بعد خطاب السيد الكرة في ملعب الرئيس المكلف

عمر عبد القادر غندور

لم يكن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مناسبة عيد الشهيد على غير صراحته وصدقه وشفافيته وموضوعيته عن سائر إطلالاته التلفزيونية، ولكن المناخ المتأزّم الذي أوجده نهم الطبقة السياسية إلى السلطة واقتسام السلطة التنفيذية أدّى إلى حرب من التجاذبات الوقحة حول الأحجام والحصص. واستدعى حلّ عقدة القوات اللبنانية خمسة أشهر، وأخرى اسمها العقدة الدرزية واحتكار التمثيل الدرزي للحزب الاشتراكي لوحده ما أدّى الى تعثر تأليف الحكومة اللبنانية أربعة أشهر رغم الحاجة الملحة إلى حكومة مسؤولة تتصدّى لعشرات الملفات الساخنة والوضع الاقتصادي والمالي الذي ينحدر إلى ما لا يعلمه إلا الله.

إلا أن رئيس الحكومة المكلف أصابه طائف من هم فرفض في آخر لحظة ما كان سمعه عن حق توزير نائب من سنة 8 آذار منذ لحظات التشكيل الأولى، ولكنه يرفض اليوم الاعتراف بسنة 8 آذار ولا يريد توزير وزير سني من خارج فريقه السياسي.

مثل هذا التعنّت لن يؤدّي الى الإسراع في تشكيل الحكومة، وما يضير الرئيس المكلف إعطاء سُنة 8 آذار حقهم وينطلق الجميع إلى مسؤولياتهم التي تتطلب جهوداً مضاعفة للتصدّي للأزمات المعيشية والإدارية والفساد والكهرباء والماء ولدواء تحت ضغط أزمة رقمية مالية، والمفروض ان يكون الرئيس المكلف هو الأحرص والأكثر غيرة على «الصبي»! وبالتالي أيهما أهمّ واجدى للبنان، محاولة إنقاذية تتولاها الحكومة وبين الرغبة في إقصاء نواب جاءت بهم الانتخابات ممثلين عن الذين انتخبوهم.

وهل التعنّت ناجح وموجود في قاموس المسؤوليات الكبيرة التي تُقدّم المصلحة على العواطف الشخصية؟

رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى