوية متل التوعية من التدخين وتأثير الأكياس البلاستيكية على الصحة وبين المواضيع الرومانسية والعاطفية والمواضيع التراثية والشعبية حيث يقوم كلّ مصمّم بصنع فيلم متكامل يكون هو صاحب الفكرة والتصميم وصناعة المجسّمات واللقطات المتتابعة التي أخذت بواسطة الكاميرا ثم المونتاج وهي المرحلة الأخيرة للفيلم.

وقال مدير المركز الوطني للفنون البصرية الدكتور غياث الأخرس: دأب المركز الوطني للفنون البصرية على تطوير نشاطاته الثقافية عاما تلو ا خر وحرص على التنويع في ما بينها بحيث تشمل المجال الفني والثقافي بكافة أطيافه من خلال معارض فنية وورشات عمل جادّة لكلّ فروع ومجالات الفنون الجميلة، بالإضافة إلى الندوات الحوارية الثقافية والحفلات الموسيقية المتنوّعة إلا أنّ اهتمامه باختصاص التصميم الغرافيكي ومفهوم التصميم عموماً ينبع من طبيعة الاختصاص نفسه لما له من ارتباط وعلاقة بالحياة الاجتماعية واليومية المعاشة عدا عن كونه المجال الفني ا كثر اندماجاً وملامسة لسوق العمل، وهذا ما يوجب العمل على تطوير المعرفة عند فئة المصمّمين الشباب وتزويدهم بالتقنيات المطلوبة والمواظبة للتطوّر العالمي في هذا المجال، حيث أنّ هناك فارقاً كبيراً بين عالمي التشكيل والتصميم من حيث المباشرة والرؤية الواقعية لتنفيذ المنتج الفني. فعالم التشكيل مرتبط بين ذاتية الفنان واللوحة وعالم التصميم متشعّب ومرتبط بالتكنولوجيا وا ليات المركبة لكنه أكثر انفتاح ومعاصرة.

بدورها، تحدثت الأستاذة المحاضرة في كلية الفنون قسم التصميم الغرافيكي والملتيميديا والمشرفة على الورشة سامية شقير لـ «البناء» قائلة: تحظى الفنون البصرية المعاصرة بحضور لافت في حياتنا اليومية لكنها في المشهد التشكيلي السوري تشغل الحيّز ا صغر من الحضور والتجربة والتحليل والنقد، لذلك فإننا نأمل من خلال ورشات العمل الجماعية أن نبني نواة لمجتمع من المصمّمين والباحثين في مجالات الملتيميديا الاتصالات البصرية ضمن فضاء من الحوار والانفتاح نحو كلّ جديد ومبتكر بهدف إثراء التجربة المحلية في هذا المجال ومحاولة اختبار التقنيات المستحدثة للخروج بنتاج إبداعي أصيل يحمل ملامح الهوية السورية ويعبّر عن قضاياها.

أضافت شقير: إنّ احتراف الوسيلة وتَملك التقانة هو الركيزة الأساسية التي تمكّن المصمّم من إيصال رسالته إلى المتلقي بكل يُسر ومهنية. وبالرغم من التطوّر المتزايد والتعقيد في التقانة إلا أنّ مستقبل وجمالية التصميم يكمنان في البساطة وقوة الفكرة.

أما أستاذ قسم الغرافيك في كلية الفنون والمشرف أيضاً على الورشة محمد برو، فقد لفت في تصريح لـ «البناء» إلى أنّ الطبيعة المكانية الثابتة لعبت دوراً كبيراً في انتصار محاولات الفنان في التعبير عن الحركة وا يحاء بالزمن وأمد العلم المصمّم بالمفاهيم المتطورة للقيام بالحركة وتوظيفها في التشكيل الفني والقدرة على تحريك الساكن ولم لا ونحن ننتمي إلى كوكب قائم على الدوران أصلاً؟

أضاف برو: إنّ هذه التقنية قديمة وجديدة بسبب دخول تقنيات جديدة عليها الغاية منها أن نجعل الثابت متحركاً من خلال لقطات متتابعة ندخلها إلى الكومبيوتر لكي تصبح لقطات وبذلك نوهم المتلقي بأنها متحركة وهي تقنية تستخدم في الدعاية والأفلام.

أما عن المواد المستخدمة في الورشة قال برو: لقد استخدمت المواد الأولية البسيطة مثل الطين والورق ودمى العرائس وقدّمت بتقنيات بسيطة وتمّ إنشاء استديو مصغر لنقوم بكلّ هذه الأعمال التي من الممكن أن تكون مكلفة إذا أردنا أن نقوم بها بشكل احترافي والنتائج كانت جيدة جداً ولا بدّ من دعم هذه المواهب لتدخل سوق العمل وهي قادرة على منافسة دول مجاورة في هذا المجال.

مشاركون

والتقت «البناء» عدداً من المشاركين في ورشة العمل، حيث قالت تسنيم ديب صاحبة عمل كبة سورية : كنت سعيدة جداً بالمشاركة في هذه الورشة، فنحن كمصمّمين أداتنا ا ساسية هي خيالنا ولكي ينمو هذا الخيال وتتطور أدواتنا ونبدأ برؤية الأشياء بطريقة جديدة ونفكر خارج الصندوق نحن بحاجة لنرى أكثر ونتشارك أكثر، وهذا ما تقدّمه لنا هذه الورشة وورشات العمل الجماعية.

أما رنيم جبر فرأت من خلال عملها «إيه… في أمل» أنّ الأمل يبقى إذا كانت لدينا رؤية وإيمان وثقة بأنّ هناك نوراً سيضيء دربنا لننطلق من جديد رغم الصعوبات.

أضافت جبر: استخدمت تقنية الرسم با بيض وا سود براز العناصر وتباينها في الفيديو وعرضها بطريقة بعيدة عن التعقيد.

وقالت ساندرين شماس صاحبة مشروع «تصالح مع صباحك»: هذه مشاركتي الثانية في ورشات عمل المركز الوطني وأحب المشاركة دائماً أنها تزيد من إمكانيات المصمّم وتفتح له بحواراتها وأجوائها آفاق ا بداع والتفرّد كما أنها تمنح المصمّم تجارب وخبرة خاصة من خلال الاطلاع على أعمال الغير وأسلوب عملهم وتجعله يفكر بابتكار ليبدع باستخدام وسائله الخاصة التي تعبّر عن شخصيته.

يذكر أنّ تقنية Stop-motion أو إيقاف الحركة هي أحد فنون الصور المتحركة التي يمكن من خلالها توصيل فكرة للمشاهد بأسلوب ممتع وجذاب ويعتمد هذا الفن على جعل الأشياء تتحرك كما لو كانت تتحرك من تلقاء نفسها.

كما يعتمد فن إيقاف الحركة Stop-motion على تصوير إطارات فردية لنماذج مجسّمة أو مصوّرة وتجميعها معاً ليبدو كما لو كانت تتحرك ذاتياً. ومن أشهر النماذج التي يتمّ استخدامها الدمى والصلصال والورق ولا يشترط فقط استخدام هذه الخامات فيمكن أيضاً استخدام شخصيات من البشر أو الأجهزة الكهربائية أو غيرها لإظهار الصورة في إطار كوميدي فكاهي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى