نصرالله: فاوضوا النوّاب الستة وإذا عولجت المشكلة نعطي أسماء وزرائنا

شدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على أنّ الحزب «لن يتخلى عن النوّاب الستة المستقلين، مشيراً إلى أنّ التفاوض يحصل معهم، وإذا تمّت معالجة المشكلة نعطي أسماء وزرائنا، أمّا «إذا مُنِع سنّة 8 أذار من التمثيل في الحكومة، فلنبدأ الحديث منذ البداية عن التشكيل لأنه لم يعد هناك معايير».

وأكد أن «أي اعتداء إسرائيلي على لبنان سنرد عليه حتماً ولن يكون مقبولاً أن يعود العدو ليستبيح لبنان كما كان يفعل سابقاً». ودان «أي شكل من أشكال التطبيع مع العدو الإسرائيلي، أيّاً كان مصدره وشكله»، داعياً إلى مواجهته.

مواقف السيد نصرالله جاءت خلال إحياء حزب الله أحيا «يوم الشهيد» الذي يصادف في 11 تشرين الثاني من كل عام، بمهرجان مركزي أقامه في قاعة الشهيد السيد محمد باقر الصدر في مدارس المهدي في منطقة الحدت.

وأطل السيد نصرالله على الحضور عبر الشاشة، مستهلاً كلكته بالحديث عن الشهداء وتضحياتهم وقال «ببركة هذه الدماء نحمي أرضنا وبلدنا وبفعل المعادلة الذهبية، الشعب والجيش والمقاومة وبالدرجة الأولى بفعل القدرة الصاروخية التي تملكها المقاومة»، موضحاً أنه «بفعل هذه الأمور، العدو الصهيوني لا يجرؤ على الاعتداء على لبنان».

وتابع «الردع موجود بفعل القدرات الصاروخية التي تمتلكها المقاومة لأنه ممنوع على الجيش اللبناني امتلاك أنواع من هذه الصواريخ»، مشيراً إلى أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لا يستطيع أن يتحمّل قوّة المقاومة و هذا الكم من الصواريخ في لبنان.

واذ لفت الى أنّ العدو «الاسرائيلي، يركّز على صواريخ المقاومة من خلال الضغوط الدبلوماسية والتهويل واستخدام الأميركيين، شدد السيد نصر الله على أننا «متمسكون بقوة لبنان بالمعادلة الذهبية وبسلاح المقاومة وبكلّ صواريخها». محذراً من أنّ «أي اعتداء على لبنان أو غارة أو قصف سنردّ عليه حتماً ولن يكون مقبولاً أن يعود العدو ليستبيح لبنان كما كان يفعل سابقاً».

التطبيع يضع حداً للنفاق العربي

ودان السيد نصر الله «أي شكل من أشكال التطبيع مع العدو الإسرائيلي، أيّاً كان مصدره وشكله»، معتبراً أنّ «التطبيع الحالي يضع حداً للنفاق العربي ويُسقط أقنعة المخادعين والمنافقين»، وأشار الى أنّ «وجود المنافقين والمخادعين وبائعي الوهم، هو الذي يؤجّل الانتصار والحسم ونمو الوعي الحقيقي»، داعياً «جميع شعوبنا إلى رفض التطبيع وإدانة كلّ أشكاله ومواجهته».

وطمأن الفلسطينيين قائلاً «لا تحزنوا لخطوات التطبيع لأنّ ما كان يجري في الخفاء يجري الآن علناً».

ورأى أنّ «أهل غزّة يشكلون بمسيرات عودتهم وتضحياتهم الأمل برفضهم الاستسلام والخضوع وكذلك في الضفة»، معتبراً أنّ «لدينا الكثير من النماذج المشرفة في مواجهة التطبيع كما يحصل في تونس ولبنان وغيرها»، وأشاد بخطوة الفتى اللبناني مارك أبو ديب الذي رفض المشاركة باللعب في مباراة الشطرنج مع «إسرائيلي»، واعتبره «مثالاً على شعوبنا الرافضة للتطبيع».

إشادة بأهالي الجولان المحتلّ

ولفت إلى أنه «رغم كلّ الظلم العربي الذي لحِق بسورية فهي لم تغيّر موقفها الداعم للقضية الفلسطينية والمقاومة»، وأضاف «لو لم تصمد سورية، شعباً وقيادة وحكومة، لكنا سنشهد زيارة لنتنياهو وغيره لدمشق»، وأشاد بخطوة «أهالي الجولان السوري المحتلّ لإفشالهم انتخابات الاحتلال وتمسكهم بانتمائهم».

وضع جديد في اليمن

وفي الشأن اليمني، استغرب السيد نصر الله «كيف أن العالم الذي أدهشته جريمة قتل جمال خاشقجي لم يندهش من جرائم العدوان السعودي في اليمن»، وقال «نحن أمام وضع جديد في اليمن بسبب قضية خاشقجي، ومن الجيد بروز التصريحات الداعية إلى وقف الحرب»، وأضاف «دعوات وقف الحرب هي نتيجة صمود الشعب اليمني وقد تكون لإنقاذ التحالف السعودي من مستنقع اليمن»، وأشار إلى أنّ «إعلان المبادرة الأميركية لوقف النار بعد شهر تزامن مع أقسى عدوان على الساحل الغربي في اليمن».

وفيما حذّر من أن تكون الدعوات الأميركية إلى وقف الحرب في اليمن «خدعة»، لفت الى أنه «يجب التأمّل في توقيت هذه الدعوات»، داعياً الشعب اليمني إلى الصبر والتشبّث بمواقعه لأنه اليوم أقرب إلى الانتصار من أيّ وقت مضى.

الشعب البحريني لن يستسلم

ورأى السيد نصر الله أنّ «تحويل القضاء البحريني براءة الشيخ علي سلمان إلى حكم بالسجن المؤبد يؤكد أنه سلطة قمعية»، مؤكداً أنّ «الشعب البحريني لن يستسلم أياً تكن التضحيات والتهديدات».

التواضع لا ينفع

وانتقل السيد نصرالله إلى الوضع الحكومي في لبنان، لافتاً إلى أنه «لو كانت لدينا الرغبة في تعطيل تأليف الحكومة لكنّا رفضنا المشاركة فيها». وعرض لمسار التشكيل، مشيراً إلى أنّ «اقتراح رفع عدد الوزراء إلى 32 لإشراك وزير علوي وآخر للأقليات المسيحية، قبله رئيس الجمهورية والقوى السياسية الأساسية في البلد، لكن رئيس الحكومة المكلف رفضه وقال إنّ هذا يحرجه كثيراً ولا يتحمّله».

وعن الحصص الوزارية والتعقيدات التي رافقتها، لفت السيد نصرالله إلى «أنّ كتلة «القوّات» تضمّ 15 نائباً وطالبت بخمسة وزراء، الحزب التقدمي الاشتراكي 9 نواب، من أول يوم طالب بثلاثة وزراء ويريد كلّ التمثيل الدرزي له، تيّار المستقبل يريد كلّ التمثيل السني وهو عنده 20 نائباً فقط، وليس عنده مشكلة أن يبادل سني بمسيحي مع رئيس الجمهورية، فيما كتلتا أمل وحزب الله اللتنان تضمّان ثلاثين نائباً، قبلتا بستة وزراء، وهذا لا يعكس حجمنا النيابي والسياسي والشعبي»، مشيراً إلى أنه «بناء على معايير بعض الأفرقاء كان من حقنا المطالبة بـ 10 وزراء لكن يبدو أن التواضع لا ينفع».

حق «القومي» في التمثيل

وإذ أكد «أننا دائما ملتزمون بحلفائنا»، لفت إلى أنه «في الحكومات السابقة، كان من حق الحزب السوري القومي الاجتماعي أن يتمثل، فلم يقبلوا تمثيله، وقالوا لنا خذوه من حصتكم، أخذناه من حصتنا. في يوم من الأيام دولة الرئيس نبيه بري في آخر لحظة وافق أن يُنقص من الحصة الشيعية وزيراً ونزيد وزيراً على الحصة السنية من أجل أن يتمثل أحد حلفائنا الوزير فيصل كرامي».

وأضاف «لماذا الإقفال على هؤلاء الحلفاء؟ هذا حقهم الطبيعي، ونحن لا نتخلى عن حلفائنا، طبعاً عندما يكون هناك حق ومعيار واحد، يجب أن يمشي على الجميع نحن نلتزم بالمعيار. بالحلفاء أيضاً نذكر الأسماء، الأمير طلال أرسلان حليفنا وصديقنا، جزء من تكتل لبنان القوي، الذي تعهّد بمعالجة هذا الموضوع تحصيل حقه ونحن كنا دائماً داعمين، انتهينا. أتينا إلى الحزب القومي، عنده ثلاثة نواب، قالوا لا المعيار أربعة أو خمسة نواب، الذين عندهم ثلاثة نواب لا يأخذون وزيراً، حسناً، نخضع للمعيار، لكن إذا لم يعد هناك معيار سنعود ونحكي بالحزب القومي. لدينا حلفاء مسيحيون، أصدقاء مسيحيون تحالفنا معهم بالانتخابات النيابية في زحلة وجبيل، أيضاً قيل بالمنطق هناك معياران للحكومة الجديدة، واحد، حكومة وحدة وطنية، اثنان، أن تؤخذ نتائج الانتخابات في الاعتبار».

مطلب النوّاب الستة محق

وتابع «بناء على حكومة وحدة وطنية وبناء على أخذ نتائج الانتخابات في الاعتبار، عندنا النوّاب السنة، قلنا لهم إذا هذه المعايير تسير على الجميع ونأخذ نتائج الانتخابات النيابية، أين المشكلة؟».

وقال «نحن في حزب الله نفتخر ونعتز بأن يكون النواب الـ 6 من الطائفة السنية ينتمون للمقاومة ونفتخر بكلّ سني وسنيّة»، لافتاً إلى أنه «منذ عام 2005، موقفهم الصلب والصامد والوطني والقومي، هو الذي منع تحويل الصراع السياسي في لبنان إلى حرب مذهبية في الوقت، الذي كان الآخرون في الداخل والخارج يريدون حرباً مذهبية في لبنان، موقفهم السياسي والإعلامي والميداني سياسيوهم، علماؤهم، مشايخهم، أحزابهم، قواهم، كتلهم، شبابهم، صباياهم، أهمّ إنجاز فعلوه سنّة 8 آذار أنهم منعوا تحويل الصراع في لبنان إلى صراع سني شيعي، وإلى صراع مذهبي، وهذا ما كانت تريده أميركا وإسرائيل والسعودية ومن خلفهم وبعض الداخل، حتى في 14 آذار، الذي كان يبني آمالاً طوالاً على صراع سني شيعي في لبنان».

وأكد أنّ «سنة 8 آذار كانوا دائماً إلى جانب المقاومة وإلى جانب القضية الفلسطينية ومقدسات هذه الأمة»، مشيراً إلى أنه «من أول يوم بدأ يُحكى بالتشكيل الحكومي، تكلمنا مع المعنيين ومع الرئيس المكلّف بحق النواب السنة المستقلين، بأن يكون لهم وزير في الحكومة».

وأكد أنّ العلاقة مع رئيس الجمهورية ميشال عون «ممتازة وجيدة ولا تشوبها شائبة، ونختلف ولطالما اختلفنا، على نقاط تفصيلية بالسياسة اللبنانية لكن تحالفنا وعلاقتنا فوق كلّ هذا الذي يحاولون وحاولوا على أثر هذه المشكلة الحاصلة، أن يأخذوا الموضوع إلى صراع بين فخامة الرئيس وحزب الله، أو بين التيار الوطني الحر وحزب الله».

وشدّد على أن لا علاقة لإيران وسورية في الموضوع الحكومي وقال «الموضوع هذا هو حجمه، هناك نواب سنة مستقلون، حقهم أن يطالبوا بوزير ونحن نقف إلى جانبهم».

وسأل السيد نصر الله النائب السابق وليد جنبلاط «ما هو مصدر معطياتكم حول دور إيران وسورية في تعطيل الحكومة وإذا بدأت القراءة عندك هكذا فعدّلها؟»، وأضاف «لقد أخّرت الحكومة 4 أشهر بسبب عقدتكم … القوات والحزب الاشتراكي عملاً على تأخير الحكومة 4 و 5 أشهر فعليهما انتظار مدة مثلها للآخرين وأيّ مطالبة منهما يكون اعتداء»، وخلص الى أن «ربط تأليف الحكومة مع إيران والعقوبات الأميركية ومع دمشق والرئيس بشّار الأسد، أمر سخيف، ولو اردنا عدم تشكيل الحكومة لكنت صرحت بنفسي أننا لا نريدها ولكن نحن من يريد الحكومة».

وقال «أمس التقيت أنا ورئيس التيار الوطني الحر، طبعاً، كلّفه فخامة الرئيس، قلت له «نحن لا نطلب من فخامة الرئيس شيئاً، كما لا نطلب منك، أنتم تحاولون إيجاد حلّ لهذا الموضوع، ممتاز نحن نؤيد ذلك، أيّ أحد يسعى لأن يعالج هذا الموضوع، ممتاز نحن لا نطلب منكم شيئاً».

وإذ لفت الى أنّ حزب الله ليس طرفاً في المفاوضات وأنّ حلّ المشكلة هو عند الرئيس المكلّف، قال «نحن كنّا نريد معالجة الموضوع بالحكمة وأن يكون الرئيس المكلّف زعيماً وطنياً ويستوعب أبناء طائفته».

وفي حين شدّد السيد نصر الله على أن يعطي رئيس الحكومة كلّ ذي حق حقه، أشار إلى أنّ القرار عند النواب الـ 6 المستقلين والتفاوض يحصل معهم وحزب الله يقف معهم، وأضاف «نحن وقفنا مع سنة 8 آذار وسنبقى معهم سنة وسنتين وإلى قيام الساعة ولن نتخلى عنهم»، وتابع «اذا مُنِع سنة 8 أذار من التمثيل فلنبدأ الحديث منذ البداية عن التشكيل».

وقال «خلاصة الكلام، نحن نقف إلى جانبهم، نحن لم نضعهم أمامنا ونقاتل بهم، أبداً. قال لي أحدهم مصير البلد مرهون بقرار فلان وفلان وفلان من النواب السنّة، قلت له أي نعم، وهذا حقهم». وأضاف «عندما يتصل النواب السنة بحزب الله ويقولون تمّت معالجة المشكلة يمكن أن نعطي أسماء وزرائنا إلى الرئيس المكلف نقوم بذلك».

واعتبر أنّ «على الحريري إذا أراد تشكيل الحكومة، أن يمنع كلّ التحريض المذهبي الذي لا يؤدي إلى تشكيلها».

وختم «بكلّ مودة ومحبة لدي الكثير من الكلام في قلبي أريد أن أتكلم به، لن أتكلم به اليوم، إن شاء الله لن نضطر أن نتكلم به، لا نريد صراعاً ولا توتراً ولا تصعيداً ولا نريد أن نعيد الأمور إلى البداية، هذه القصة «هلقد حجمها»، لا إقليمية ولا دولية ولا محلية ولا أحد يختبئ خلف أحد. يوجد حق، فاوضوهم وتكلموا معهم واحترموهم. والقرار الذي يأخذونه سنلتزم به».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى